تفاهمات مصرية إسرائيلية لـ"تجفيف منابع" المقاومة في غزة

تفاهمات مصرية إسرائيلية لـ"تجفيف منابع" المقاومة في غزة

25 أكتوبر 2014
يجري التضييق على دخول بعض المواد لغزة (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -
تُبدي إسرائيل ارتياحاً كبيراً إزاء التعاون الذي يبديه الجيش المصري في إنجاح إستراتيجيتها الهادفة لتجفيف منابع المقاومة في قطاع غزة. وتؤكد أوساط عسكرية إسرائيلية كبيرة، أن "التحركات المصرية ستساعد على تحسين مكانة إسرائيل في أية مواجهة مستقبلية مع حركة حماس".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في عددها الصادر يوم الأربعاء، عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله، إنه "منذ أن تولى (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي مقاليد الأمور في القاهرة، لم تتمكن حركتا حماس والجهاد الإسلامي من إدخال صاروخ واحد إلى قطاع غزة عبر سيناء".

وأشار إلى أن "تحقيق هذا الإنجاز تسنّى بعد تبنّي الجيش المصري سياسة تدمير الأنفاق". وحسب المصدر، فإن "الإنجاز الأكبر الذي حققه الجيش المصري في عهد السيسي، يتمثل في القضاء على مسار حركة تهريب السلاح والوسائل القتالية التي يتم تهريبها من السودان إلى غزة عبر سيناء".

وأكد أن "المصريين يعملون بفاعلية كبيرة ضد الحركات الجهادية في سيناء، وتمكنوا من تحقيق إنجازات كبيرة، على الرغم مما تتعرض له القوات المصرية من خسائر". وكشف المصدر النقاب عن "توصّل إسرائيل ومصر إلى تفاهمات بشأن الإجراءات التي تضمن عدم تعاظم قوة حماس العسكرية". ويشير المصدر إلى أنه "حسب هذه التفاهمات، فقد أوقفت القاهرة إدخال الأسمنت المخصص للمشاريع الخيرية في القطاع، والذي كان يصل عبر الحدود المصرية، حتى لا تستخدمه حماس في بناء الأنفاق والتحصينات تحت الأرضية".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الجانبين المصري والاسرائيلي توصّلا إلى تفاهم يقضي بعدم السماح بإدخال أنابيب معدنية للقطاع، خشية أن تستخدمها حماس في تصنيع الصواريخ". وأوضح المصدر أن "التفاهمات تقضي بمنع وصول أسمدة كيماوية مخصصة للزراعة، خشية أن توظف في تصنيع المواد المتفجرة".

كذلك تم التوافق على منع إدخال آلات الخراطة، التي تدّعي إسرائيل أنها تستخدم في تصنيع الصواريخ، أو أي ماكينات قد تسهم في أعادة تأهيل قطع غيار لاستخدامها في تصنيع الصواريخ من جديد. وشدد المصدر على أن "مستوى الثقة بين الأجهزة الأمنية المصرية والإسرائيلية في عهد السيسي كبير وعميق وتام".

وكشف أن التعاون والتنسيق بين الجانبين الهادف إلى منع تعاظم قوة "حماس" غير مسبوق. ولا يتردد المصدر العسكري الإسرائيلي في التأكيد على أنه حسب النتائج، فإن السيسي نجح في تسجيل نجاحات أكبر بكثير من تلك حققها الرئيس المخلوع حسني مبارك، في كل ما يتعلق بالجهود الهادفة لمنع تعاظم قوة "حماس".

واتهم المصدر مبارك بالتغاضي عن عمليات تهريب السلاح للقطاع. وعزت الصحيفة السياسة الصارمة التي ينتهجها السيسي ضد "حماس"، إلى موقفه الأيديولوجي المعادي لجماعة "الإخوان المسلمين"، وكونه يرى في حركة "حماس" مجرد ذراع لها.

ونوهّت الصحيفة إلى أن "هذا ما يفسر رفض القاهرة إجراء أي اتصال رسمي مباشر مع الحركة، واكتفاءها بالتواصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس". وهو ما دعا السيسي إلى الإصرار على تمركز قوات تابعة للسلطة في المعبر الحدودي بين مصر وغزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن "هناك تفاهماً مصرياً إسرائيلياً يقضي بتمركز قوات عباس، ليس فقط في معبر رفح الحدودي مع مصر، بل أيضاً في المعابر التجارية التي تربط إسرائيل بقطاع غزة". ولفتت إلى أن "1200 من عناصر قوات الحرس الرئاسي التابع لعباس، يتدربون حالياً في أريحا على مهام إدارة المعابر الحدودية".

وكانت دبلوماسية اسرائيلية شابة قد بعثت أخيراً برسالة "امتنان وشكر" للسيسي بسبب "مساعدته لإسرائيل". ونشر موقع "واي نت" الإخباري، الأحد الماضي، الرسالة التي أرسلتها بهاروت فيرسلمان لاندو، والتي سبق أن عملت دبلوماسية في السفارة الاسرائيلية في القاهرة، وعملت بعد ذلك مستشارة للرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيريز، وجاءت الرسالة بعنوان: "يا سيسي سر وشعب إسرائيل معك".

وقد امتدحت لانداو السيسي بشكل خاص بسببب "تعامله الحازم" مع حركة "حماس"، خلال الحرب الأخيرة على القطاع، وإصراره على التعامل فقط مع قيادة السلطة الفلسطينية بوصفها القيادة "الشرعية" للفلسطينيين. وأكدت لانداو أن "أكثر ما أثار إعجابها خلال الخطاب الذي ألقاه السيسي أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة، حرصه على تجريد حماس من أي مقوم من مقومات الشرعية في القطاع، سواء الواضحة أو الخفية من خلال تشديده على أهمية السلطة الفلسطينية، ورئيسها كزعيم وحيد للشعب الفلسطيني".

واعتبرت لانداو أن "السيسي ضمّن خطابه دعماً للموقف الاسرائيلي الرافض لتحركات عباس في الأمم المتحدة، من خلال تشديده على ضرورة حل الصراع عبر توافق ثنائي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". وامتدحت لانداو السيسي لأنه حرص خلال خطابه على توجيه حديثه للإسرائيليين بشكل مباشر، معتبرة أنه يقتفي في ذلك أثر الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، الذي حرص على إلقاء خطاب أمام الكنيست. وشددت على أن "السيسي بإمكانه مساعدة إسرائيل على مواجهة المواقف المتطرفة، التي تعبر عنها الحكومة التركية في عهد الرئيس طيب رجب أردوغان". وأثنت لانداو على السيسي لجرأته على التعاون المعلن مع إسرائيل في مجال الطاقة.

المساهمون