العبادي يعفو عن أفراد الشرطة الهاربين من الأنبار

العبادي يعفو عن أفراد الشرطة الهاربين من الأنبار

23 أكتوبر 2014
يواجه الجيش العراقي هجمةً على مختلف الجبهات(فرانس برس)
+ الخط -

أصدر رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلّحة، حيدر العبادي، أمراً بإعفاء عناصر الشرطة الهاربين في المحافظة، من التبعات القانونية، شرط التحاقهم بمركز تدريب المتطوّعين في قاعدة الحبانية، فيما أعلنت قيادة عمليات الأنبار، سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على منطقة حي البكر، في مدينة هيت، غربي الرمادي.

وأوضح مصدر في شرطة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، أنّه "بناءً على أمر العبادي، تمّ منح مهلة شهر للهاربين من شرطة المحافظة، للعودة الى الخدمة، اعتباراً من يوم غد الجمعة"، مشيراً إلى أنّ "العائدين سيتمّ إعادة تأهيلهم، في قاعدة الحبانية، قبل إعادة توزيعهم في مراكز الشرطة في المحافظة".

ويقدّر عدد الهاربين من عناصر شرطة محافظة الأنبار، عقب هجوم "داعش"، بنحو 3 آلاف عنصر.

ميدانيّاً، "صدّت فجر اليوم العشائر، بإسناد من الأجهزة الأمنية، هجوماً لتنظيم "داعش"، على منطقة عامرية الفلوجة، لليوم الثاني على التوالي"، وقال مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر التنظيم هاجموا الناحية، من المحورين الشمالي والشرقي".

في غضون ذلك، أعلنت قيادة عمليات الأنبار، اليوم الخميس، "سيطرة عناصر تنظيم "داعش"، على منطقة حي البكر، في مدينة هيت، غربي الرمادي، بعد انسحاب القوات الأمنية ومقاتلي العشائر منها".

وقال قائد عمليات الأنبار، الفريق الركن، رشيد فليح، إنّ "عناصر التنظيم سيطروا بالكامل، على المنطقة الواقعة شمال مدينة هيت، بعد معارك عنيفة بين القوات الأمنية، تساندها العشائر ضد عناصر التنظيم، استمرّت منذ مساء أمس وحتى فجر اليوم".

وأشار فليح إلى أن "القوات الأمنية ومقاتلي العشائر، انسحبوا بعد نفاد الأسلحة والأعتدة، خلال المواجهات التي دارت هناك"، لافتا الى أن "تعزيزات عسكرية في طريقها الى القوات الأمنية والعشائر، التي انسحبت متمثلة في الأسلحة والأعتدة".

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قد فرض سيطرته، أمس الأربعاء، على ناحية الفرات شمال غرب قضاء هيت، غربي الأنبار بشكل كامل، وأعدم 98 شخصاً منها، بينهم مدير الناحية، ورئيس وأعضاء المجلس المحلي، وعدد من ضباط وعناصر الشرطة ومنتسبيها، وعدد من أبناء العشائر الذين قاتلوهم بالرصاص.

وفي وقتٍ سابق، كشف عضو مجلس محافظة الأنبار مزهر الملا، لـ"العربي الجديد"، أنّ قائد شرطة المحافظة الجديد اللواء الركن، كاظم محمد الفارس، وبعد استحصاله على الموافقات الرسمية، دعا ضباط الجيش السابقين في المحافظة، إلى الالتحاق فوراً بقيادة الشرطة، للاستفادة من خبراتهم بإعداد وتدريب المتطوعين وعناصر الشرطة، وتعيين بعضهم مستشارين أمنيين.

ويواجه الجيش العراقي على مختلف الجبهات، وخصوصاً في الأنبار غربي العراق، هجمة شرسة من تنظيم "داعش"، الذي حقّق تقدماً خطيراً في المحافظة، ممّا أثبت عدم قدرة الجيش على تحقيق أي تقدم في مواجهته، الأمر الذي دفع مجلس محافظة الأنبار، الى تقديم طلب بدخول قوات برية أميركية، لإنقاذ المحافظة.

ويضيّق "داعش" الخناق على العاصمة العراقية بغداد، بعد نجاحات ميدانية سريعة، حقّقها أخيراً في المحافظة الغربية، الأنبار، الأمر الذي يضع الحكومة العراقية والعملية السياسية في دائرة الخطر.

ويرفض العبادي، وقادة "التحالف الوطني"، وفي مقدّمهم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، ورئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، دخول قوات أجنبية للعراق، معتبرين ذلك "مساساً بالسيادة العراقية"، وغاضين الطرف عن التقدّم الكبير لتنظيم "داعش"، في أغلب المحافظات العراقية، وسط صخب إعلامي حكومي يتحدّث عن "انتصارات" للجيش العراقي، و"الحشد الشعبي"، و"هزيمة"، تنظيم "داعش" في مختلف المناطق، ممّا قد يدفع بالبلاد الى مصيرٍ مجهول.

 

 

 

المساهمون