طائرة الأسلحة الروسية في بغداد:شبهة على مقرب من المالكي

طائرة الأسلحة الروسية في بغداد:شبهة على مقرب من المالكي

13 نوفمبر 2014
قصدت الطائرة مطار السليمانية قبل توقّفها ببغداد (فرانس برس)
+ الخط -

لم تتأخّر السلطات العراقيّة، في فتح تحقيق موسّع، أمس الأربعاء، حول شحنة أسلحة روسيّة ضبطت في مطار بغداد الدولي، على متن طائرة آتية من التشيك، الأسبوع الماضي. وتكشف مصادر عسكريّة عراقيّة لـ"العربي الجديد"، عن شبهات تحيط بتاجر عراقي، مقرّب من رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، بالوقوف وراء الشحنة البالغة 40 طناً، من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والقنابل الهجوميّة والذخيرة وأجهزة اتصال متطوّرة.

وفي سياق متّصل، يقول مسؤول عسكري رفيع في وزارة الدفاع العراقيّة، عضو في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، إنّ "السلطات الأمنيّة في مطار بغداد، حجزت طائرة خاصة آتية من التشيك، بعد هبوطها في المطار للتزوّد بالوقود بعد رفض مطار السليمانيّة الدولي استقبالها. وضلّت الطائرة تحلّق فوق الأجواء الشماليّة للبلاد، نحو ساعتين قبل أن تضطر للاتجاه نحو مطار بغداد وتطلب الإذن بالهبوط".

وتبلّغت سلطات المطار، وفق المصدر ذاته، من طاقم الطائرة "بوجود شحنة سجائر، وكادت أن تقلع مرة ثانية بعد تزوّدها بالوقود لولا إبلاغ الأميركيين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بحقيقة الشحنة، التي أمر على الفور بحجز الطائرة واعتقال الطاقم". ويوضح المسؤول العسكري أنّ "رئيس الوزراء أمر بإطلاق سراح الطاقم والسماح لهم بالمغادرة، لكن مع الإبقاء على الشحنة في مخازن المطار الخاصة، حيث لا تزال جاثمة حتى الآن فيها".

وتشير التحقيقات الأوليّة، التي تُجرى بالتعاون مع السفارة التشيكية في بغداد، بحسب المسؤول العراقي، إلى أنّ "الشاحنة تعود لتاجر كبير، معروف بعلاقته الوطيدة برئيس الوزراء، نوري المالكي"، من دون أن تستبعد "احتمال توريد الشحنة لجماعة إرهابية في العراق أو لإحدى المليشيات المتنفّذة، وخصوصاً أنّ الطائرة دخلت العراق عبر الأجواء الإيرانيّة".

ويكشف المسؤول العسكري العراقي لـ"العربي الجديد"، أنّ "غالبيّة الأسلحة في تلك الشحنة حديثة ويعود تاريخ صنعها إلى العامين 2012 و2013، وبما أنّ حكومة بغداد لم تطلبها وكذلك حكومة كردستان، فمن المؤكد أنّها موجهة إلى تنظيم "داعش" أو مليشيا، والأول هو الأرجح حتى الآن، خصوصاً على ضوء شكوك بوجود تعاون بين "داعش" وتجار عراقيين على توريد أسلحة من إيران وتركيا وروسيا عبر مافيات السلاح مقابل النفط ومبالغ مالية كبيرة".

من جهته، يوضح مقرّر لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المعلومات الأوليّة المتوفّرة لدينا حول الطائرة، تفيد بتورّط تاجر سبق وأن تورط بمقايضة السلاح بالنفط مع تنظيم "داعش" من خلال الحقول النفطيّة التي يسيطر عليها التنظيم". ويشير إلى أنّ "الحكومة شكّلت لجنة تحقيق والبرلمان أيضاً". مضيفاً: "سنعلن ملابسات القضية كافة أمام الرأي العام، من دون تكتم على الموضوع، كون القضيّة تمسّ الأمن الوطني وسيادة البلاد". وفي موازاة إشارته على أنّه "من السابق لأوانه الجزم بالموضوع"، لكنه يشير إلى أنّ "أصابع الاتهام تشير إلى جهة إرهابيّة أو متعاونة مع الإرهاب".

ويخضع جهاز المخابرات العراقي شحنة الأسلحة الروسيّة التي تحمل الرمز (KI321)، لحماية مشدّدة داخل المطار، فيما اعتقلت قوّة خاصة، ستّ شخصيات عراقيّة، بينهم ثلاثة تجار كبار للتحقيق حول الحادث، وفقاً لمصادر أمنيّة عراقيّة متطابقة في بغداد.
ويعزّز احتواء الشحنة على صواريخ تتبع حراريّة مضادة للطائرات، فرضيّة عودتها إلى تنظيم "داعش"، في وقت تتحدث مصادر عن تبعيّتها للاتحاد الوطني الكردستاني، على الرغم من نفي الحزب صلته بها.

من جهته، يوضح النائب في البرلمان العراقي، محمد الجاف، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الشحنة وصلت عبر حاويات تحمل علامات تجاريّة لشركات سجائر معروفة وتحمل إيصالات وأختام الخروج من مطار صغير في التشيك". ويشير إلى أنّ "الطائرة كانت تقصد مطار السليمانية، وعلى ما يبدو كانت هناك شخصيات في انتظارها، لكنّ رفض القوات الكرديّة هبوطها في المطار، اضطرها إلى التوجّه إلى بغداد خصوصاً مع نفاد الوقود"، لافتاً إلى أنّ "هناك شخصيّات عراقيّة تستفيد من الحرب للثراء والتجارة مع أي طرف يحقّق لها الربح".