70 دقيقة تسريبات: الإمارات موّلت "تمرّد"

70 دقيقة تسريبات: الإمارات موّلت "تمرّد"

01 مارس 2015
وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد بين مؤسسي تمرد
+ الخط -
تسريب جديد لمكتب عبد الفتاح السيسي يظهر، الأحد، ضمن ما أصبح يطلق عليه "مسلسل التسريبات"، على شاشة قناة "مكملين". ويكشف التسريب دور الإمارات في تمويل حركة تمرد التي قادت التحريض شعبياً ومنحت الغطاء الشعبي للانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من يوليو/ تموز من العام 2013.

كما ظهر دور الإمارات في تمويل المخابرات الحربية التي كان يقودها عبد الفتاح السيسي، وبرز أيضاً رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من خلال الزيارات "السرية" لعبد الفتاح السيسي (وزير الدفاع) ومحمود حجازي (مدير المخابرات الحربية) وصدقي صبحي (رئيس الأركان).

المقطع الأول في تسريبات، اليوم الأحد، تضمن مكالمة هاتفية بين مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل والدكتور سلطان الجابر، وزير الدولة في الإمارات، يتحدث فيه عباس عن صعوبة التصرف في وديعة إماراتية للجيش المصري لأنها حوّلت كوديعة للبنك المركزي من بنك أبو ظبي، بينما هي تمويلات مقدمة لمشاريع الجيش. ويطالب عباس كامل جابر بالتصرف لتسهيل صرفها.

وأوضح المذيع في قناة "مكملين" أسامة جاويش أن التسجيل يعود تاريخه إلى 14 يناير/ كانون الثاني 2014. كما أوضح جاويش أن يوسف، الذي ذكر اسمه في المكالمة الهاتفية بين كامل وسلطان الجاسم، هو يوسف يعقوب، مدير العلاقات العامة ببنك أبو ظبي الوطني.



أما المقطع الثاني من التسريبات، فقد تضمن مكالمة بين كامل والعقيد أحمد علي، المتحدث السابق باسم القوات المسلحة، حيث تساءل كامل عمّا إذا كان المذيع عبد الرحيم علي أذاع تسجيلاً ضد حمدين صباحي.

وتضمن المقطع الثالث من التسريب مكالمة بين كامل وصدقي صبحي توضح حقيقة دور دولة الإمارات في تمويل حركة تمرد وجهاز المخابرات الحربية. 

وقال كامل موجّهاً حديثه لصبحي: "والنبي يا فندم هنحتاج بكرة 200 من حساب تمرد"، مضيفاً: "انت عارف الجزء بتاع الإمارات". 

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عزل مرسي صورة لوزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد بين مؤسّسَي حركة تمرد محمود بدر ومحمد عبد العزيز، تداولها النشطاء كدليل على ما يسمونه دور الدولة الخليجية في تمويل الحركة التي يقال إنها مدعومة من جهات سيادية في مصر.

وتابع كامل في حديثه الهاتفي لصبحي: "انت عارف الإمارات بتحوّل للمخابرات ولتمرد، لا يافندم بتوع المخابرات اللي كانوا 5؟".

المقطع الرابع من التسريبات تضمن مكالمة هاتفية بين كامل وصدقي صبحي أيضاً، ولكن هذه المرة يبلغه فيها أن وفداً من الإمارات سيزور القاهرة بصحبة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.



وقال كامل: "الناس بتوع الإمارات هييجو ومعاهم توني بلير، بس هما عايزين يبقى غير معلن (سري)". وأوضح كامل أن الوفد الإماراتي وتوني بلير سيقابلون السيسي ومحمود حجازي ونبيل فهمي الذي كان وزيراً للخارجية حينها.

وكشف التسريب حجم الدعم الذي يقدمه السيسي للانقلاب الذي يقوده اللواء خليفة حفتر في ليبيا بدعم مالي من الإمارات.

وبحسب مكالمة هاتفية وردت في التسريب بين كامل والسيسي يقول فيها كامل: "دلوقتي علي زيدان عايز يجي في أقرب فرصة. علي زيدان بتاع ليبيا يا فندم، بس هو عايز يجي على مستوى كدة ويروح عند محمود حجازي، لأنه بيقول إنه على آخره من الموقف اللي عنده"، في إشارة للوضع في ليبيا.

وتابع كامل في حديثه مع السيسي: "فيه طيارة جاية بكرة من الإمارات عليها حمولة مدفوع تمنها يا فندم"، مضيفاً: "سي 17 بس أنا مش عارف حمولتها وبحاول أكلمهم عشان أعرف" .

فيما أوضح أسامة جويش، مقدم البرنامج، أن حمولة الطائرة عبارة عن سلاح موجّه إلى ليبيا.

وكان "العربي الجديد" حصل على الخطوط الرئيسية للتسريب الخاص بمكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أعلنت قناة "مكملين" الفضائية عن عرضه مساء اليوم، مؤكدة أنه الأطول على الإطلاق منذ بدأت تنتشر تلك النوعية من التسريبات قبل عام من الآن تقريباً.

وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن مدة تسريب الليلة تقترب من 70 دقيقة كاملة، وإنها لمدير مكتب السيسي، اللواء عباس كامل، والذي كان بطل معظم التسريبات السابقة بلا منازع.

بينما الملف الثاني الهام يتعلق بإقصاء مصطفى حجازي، الذي كان يشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور. ويُظهر التسريب أن إقصاء حجازي سببه حالة من الغيرة انتابت وزير الخارجية وقتها، نبيل فهمي، تجاه حجازي، خاصة بعد أن كان الأخير المتحدث الأساسي في مؤتمر يعبّر عن الموقف الخارجي للدولة والتأكيد على نفي صفة الانقلاب عمّا جرى في الثالث من يوليو 2013.

وقال المصدر إن طول مدة التسريب متعمّدة كدليل قاطع على أن مكتب عباس كامل ظل تحت المراقبة، وأن كل ما يجري فيه كانت تتم مراقبته لحظة بلحظة، حتى إن التسريب "يضم مكالمة بين عباس وزوجته يطلب فيها منها تجهيز ما سوف يرتديه"، على حد قول المصدر.

وأظهرت تسريبات سابقة طريقة التفكير داخل وزارة الدفاع المصرية، ومدى تغوّل الجيش على المؤسسات الأمنية والقضائية، إلى جانب طريقة تعاملهم مع المانحين، وخاصة الخليجيين منهم.