نتنياهو يسعى لتعزيز مكانته داخلياً: إقالة نائب وزير الدفاع

نتنياهو يسعى لتعزيز مكانته داخلياً: إقالة نائب وزير الدفاع

15 يوليو 2014
نتنياهو لمعارضيه: ممنوع انتقاد السياسة "الرسمية" (توماس سيوكس/Getty)
+ الخط -

استغل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، حالة التصعيد العدواني ضد قطاع غزة وحركة "حماس"، لتصفية حساباته داخل الائتلاف الحكومي، وإضعاف المعارضين له.

وأصدر نتنياهو قراراً بإقالة نائب وزير الدفاع، داني دانون، المنتمي لحزب الليكود، بعدما حمّل في تصريحات له اليوم الثلاثاء، نتنياهو مسؤولية فشل عدوان "الجرف الصامد".

وكان دانون، الذي يتخذ منذ الانتخابات في العام الماضي، موقفاً يمينياً متطرفاً، مضاداً لحل الدولتين ولعملية المفاوضات، وصفقات تبادل الأسرى، سبب لنتنياهو، خلال العامين الأخيرين، مع مجموعة من نواب حزب "الليكود"، متاعب كثيرة داخل الائتلاف الحاكم. ووصلت إلى حد إضعاف نتنياهو داخل حزبه، فضلاً عن التحالف مع وزراء حزب "البيت اليهودي" و"إسرائيل بيتنا"، ضد مواقف نتنياهو الرسمية، وآخرها تصريحاته ضد قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر حول "قبول المبادرة المصرية"، والدعوة إلى مواصلة الحرب على غزة.

ونقلت المواقع الإسرائيلية خبراً عن إبلاغ نتنياهو لسكرتارية الحكومة قرار إقالة دانون، كما أوردت بياناً لنتنياهو يفسر فيه أسباب الإقالة.

وجاء في البيان أن "في الوقت الذي تخوض فيه حكومة إسرائيل، والجيش الإسرائيلي، حرباً عسكرية ضد منظمات الإرهاب، وتعمل بتصميم للحفاظ على سلامة المواطنين، فمن غير المعقول أن يقوم نائب وزير الدفاع بشن هجوم شديد على قيادة الدولة التي تقود المعركة".

وكان دانون قد قال في تصريحات، لموقع "يديعوت أحرونوت"، إن "رئيس الحكومة هو المسؤول، سلباً وإيجاباً، عن نتائج الحملة". وأضاف "المسؤولية عن الفشل هي مسؤولية رئيس الحكومة... لقد حددت "حماس" متى تبدأ المعركة، ومتى تنتهي وحددت النتائج، لذلك فإنني كعضو رفيع المستوى في الليكود أقول إن هذه الحملة أديرت، وكأن من يقف على رأس الحكومة هي زهافا جلئون (زعيمة حزب مرتس اليساري)". وتابع "هذه هي سياسة ميرتس وقد رأيت المدائح التي كالها اليساريون لنتنياهو".

وشكلت هذه التصريحات القشة التي قصمت على ما يبدو ظهر نتنياهو، الذي يعاني، منذ تشكيل حكومته الحالية، من تصريحات مجموعة من المتطرفين داخل حزبه، وعلى رأسهم دانون نفسه، فضلاً عن يسرائيل كاتس، وجلعاد أردان، وتسيبي حوطيفيلي، والرئيس الإسرائيلي الجديد، روبي ريفلين، الذين أعربوا، مراراً، عن معارضتهم لخطاب "بار إيلان". وهو الخطاب الذي ألقاه نتنياهو في جامعة بار إيلان، في يوينو/حزيران من العام 2009، وأعلن فيه، للمرة الأولى، عن الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني والقبول بحل الدولتين. الأمر الذي اعتبره غلاة المتطرفين في "الليكود" تنازلاً عن برنامج وفكر الحزب، بشأن الحق اليهودي على أرض إسرائيل الكاملة.

وكان وزير الاتصالات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد أعلن هو الآخر، في وقت سابق اليوم، عن معارضته القبول بالمبادرة المصرية، ولا سميا بعد مواصلة المقاومة الفلسطينية قصف بلدات ومدن إسرائيل.

ويبدو أن نتنياهو يريد عبر إقالة دانون إيصال رسالة لباقي الوزراء في الحكومة، من داخل "الليكود"، بأنه لن يقبل بعد الآن بمواقف معارضة لمواقفه الرسمية من قبل وزراء "الليكود" في الحكومة، ولا سيما أنه يتعرض لضغوط شديدة من كل من زعيم "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، وزعيم "إسرائيل بيتنا،"، أفيغدور ليبرمان، بعد تصويتهما السلبي على المبادرة المصرية، وخروجهما بتصريحات تطالب بإعادة احتلال قطاع غزة مجدداً.