استسلام القوات العراقية يتواصل... والمالكي يهدد بـ"جيش متطوعين رديف"

استسلام القوات العراقية يتواصل... والمالكي يهدد بـ"جيش متطوعين رديف"

بغداد
عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
11 يونيو 2014
+ الخط -

 

هدد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، اليوم الأربعاء، ببناء جيش عراقي رديف ممن سمّاهم بـ"المتطوعين"، متحدثاً عن "وجود مؤامرة في الموصل سيجري محاسبة المسؤولين عنها"، فيما لا تزال المزيد من المدن والمناطق العراقية تخرج عن سيطرة السلطات العراقية المركزية في شمال بلاد الرافدين، على يد مجموعة من القوى العشائرية والجهادية، ليس تنظيم "دولة الاسلام في العراق والشام" (داعش) سوى عنوانها الظاهر.

وفي خطاب ملتفز، قال المالكي: "سنعيد بناء جيش رديف من المتطوعين أصحاب الإرادة إلى جانب الجيش النظامي"، مضيفاً "سنتكفل بإعادة سمعة العراق وأمن المواطنين في نينوى".

واعتبر، بحسب وكالة "الأناضول"، أنه حصلت خدعة ومؤامرة في الموصل وسنحاسب المسؤولين عنها، قبل أن يخاطب القادة العسكريين المنسحبين من نينوى، قائلاً: "راجعوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا".
وفيما وصف المسلحين بـ"الأوباش"،  قال إنهم "اندفعوا باتجاه العراق بعد الخسائر التي منيوا بها أخيراً في سورية".
وشكر رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمرجعية الشيعية في العراق وغيرهم "لوقوفهم إلى جانب العراق في محنته".

وجاء حديث المالكي بالتزامن مع استمرار مشهد "الاستسلام" الذي يرى كثيرون أنه "غير بريء" للقوات الأمنية الحكومية، من جيش وشرطة في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى، على الرغم من دفع رئيس الحكومة المنتهية ولايته، بثلاث فرق عسكرية من الجنوب، البصرة وذي قار والنجف تحديداً، إلى المناطق الساخنة. لكن كل ذلك لم يحل من دون سقوط الحويجة في محافظة كركوك بالكامل، تلتها مدينة بيجي شرق تكريت، التي تضم أكبر مصفى نفطي عراقي، والمسؤولة عن امدادات البنزين وزيت الغاز المشغِّل لمحطات الطاقة، على وقع انسحاب ما تبقى من قوات حكومية من مناطق الفلوجة وأرجاء أخرى من الأنبار، غربي البلاد. كل ذلك وسط "تحوّل سياسي" ظهر على خطاب محافظ نينوى، أثيل النجيفي، الذي تبنّى يوم أمس الثلاثاء، عند سقوط نينوى بيد المسلحين، خطاباً يتبنّى الرواية الحكومية عن تنظيم "داعش"، قبل أن يعود، اليوم الأربعاء، ليشكك بدور حكومي ما في ما حصل ولا يزال، لناحية "تبخُّر" القوات الأمنية من المحافظة من دون مقاومة.


وكشف ضابط في قيادة شرطة صلاح الدين، أن "مسلحين هاجموا بأعداد كبيرة قضاء بيجي (40 كيلومتراً شرق تكريت)، آتين من ثلاثة محاور مختلفة، وتمكّنوا من إحكام سيطرتهم على المدينة، وحرق مبنى جهاز مكافحة الارهاب، ومراكز الشرطة. كما تمكنوا من السيطرة على السجن المركزي في المدينة، وإطلاق سراح أكثر من 70 نزيلاً منه، إضافة الى الافراج عن عشرات الموقوفين في مبنى الشرطة الرئيسي". وأفاد المقدم خميس الدوري، لـ"العربي الجديد"، أن "كل ذلك تم في غضون ساعة واحدة، ولم تكن هناك مقاومة تذكر من قبل قوات الأمن، باستثناء وحدة صغيرة من الجيش لم تصمد كثيراً". وأضاف "تمكّن المسلحون من الاستيلاء على مخازن السلاح الواقعة خارج المدينة، داخل قاعدة للجيش، وتضم أسلحة متوسطة وخفيفة وذخائر مختلفة، قبل أن يدخلوا بيجي من ثلاث محاور مختلفة وبأعداد كبيرة، بشكل أفقد قوات الأمن القدرة على التصدّي لهم". ولفت إلى أن "مصفى بيجي لا يزال تحت سيطرة قوات الجيش التي تحصنت حوله". بدوره، أشار مصدر رفيع في وزارة الداخلية العراقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "قضاء الحويجة وناحية الرياض المتجاورتين، سقطتا بالكامل بيد المسلحين في الثالثة من فجر صباح اليوم الأربعاء (بالتوقيت المحلّي)، بعد اشتباكات متقطعة مع الفرقة العاشرة بالجيش وقوات الشرطة".

وأوضح أن "قضاء الحويجة (55 كيلومتراً جنوب غرب كركوك)، يخضع في هذه الأثناء لسيطرة مسلحين عشائريين واسلاميين، بدعم العشائر الموجودة في المدينة، وكذلك ناحية الرياض المجاورة لها". وكشف أن "قطعات عسكرية عراقية انسحبت إلى كركوك، واتحدت مع قوات البشمركة الكردية، التي وصلت من كردستان في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، لمنع سقوط كركوك".

وفي مدن محافظة نينوى الست، لا تزال الفصائل المسلحة تسيطر على المحافظة بشكل كامل، باستثناء مدينة تلعفر ذات الغالبية التركمانية. وتتركز قوات المسلحين بشكل أكبر في مدينة الموصل، وقامت بتحصين المدينة واغلاق الجسور المؤدية إليها، بواسطة كتل اسمنتية، مع نصب كمائن وزرع الغام أرضية، في الطرق المؤدية اليها، لمنع أي تقدم عسكري محتمل لقوات الجيش من أجل استعادتها".
وفي السياق، أعلن مصدر أمني عراقي رفيع المستوى، لوكالة "فرانس برس"، أن مسلحين اختطفوا القنصل التركي في مدينة الموصل، أوزتورك يلماز، مع 24 من مساعديه وأفراد حمايته. وأضاف المصدر الأمني، وهو ضابط في الشرطة برتبة عقيد، أن "القنصلية التركية في الموصل (350 كيلومتراً شمالي بغداد) في أيدي داعش".
وذكر المصدر نفسه، أنه "تحدث مع أحد الخاطفين الذي أبلغه بأنه سيتم التحقيق مع القنصل وحراسه ومساعديه، وأنه يجري نقله إلى مكان آمن".

سياسياً، كان لافتاً الخطاب الجديد الذي تبنّاه محافظ نينوى، أثيل النجيفي، في تحميل المالكي وحكومته مسؤولية سقوط الموصل، ووضع ما جرى ويجري في إطار "انهيار حكومة المالكي"، معتبراً أن "انهيار المنظومة الأمنية في الموصل، ساهم في ظهور وتحرّك كل الجماعات الرافضة لسياسة المالكي، ووجود الجيش".
ونقلت وكالة "الأناضول" عن النجيفي، في مؤتمر صحافي عقده في أربيل، أن "القادة العسكريين والجيش العراقي تبخّروا في الموصل، وقدّموا معلومات مختلفة قبل ساعات من الانهيار، ونحن نطالب بمحكمة عسكرية لقادة العمليات"، ولفت الى أن "داعش (تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية)، لم يسيطر وحده على المدينة، بل شاركت مجموعات مسلحة أخرى". 
واعتبر أن "الوضع في الموصل ينذر بانهيار المنظومة الأمنية في البلاد"، لكنه رفض "فرض حالة الطوارئ، لأنها ستزيد الأمور تعقيداً".
وشدّد على عدم قبوله بالتفاهم مع "داعش"، مشيراً الى "أننا لن نرضى سوى بطردهم من الموصل"، موضحاً أنه سيعمل على "تشكيل لجان شعبية في الموصل، ولن نعود في ذلك إلى بغداد". وكشف عن امتلاكه "تقارير تفيد بوجود تعاون وتنسيق بين داعش والنظام السوري". وأكد النجيفي أن "عشرات الآلاف نزحوا من الموصل ولا يوجد إحصائية دقيقة لأعدادهم حتى الآن، والعمل جارٍ على مساعدتهم".

في السياق، كشف مصدر في سلطة الطيران المدني في مطار بغداد الدولي، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أن "المالكي أعطى توجيهاته بمنع سفر الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين من البلاد". وأوضح أن "عددا من المسؤولين بوزارة الداخلية والدفاع، منعوا من السفر، ولكن سُمح لعائلاتهم بمغادرة البلاد إلى وجهات مختلفة، وذلك بناءً على كتاب رسمي وصل من مكتب المالكي".

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

يخشى بعض المرشحين للانتخابات المحلية في العاصمة بغداد، من أن يكون تسلسل أحدهم بالرقم 56، الذي يُطلق على المحتالين والنصابين في الشارع العراقي، وقد جاء نسبة إلى مادة قانونية في القانون العراقي، تخص جرائم النصب والاحتيال