انطلاق مفاوضات نيويورك.. و"الطاقة الذرية" تؤكّد التزام إيران بتعهداتها

انطلاق مفاوضات نيويورك.. و"الطاقة الذرية" تؤكّد التزام إيران بتعهداتها

20 سبتمبر 2014
تقرير الوكالة الدولية تزامن مع اجتماع نيويورك (فرانس برس/getty)
+ الخط -

نشرت وكالة "الأنباء الإيرانية الرسمية" (إرنا)، تقريراً صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الجمعة، يؤكد أن إيران، منذ شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، التزمت بالعديد من تعهداتها بموجب اتفاق جنيف الموقع بين إيران والسداسية الدولية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ويفيد التقرير، حسب "إرنا"، بأن إيران لم تخصّب اليورانيوم خلال هذه الفترة بنسبة أعلى من خمسة في المائة، ولم تستخدم سلسلة من أجهزة الطرد المركزي التي كان عليها إيقاف عملها، فضلاً عن "ترقيق" كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة إلى يورانيوم مخصب بنسبة خمسة في المائة أو أقل، وحقن الكمية المتبقية في قلب مفاعلاتها النووية، ما يعني استخدامها كوقود نووي، إضافة إلى عدم تطوير قلب مفاعلي "آراك" و"فردو".

واعتبرت المواقع الرسمية الإيرانية برمتها أن هذا التقرير يعني التزاماً إيرانياً كاملاً بالتعهدات الموقّع عليها على طاولة الحوار مع دول "5+1"؛ فتقرير كهذا يصدر من الوكالة مرة كل فترة، ويؤثر على طاولة حوار إيران مع الغرب بشأن برنامجها النووي.

واعتبرت الوكالة، في وقت سابق، أنها تحتاج من إيران إلى المزيد من المعلومات لتبديد القلق حول أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي، وهذا بعد تقديم الوكالة لوثائق تشكك بالقيام بتجارب تحاكي تفجيرات نووية في بعض المواقع الإيرانية، وهو ما أنكرته طهران مراراً، ولم تثبت عكسه، حسب الوكالة، حتى الآن.

يصدر هذا التقرير تزامناً مع استئناف جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى والتي تعقد في نيويورك، حيث بدأت الاجتماعات، أمس الجمعة، خلف أبواب مغلقة، من دون الإدلاء بتصاريح تتحدث عن تفاصيل معمّقة عمّا جرى.

واستمرت الجلسة الأولى لأربعين دقيقة، وقد عقدت بحضور وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ومنسّقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، وممثلين عن الوفود الأخرى، وعقدت بعدها اجتماعات ثنائية على مستوى مساعدي وزراء الخارجية.

وكان ظريف قد قال، أمس الأول الخميس، إن "لقاءه بآشتون، كان إيجابياً"، وهو لقاء مهّد للاجتماع الذي سيستمر حتى الأسبوع المقبل ليعقد على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة والذي سيحضره الرئيس الإيراني حسن روحاني.

وفي ساحة التحليل، يدور حديث عن أن هذه الجولة من المحادثات لن تحمل اتفاقاً مصيرياً أو انعطافاً في مسار التفاوض، ولا سيما بوجود العديد من الملفات العالقة بين إيران والآخرين، وبوجود خلاف إيراني ـ أميركي جديد يتعلق بمشاركة إيران في التحالف الدولي لضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقالت إيران سابقاً، على لسان مسؤوليها، إنها رفضت دعوة أميركية للمشاركة، فيما تداولت وسائل الإعلام تصريحات أميركية شبيهة.

لكن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال أمام مجلس الأمن، أمس الجمعة، إن "لإيران دوراً في محاربة التطرف في العراق، وهو ما ستقرأه إيران على أنه اعتراف بدورها الإقليمي في الملفات المصيرية في المنطقة".

كما أن روحاني قال، في حوار مع قناة "ان بي سي" الأميركية، إن أي تحرك لضرب الإرهاب في دولة أخرى لا ينال الشرعية من دون موافقة ذلك البلد، في إشارة منه إلى الخطوة الأميركية التي شكلت تحالفات تدعم ضرب (داعش)"، مضيفاً أن "إيران تقف ضد التطرف وترفض الإرهاب بكل أشكاله".

كما أضاف روحاني أن "الخلاف مع الولايات المتحدة لا يعني أنه سيستمر إلى آخر الزمان"، في الوقت الذي نفى فيه المتحدث باسم حكومته، محمد باقر نوبخت، أي تخطيط لأي لقاء مرتقب بين روحاني ونظيره الأميركي، باراك أوباما، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وهو ما يتوافق مع تصريحات صادرة عن البيت الأبيض كذلك.