الغارات على سورية توحّد صفوف "داعش" و"النصرة"

الغارات على سورية توحّد صفوف "داعش" و"النصرة"

24 سبتمبر 2014
تواري أغلب قيادات داعش عن الأنظار (آدم ديمير/ الأناضول)
+ الخط -

انحصرت ردود فعل تنظيم "الدولة الإسلامية" بعد استهداف غارات غربية - عربية مواقعه في سورية، بسلسلة إجراءات احترازية، لتجنب القصف الجوي، فضلاً عن اتفاق هو الأول من نوعه، مع جبهة "النصرة"، يقضي بتوحيد جهود الجانبين لمواجهة الحلف الغربي.

وقد تزامنت الغارات في سورية، مع غارات مماثلة في العراق، استهدفت عناصر التنظيم، في كركوك والأنبار والموصل وقرب تكريت. ويوضح عضو غرفة التنسيق المشترك العراقية - الأميركية، العميد أحمد علي لـ"العربي الجديد"، أن "داعش انتقل من المناطق المفتوحة والمباني الكبيرة التي كان يستولي عليها في دير الزور إلى داخل العراق، واتخذ من مناطق المثلث العراقي التركي السوري، عند معبر فيش خابور، ملاذاً له، وهي مناطق يعتقد التنظيم أنها آمنة نسبياً من الغارات الجوية".

ويضيف أن "العشرات من المقاتلين يعتقد أنهم من قيادات الصف الأول في التنظيم، انتقلوا إلى هناك، فجر أمس، في محاولة لتجنب الغارات". وتشير المعلومات التي ترد إلى غرفة التنسيق المشترك، إلى استخدام "داعش" مقرات بديلة في سورية والعراق، وتواري أغلب قياداته عن الأنظار.

ويلاحظ علي أن "المدافع والأسلحة المقاومة للطائرات غير فعالة في التصدي للغارات، إذ سمع صوتها في عدة مدن سورية خلال الساعة الأولى للهجمات، لكنها سكتت بعد يأسها من استهداف الطائرات، التي بدت وكأنها في استعراض للقوة، إذ تنافست أسلحة الجو الأميركية والأخرى من جنسيات أخرى".

وتقضي المرحلة الثانية، التي ستعقب عمليات القصف المستمر لمدة أسبوع، بحسب معلومات "العربي الجديد"، بـ"استهداف التجمعات والقوات على الأرض، في حين ستبقى العمليات الجوية مركزة على المواقع والمعسكرات والمحاكم الشرعية ومخازن الأسلحة والمعدات لتنظيم داعش والنصرة"، بحسب القيادي في الغرفة المشتركة، الذي يوضح أيضاً أن "التحالف يدرس حالياً مشاركة قوات خاصة مصرية وأردنية، لمعالجة بعض الأهداف الحساسة التي يصعب على المقاتلات استهدافها".

وعلمت "العربي الجديد" أن تنظيم "داعش" قرر عقد تحالفات مع "جبهة النصرة" في مدن سورية عدة، لمواجهة الحلف الغربي - العربي ضدهما. وبالفعل، اتفق التنظيمان "على توحيد الجهود ضد التحالف، بعد أن استهدفت الغارات مواقع الجانبين، من دون تمييز"، بحسب ما كشفه الزعيم القبلي السوري، المتواجد حالياً في العراق، الشيخ ناصر الحلبي لـ"العربي الجديد". وعقد اجتماع لهذا الغرض ضم قيادات من كلا الطرفين، بحسب الحلبي، من دون أن يتبين ما إذا كان الاتفاق يشمل كل فصائل "جبهة النصرة"، وخصوصاً أن بعض هذه الفصائل تتهم "داعش" بجرّ الأميركيين إلى سورية، وترى في قرار التحالف معه شرذمة لصفوفها. وخرقت الولايات المتحدة، شبكة اتصالات تنظيمي "داعش" و"النصرة"، بحسب مصادر محلية سورية لـ"العربي الجديد"، مما أدى إلى شلل كامل في التواصل بين مقاتلي التنظيمين وقياداتهم، وهو ما دفع بـ"الدولة الإسلامية" إلى استخدام أجهزة "الموتوريلا"، التي لا تؤمن الاتصال بين العناصر، لأكثر من 10 كيلو مترات.

كما وزع التنظيم بيانات في الموصل، داعياً "المقاتلين المسلمين بشكل عام للدفاع عن أرض الخلافة". وأشار في بيان إلى أن ما يحصل "ملحمة سنذل بها طواغيت الغرب والشرق، ولن يجنوا من هجومهم إلا الخيبة وخسارة الأموال والأنفس". وتشهد مدن عراقية مختلفة، تحركات كبيرة لقوات "داعش"، شملت تغيير جميع مقارها العسكرية، فضلاً عن تمويه العربات التابعة لهم بالطين أو تركها في مناطق مغلقة كالمباني والمخازن والمناطق الريفية ذات الأشجار الكثيفة.

وقد أسفرت الغارات الجوية الغربية – العربية، عن مقتل قيادي بارز في "داعش"، مصري الجنسية، يُدعى أبو إسلام المهاجر مع ثلاثة من مرافقيه، بحسب مصدر مقرب من التنظيم في الموصل، الذي أكد أيضاً أن "الخسائر في صفوف المدنيين السوريين بلغت ثلاثة أضعاف خسائرنا".

المساهمون