أسئلة غزاويّة عن الصمت العربي.. سنقاوم وحدنا

أسئلة غزاويّة عن الصمت العربي.. سنقاوم وحدنا

11 يوليو 2014
غضب غزاوي من الموقف الرسمي المصري (أِشرف عمرة/Getty)
+ الخط -

يثير الصمت العربي تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أسئلة كثيرة في أذهان الغزيين خصوصاً، والفلسطينيين عموماً. وباستثناء بعض المواقف التي صدرت على استحياء، منددة بالعدوان، ثمة صمت مطبق تجاه أطنان المتفجرات التي تلقى على رؤوس ساكني القطاع، وخاصة الجار الأكبر؛ مصر.

غير أن حالة الاستياء وكثرة الأسئلة لا تدفع بمواطني غزة إلى اليأس. هؤلاء، بمعنوياتهم المرتفعة، أكبر، ممن غاب عن مساندتهم، غير أنهم يحفظون عن ظهر قلب، من ساندهم حتى ولو بإدانة العدوان. ويراهنون فقط على مقاومتهم في تحقيق إنجاز يمكنهم من التفاخر به.

يقول الشاب أشرف أبو سلامة من مدينة غزة، لـ"العربي الجديد"، إن "غياب الموقف العربي من العدوان أمر محبط". ويلفت إلى أن "أهل غزة وفلسطين يعرفون جيداً، أن هناك محاولات لنفض اليد العربية منهم، لكنهم لا يعبؤون بمن غاب عن نصرتهم".

يشير أبو سلامة إلى أن "غزة لا تدافع عن نفسها، لأن الاحتلال يهدد أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية". ويتساءل عن غياب التضامن الشعبي العربي مع القطاع، الذي تستفرد فيه إسرائيل لكسر شوكة الفلسطينيين، وإنهاء الحلم الفلسطيني: التحرير والعودة.

ويجزم أن "العدوان على غزة، كشف للناس أن هناك من العرب من كان ينتظر أن تجري حرب شرسة تخلصهم من حركة حماس، وعموم فصائل المقاومة في القطاع".

من جهتها، تؤكد الطالبة الجامعية، آية الزيناتي، لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر ما يثير أسئلتها هو الهجوم الإعلامي المصري، الذي تصاعد عقب الحرب على غزة". وتوضح "الإعلام المصري الخاص يتشفى بقتل إسرائيل لأطفالنا ونسائنا، ويساندهم في ذلك بعض من المصريين عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

لكن آية تثق أن "ليس كل المصريين مؤيدين للعدوان على غزة، وأن مصر، فيما لو كانت تعيش ظروفاً داخلية أفضل، لانتفضت من أجل القطاع".

بدوره، يصف الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، في حديث لـ"العربي الجديد"، الموقف العربي من العدوان على غزة بـ"الضعيف"، معيداً ذلك إلى رغبة بعض الأنظمة العربية في إنهاء المقاومة، كي تتخلص من عبء القضية الفلسطينية، الذي يهدد استقرار أنظمتهم.

ويضيف الصواف: "يبدو أن الجانب الفلسطيني، وأقصد المقاومة، تدرك طبيعة الموقف العربي، ليس من اليوم بل منذ ما بعد 2012، وتجدها قد اعتمدت على ذاتها، كونها أدركت أن الموقف العربي لن يكون مسانداً للمقاومة، ولا للشعب الفلسطيني".

ويوضح أن "ذلك لن يؤثر كثيراً"، وأن "الشعوب العربية مقهورة ومقموعة، ونتوقع أن تتحرك قريباً".
ويشدّد "المقاومة والشعب الفلسطيني ماضيان في مواجهة العدو، ومن أراد الكرامة والعزة من العرب عليه أن يلحق بهما، وإلا سيكون خاسراً حاضراً ومستقبلاً".

من جهته، يعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، عدنان أبو عامر، لـ"العربي الجديد"، أن "الصمت العربي المطبق قد يصل إلى مرحلة التواطؤ". ويشير إلى أنه "في الوقت الذي تجتمع فيه مؤسسات دولية وأجنبية لبحث الأوضاع في غزة، لم يكلّف العرب أنفسهم بعقد قمة عربية، أو حتى قمة على مستوى وزراء الخارجية العرب".

ويضيف "بعض الدول العربية لا تريد أن تضغط على إسرائيل، رغبة منها في منحها الفرصة في إنجاز مهمتها، والقضاء على غزة، قبيل عقد اجتماعات عربية تبحث وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع".

وفي حال اشتد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فإنه، وفق أبو عامر، "سيضع صناع القرار العرب في موقف محرج يدفعهم لاتخاذ مواقف تجاه ما يجري"، مبيناً أن "الشعوب، التي كانت تشكل ضغطاً على حكوماتها، مشغولة في همومها مما يشجع الحكومات على الصمت".​