الأردن وتدريب المعارضة السوريّة: "الخيار الأفضل" يرفض المساعدة

الأردن وتدريب المعارضة السوريّة: "الخيار الأفضل" يرفض المساعدة

14 يوليو 2014
الأردن هو الخيار الأميركي الأفضل لتدريب المعارضة السورية (getty)
+ الخط -

خسرت الولايات المتحدة الأميركية، نظرياً حتى الآن، خيارها الأفضل لتدريب المعارضة السورية، حين أعلنت الحكومة الأردنية رفضها استضافة قوات أميركية لتلك الغاية ضمن البرنامج الذي خصص له الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مبلغ 500 مليون دولار نهاية يونيو/ حزيران الماضي.

الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، ذهب إلى أبعد من قبول الطلب الأميركي أو رفضه في حال قدم رسمياً، مؤكداً أن "الاردن لم يسبق له السماح بتدريب معارضين أو مقاتلين سوريين على أراضيه"، الامر الذي ستُلزَم به حكومة بلاده مستقبلاً، على حد تعبيره.

وقال المومني، لـ"العربي الجديد": "لم تقدم أميركا طلباً رسمياً للحكومة لاستضافة قوات أميركية لتدريب المعارضة السورية على الأراضي الأردنية"، مجدداً التأكيد على موقف بلاده الداعي لحل سلمي للأزمة السورية "بما يضمن وحدة سورية ووقف إراقة الدماء".

الرفض الأردني لاستقبال برنامج التدريب الأميركي، يحمل في طياته مساعٍ أردنية لنفي اتهامات طالته سابقاً بتدريب المعارضة السورية على أراضيه، وهي اتهامات أطلقها النظام السوري وحرص الأردن على نفيها.

غير أن تقريراً لوكالة "رويترز"، مطلع الأسبوع الماضي، نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الأردن "أبلغ واشنطن رفضه وجود قوات أميركية لتدريب المعارضة السورية بشكل علني"، ما يفتح الاحتمال أمام مواقف أردنية غير معلنة.

وكانت خلافات داخل المعارضة السورية قد كشفت، نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2013، عن تدريب 240 ضابطاً سورياً منشقاً، معظمهم برتبة عقيد، في الأردن، ليكونوا نواة للجيش الوطني، وهو ما أعلنه مؤسِّس الجيش السوري الحر، العقيد المنشق رياض الأسعد، في تغريدة على حسابه الشخصي على "تويتر".

وأكد ضابط سوري منشق، مقيم في الأردن، لـ"العربي الجديد"، مشاركة منشقين في تدريب عسكري في الأردن، وعبّر الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن أمله في استضافة الأردن للتدريب العسكري التي أعنت عنها أميركا.

وقال الضابط إن "الأردن هو المكان الأفضل لاستضافة تدريب المعارضة السورية، والرفض الأردني سيتسبّب في خسارة المنشقين العسكريين المتواجدين في الأردن كقوة يمكن الاستفادة منها في مواجهة نظام (الرئيس بشار) الأسد".

ولجأ الى الأردن ما يزيد على 2500 عسكري سوري منشق منذ انطلاق الثورة السورية مطلع مارس/ آذار 2011، يتحفظ الأردن عليهم في سكن الراجحي، الواقع بمحافظة المفرق ( 68 كيلومتراً شمال عمّان).

وشدّد منشق عسكري، برتبة عقيد طيار، لـ"العربي الجديد"، على أهمية تدريب المنشقين العسكريين ليصار إلى رفع كفاءاتهم بما يتناسب والتطورات العسكرية. ولفت إلى أنه لم يخضع لأي تدريب منذ انشقاقه قبل عامين، عازياً ذلك إلى طبيعة اختصاصه، وعدم وضع الطيارين في الحسابات عند تدريب المعارضة السورية.

أما المحلل العسكري الأردني، اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، فقد أيد الموقف الأردني الرافض لتدريب المعارضة السورية على أراضية، رغم أنه المكان الأفضل. وقال أبو نوار، لـ"العربي الجديد"، معلقاً على الرفض الأردني، إن "الأردن يواصل الالتزام بموقف المحايد، والموافقة على استضافة تدريبات المعارضة على أراضيه، تعني خروجه من الحياد".

وأكد أبو نوار أن الأردن "ليس معنياً بالتورط في الملف السوري باستضافة تدريب المعارضة"، مشيراً إلى أن الموافقة "ستقدم الأردن كدولة تساهم بتقديم خدمات عسكرية بالوكالة". وأرجع أبو نوار الرفض الأردني إلى مخاوف الرسميين من ردة فعل سورية عنيفة ضد الأردن قد تصل الى عمليات عسكرية.

ورغم تأكيده على أهمية تدريب المعارضة السورية، التي وصفها بـ"المشتتة والمتناحرة في ما بينها"، إلا أن أبو نوار يقلّل من أهميتها على صعيد إحداث تفوّق للمعارضة على الأرض ضد النظام، "ما لم تكن مصحوبة بضربات عسكرية خارجية تضعف قوة النظام السوري وتستهدف مراكزه العسكرية والسياسية".