انشقاقات واسعة بصفوف حفتر و"الوفاق" تواصل استهداف ترهونة والوشكة

ليبيا: انشقاقات واسعة في صفوف حفتر و"الوفاق" تواصل استهداف ترهونة والوشكة

طرابلس

العربي الجديد

العربي الجديد
21 مايو 2020
+ الخط -

لا تزال قوات "بركان الغضب"، التابعة لحكومة "الوفاق" الليبية، تستهدف تمركزات المليشيات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، في محاور جنوب طرابلس وترهونة، وفي محيط منطقة الوشكة غرب سرت، في الوقت الذي تواصل فيه المناطق والقبائل في غرب البلاد انشقاقها عن حفتر.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، في بيانات متتالية خلال الساعات الماضية، نشرتها الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب"، تدمير ست منظومات دفاع جوي روسية الصنع من نوع "بانتسير"، موضحاً أن سلاح الجو استهدف ثلاثة منها في ترهونة وواحدة في منطقة سوق الأحد، الواقعة بين طرابلس وترهونة، بالإضافة لاثنتين في محيط منطقة الوشكة.
وحتى الآن، تمكّن سلاح الجو من تدمير تسع منظومات دفاع جوي من ذات النوع، خلال ثلاثة أيام، في قاعدة الوطية ومحيطها، وفي ترهونة وسوق الأحد والوشكة وجنوب سرت.
وفي وقت طالب فيه قنونو، المدنيين داخل مدينتي ترهونة والأصابعة، بـ"الابتعاد عن مواقع تواجد مليشيات حفتر الارهابية والمواقع العسكرية، والخروج من هذه المواقع"، قال إن سلاح الجو وجّه ضربات، فجر اليوم الخميس، "في منطقة مراح بين الوشكة وسرت، استهدفت آليات مسلحة، ونجح في تحييد 12 عنصراً بين قتيل وجريح".



من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" عبد المالك المدني، أن سلاح الجو لم يتوقف عن عمليات الرصد والاستطلاع في مناطق ترهونة والأصابعة والوشكة، مضيفاً أن الضربات الجوية استهدفت أيضاً، فجر اليوم الخميس، مقراً عسكرياً مهماً تابعاً لمليشيا اللواء التاسع في قلب ترهونة.
وعن المستجدات في محاور جنوب طرابلس، قال المدني، لـ"العربي الجديد"، إن سرية "الكورنيت" دمرت منظومة رادار لمرتزقة "فاغنر" الروسية كانت تستخدمها في الكشف عن إحداثيات المركبات والمدرعات والهواتف المحمولة في محور صلاح الدين" جنوب طرابلس، مضيفاً أن المدفعية تمكنت، فجر اليوم، من استهداف مقرّ للذخائر في طريق المطار، جنوب طرابلس.

وعلى الرغم من إعلان المتحدث الرسمي باسم قيادة حفتر، أحمد المسماري، ليل أمس الأربعاء، سحب المليشيات إلى خارج طرابلس بمسافة 3 كيلومترات، إلا أن أصوات الاشتباكات لا تزال تسمع بشكل متقطع عند محاور جنوب طرابلس. وأرجع الناطق باسم قوة تأمين طوق العاصمة، التابعة لقوات حكومة "الوفاق"، مهند معمر، أصوات الاشتباكات إلى محاولات المليشيات التغطية على انسحاباتها.
ووفق مصدر عسكري رفيع تابع لـ"بركان الغضب"، فإن ثلاث سرايا من كتيبة "طارق بن زياد" التابعة لحفتر انسحبت حتى الآن من محاور طرابلس باتجاه ترهونة، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنها أبقت مسلحي المرتزقة الأفارقة في المحاور، وسحبت أهم سراياها باتجاه ترهونة وقصر بن غشير، تزامناً مع انسحابات في صفوف مرتزقة "فاغنر" الروس إلى الجهات نفسها.
ويصف معمر من جانبه، في حديثه لـ"العربي الجديد"، الموقف الميداني لقوات حكومة "الوفاق" بـ"الممتاز والمتفوق"، مضيفاً أن أوامر التقدم لم تصدر حتى الآن، وما يحصل الآن هو تعامل بالمدفعية لاستهداف المليشيات الفارة.
ولم تتبقَ لمليشيات حفتر في الغرب الليبي سوى جيوبها المتواجدة في مناطق طريق المطار وعين زاره ووادي الربيع وقصر بن عشير المتصل بمدينة ترهونة، التي تُعتبر المعقل الأخير لحفتر، والتي أكد المصدر العسكري أن قوات الحكومة في أعلى درجات جهوزيتها لاقتحامها، مشيراً إلى أن أوامر الغرفة الرئيسية لعملية "بركان الغضب" لا تزال تفسح المجال أمام الجهود الاجتماعية لتسليم المدينة من دون قتال.
وأكد المصدر أن أوامر الغرفة اقتصرت على توجيه الضربات الجوية لأهداف معينة كعامل للضغط، مؤكداً أن المدينة تعيش خلافات متزايدة بين مليشيا "اللواء التاسع" المنتمي للمدينة، ومليشيا "طارق بن زياد" التابعة لحفتر، على خلفية اتهامات قيادات "اللواء التاسع" لحفتر بـ"الخيانة"، وإجبار مليشياته على الانسحاب إلى ترهونة، ومنعها من المغادرة.

وعلى صعيد متصل، توالت انشقاقات مناطق القبائل التي كانت تحتضن مليشيات حفتر، فبعد نقض "قبائل الصيعان" لحلفها مع حفتر وإعلان مدينتيها، تيجي وبدر الواقعتين في باطن الجبل الغربي قريباً من مدينة الزنتان، خاضعة لسلطة حكومة "الوفاق"، أكد المجلس الأعلى لأعيان وحكماء مدينة الزنتان (182 كيلومتراً غرب طرابلس)، في بيان جديد، ليل أمس الأربعاء، ترحيبه بتحرير قاعدة الوطية.
ووصف البيان المتلفز للمجلس، القاعدة، بأنها "كانت وكراً للنظام السابق وحاضنةً للمعتدين"، مؤكداً أن القاعدة انطلقت منها الطائرات لقصف المدنيين في مدينة الزاوية وطرابلس، بل و"هددت السلم الاجتماعي في المنطقة الغربية".


من جانبه، أعلن المجلس الاجتماعي لـ"قبائل الأصابعة" انضمام المدينة لحكومة "الوفاق"، "بناءً على اجتماع قبائل مدينة الأصابعة" الواقعة جنوب طرابلس بنحو 120 كيلومتراً، وفق الصفحة الرسمية للمجلس عبر "فيسبوك".

وبالتزامن، أعلن المجلس المحلي لمدينة مزدة (180 كيلومتراً جنوب طرابلس) دعمه لحكومة "الوفاق"، وترحيبه بتحرير قاعدة الوطية، مبدياً دعمه لـ"عملية بركان الغضب، من خلال تواصلنا المستمر مع غرفة العمليات المشتركة بقيادة اللواء أسامة الجويلي". وأضاف المجلس، بحسب بيانه مساء أمس الأربعاء: "نعلن أننا ضد الهجوم الباغي الذي تقوده دويلات قزمة بقيادة المتمرد حفتر على مناطق ليبيا، خصوصاً طرابلس، متضامنين معها حتى القضاء على هذه النبتة الخبيثة من أرض ليبيا الطاهرة".

وقال: "نقف ضد من يحاول تقويض أمانينا وأحلامنا بدولة حرة مستقلة ذات سيادة، في ظل دستور دائم وسيادة القانون من خلال مؤسساتها العسكرية والشرطية والمدنية".
واللافت في سلسلة الانشقاقات في صفوف حفتر، إعلان أنصار النظام السابق رفضهم قرار حفتر بسحب قواته إلى خارج طرابلس، وتأكيد استمرارهم في القتال.


ويشارك أنصار النظام السابق في القتال، بمقاتلين ينتمون لمليشيات قبلية، تنتمي لعدة قبائل من الجنوب الليبي وأخرى من الغرب كقبيلة "ورشفانه"، وبقايا كتائب القذافي الأمنية التي تضامنت مع مليشيات "الكانيات" في ترهونة ومنحها حفتر مسمى "اللواء التاسع".
ووفق بيان لأنصار النظام السابق، بثته قناة "الجماهيرية" التي تبث من مصر، ليل الأربعاء، فإن "ما يحدث من انسحابات وهدنات عسكرية، ليس بتكتيكات كما يدّعي حفتر، بل هي أوامر واجبة التنفيذ من وراء البحار".
وأكد البيان، الذي لا تزال القناة تبثه مكتوباً حتى صباح اليوم الخميس، رفض أنصار النظام السابق لـ"ساعات الصفر، والهدنة الوهمية، والتفويضات السياسية"، قائلاً: "من يوجد على أرض المعركة هو من يقرر متى يتوقف القتال أو يستمر"، مشيراً إلى أنهم لن يقبلوا بـ"تعليمات من الخارج، ولا نفوض من لا يعلمون حتى بمجريات المعارك على الأرض"، في إشارة لرفضهم إعلان حفتر تفويض نفسه لحكم البلاد.
وفيما تنتظر نتائج الجهود الاجتماعية لإقناع مكونات مدينة الرجبان، المحاذية لمدينة الزنتان بالجبل الغربي، ترجح مصادر أهلية من داخل ترهونة توصل قياداتها إلى اتفاق مع قوات حكومة "الوفاق" لتسليم المدينة وفق شروط، منها السماح لمسلحي اللواء التاسع برفقة مليشيات حفتر الآتية من الشرق، بممر آمن.
ومع تمكن سلاح الجو التابع لقوات الحكومة من قطع طرق الإمداد الخلفية المارة بمدن الأصابعة ومزدة، اللتين أعلنتا خضوعهما لسلطة الحكومة، لم تبقَ لمليشيات حفتر بترهونة سوى الممرّ الواصل بينها وبين مدينة بني وليد المتصلة عبر طرقات برية بقاعدة الجفرة (650 كيلومتراً جنوب طرابلس)، المركز الرئيسي لغرفة عمليات مليشيات حفتر.

ذات صلة

الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.
الصورة
دمر الفيضان عشرات المنازل كلياً في درنة (عبد الله بونغا/الأناضول)

مجتمع

ترك الفيضان كارثة كبيرة في مدينة درنة الليبية، كما خلف آلاف الضحايا، وقد تدوم تداعياته الإنسانية لسنوات، فالناجون تعرضوا لصدمات نفسية عميقة، وبعضهم فقد أفراداً من عائلته، أو العائلة كلها.

المساهمون