التحالف الدولي يخلي رابع قاعدة عسكرية بالعراق خلال شهر

التحالف الدولي يخلي رابع قاعدة عسكرية في العراق خلال شهر

30 مارس 2020
أنباء عن تحضير واشنطن لهجمات ضد "الحشد" (فرانس برس)
+ الخط -
أخلت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، رابع قاعدة عسكرية في العراق تستضيف قوات التحالف، في أقل من شهر واحد، ضمن عمليات ما زالت مثار قلق لقوى سياسية وفصائل مسلحة تعتبر أنها قد تكون تمهيدا لتنفيذ واشنطن هجمات ضد فصائل مرتبطة بإيران.

ووفقا لبيان أصدرته خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية، فإنه "تم إعادة الموقع، الذي كانت تشغله قوات التحالف الدولي داخل معسكر في قيادة عمليات نينوى، إلى القوات العراقية"، مبينة أن "ذلك تم اليوم وفقا للحوارات المثمرة بين الحكومة والتحالف الدولي".

وأكدت أن "التسليم تم بعد انسحاب قوات التحالف الدولي من المعسكر، وفقا لالتزامه بإعادة المواقع التي كان يشغلها ضمن القواعد والمعسكرات العسكرية العراقية".

الانسحاب من معسكر "القصور الرئاسية"، الواقع على نهر دجلة في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى، يعد الرابع من نوعه الذي تجريه القوات الأميركية وقوات التحالف منذ منتصف الشهر الحالي، إذ انسحبت القوات أمس من قاعدة "كي وان" في كركوك، بعد انسحاب مماثل من قاعدتي "القائم" و"القيارة"، غربي وشمالي العراق، وانتقلت إلى قاعدتي حرير في أربيل وعين الأسد في الأنبار المحصنتين.

ولاقى الانسحاب ترحيبا من قبل بعض السياسيين العراقيين، إذ أثنى وزير الداخلية العراقية السابق، قاسم الأعرجي، على خطوات الانسحاب الأميركي من القواعد، معتبرا إياها في تغريدة "خطوة بالاتجاه الصحيح".


 

بينما تعتبر فصائل مسلحة عراقية أن الانسحاب الأميركي من القواعد جاء بدافع "الخوف".

وقال زعيم مليشيا "سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي، في تغريدة، إن "الانسحاب الأميركي جاء لحفظ ماء الوجه بالنسبة لواشنطن، وأن الحديث عن أن الانسحاب يأتي لضرب فصائل المقاومة هو عذر فقط".

وأكد النائب عن "تحالف الفتح"، الجهة السياسية الممثلة لـ"الحشد الشعبي"، كريم عليوي، أن الانسحاب "مناورة عسكرية أميركية ذات نوايا مستقبلية مبيتة"، مؤكدا، في تصريح له، أن "واشنطن تريد أن تحصّن قواتها في قواعد محددة بغطاء دفاعي، يتكون من صواريخ باتريوت وكافة الإمكانات الدفاعية، لتحميها من رد فصائل المقاومة، بدلا من تشتيت تلك القوات في قواعد عسكرية عديدة في البلاد".

يأتي ذلك في وقت تحدّث فيه اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي، عن طيران فوق مناطق عسكرية عراقية، محذرا من أي عملية "غير مرخصة" تجري في العراق. 

بالتزامن مع الانسحاب، حذر عضو تحالف "الفتح" في البرلمان العراقي عامر الفايز، الاثنين، من قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية محدودة داخل العراق ضد بعض الفصائل المسلحة في البلاد، داعيا الحكومة إلى اتخاذ كافة التدابير للرد على أي عدوان خارجي.

وقال الفايز، في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية، إن "واشنطن قد تنفذ ضربات عسكرية محدودة ضد فصائل بالحشد الشعبي على اعتبار أنها مقربة من إيران".

وأضاف أن "الولايات المتحدة تحاول استهداف مقرات بعض الفصائل التي تشكل تهديدا خطيرا على وجودها العسكري داخل العراق، لذا على الحكومة اتخاذ تدابير للرد على أي عدوان محتمل من قبل الأميركيين"، وفقا لقوله.