الجزائر و"صفقة القرن": استغراب تأخر الموقف الرسمي وتظاهرات للحراك

الجزائر و"صفقة القرن": استغراب تأخر الموقف الرسمي وتظاهرات للحراك الجمعة

29 يناير 2020
خصص الناشطون الجزائريون تظاهرات الجمعة لرفض "صفقة القرن" (Getty)
+ الخط -

 

حتى منتصف نهار اليوم، الأربعاء، لم تكن الجزائر قد أعلنت بعد عن موقف، ولم تكن وزارة الخارجية قد توصلت إلى صياغة بيان يعبر عن الموقف الرسمي إزاء إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته، أمس الثلاثاء، لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة بـ"صفقة القرن".

وبرغم أن محددات القضية الفلسطينية واضحة في مواقف الجزائر، إلا أن تأخر صدور موقف رسمي بشأن موضوع يشغل الرأي العام المحلي والدولي منذ يوم أمس، يثير العديد من التساؤلات عن مبررات هذا التأخر، واستمرار الخارجية الجزائرية في إصدار مواقف متأخرة وصلت إلى 48 ساعة، كما حصل بعد حادثة تفجير المدرسة العسكرية في طرابلس قبل أسابيع.

 وكتب الإعلامي حسان زهار على صفحته على "فيسبوك" متسائلا "لماذا تأخر الموقف الجزائري مما يسمى (صفقة القرن)؟ كل العواصم العربية تقريبا أصدرت مواقفها، باع من باع، واشترى من اشترى، وبقيت الجزائر تنتظر نزول الوحي، لعل الله يجعل لها مخرجا، فهل سننتظر طويلا؟ نرجو فقط أن لا يتمخض الجبل فيلد لنا صرصورا".

وبرغم الحديث إعلاميا عما وصف بانتعاش الدبلوماسية الجزائرية، إلا أن طريقة تفاعلها مع الأحداث والتطورات الطارئة ما زالت بطيئة، وقبل أيام انتقد إعلاميون ضعف التواصل والاتصال الرسمي لوزارة الخارجية وعدم التفاعل مع انشغالات وتساؤلات صحافية على غرار باقي وزارات الخارجية في العالم والدول المحورية. 

شعبيا، تبنى الحراك الجماهيري القضية الفلسطينية، وقرر الناشطون أن تكون مظاهرات الحراك الشعبي في الجمعة الـ50، بعد غد، مخصصة لرفض ما يوصف بـ"صفقة القرن" وخطة ترامب، ودعم الشعب الفلسطيني ورفع شعارات تندد بالدول العربية التي قبلت الخطة، ودعوات للشعوب العربية لمزيد من الرفض والمقاومة لمخططات تصفية القضية الفلسطينية باستغلال ظروف وأوضاع يعيشها العالم العربي.



دعوات للتعبئة

وفي السياق، دعت عدة أحزاب سياسية في الجزائر المؤسسات الشعبية والرسمية ومختلف القوى المجتمعية والسياسية والإعلامية في الجزائر والعالمين العربي والإسلامي إلى إعلان التعبئة الشاملة لمواصلة نصرة الحق الفلسطيني.

 وأعلن بيان لحركة "مجتمع السلم"، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، أن "الحق الفلسطيني لا يسقط مهما كانت صعوبة التحديات وحجم التآمر والخيانة"، معتبرة أن "صفقة القرن مرفوضة شكلا ومضمونا لتضييعها للحقوق الفلسطينية وخروجها عن القرارات الأممية وانتهاكها القانون الدولي وانحيازها التام لمحتل مجرم يسفك دماء الفلسطينيين وينهب أرضهم، ويهدد وجودهم، وأن هذا الإعلان هو دعاية انتخابية بائسة لإنقاذ نتنياهو سياسيا، وأن كل ما جاء في الخطة من بنود تهدف لمحاولة تصفية قضية فلسطين وفرض السيادة بطريقة أحادية على ما تبقى من أرضها المقدسة، ونؤكد أن شعب فلسطين المقاوم وحده من يقرر مستقبله ومصيره على أرضه المباركة الطاهرة المسقية بدماء الشهداء".

ودانت الحركة "السكوت العربي والتخاذل الذي نخر بعض أنظمة الدول الخليجية الداعمة للصفقة، وإذ نعول بعد الله على الشعوب الحرة العربية والمسلمة في هذه الأقطار وغيرها الممتدة من طنجة إلى جاكرتا، فإن الكل الصهيوني لا يصده إلا الكل المسلم".

كما دانت "الانحياز الكامل المكشوف للولايات المتحدة للاحتلال الصهيوني عقب الإعلان عن خطة ترامب للسلام بحضور سفراء ثلاث دول خليجية ومباركة بعض الدول العربية لها وسكوت الأخرى. وإذ إن توقيت الإعلان بالتحديد هو محاولة بائسة لتجاوز الأزمات السياسية الداخلية لترامب ونتنياهو التي تهدد مستقبلهما السياسي".

من جهتها، طالبت حركة "البناء الوطني"، التي يرأس أحد قيادييها (سليمان شنين) البرلمان، الشعب الجزائري بـ"تحويل حراك الجمعة القادم إلى حراك من أجل دعم فلسطين ورفع رايتها ورفض صفقة العار".

ودعت الحركة الدبلوماسية الجزائرية إلى أن يكون لها "موقف من المبادرة في المنظمات الإقليمية والدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني والتصدي السياسي لمحاولات فرض واقع جديد يلغي حق شعبنا في فلسطين".

وطالبت حركة "البناء الوطني" الشعب الفلسطيني وكل قواه الحية والمقاومة إلى تجاوز الخلافات من أجل توحيد الموقف وتجميع القوى لمقاومة حقيقية لهذا الاعتداء الممنهج والاحتلال المتجدد، والتصدي لخطة ترامب التي تمثل "اعتداءً سافراً على الحق الفلسطيني الشرعي لشعب فلسطين في الاستقلال والحرية وتقرير مصيره بنفسه، وتجاوزاً للشرعية الدولية والقرارات الأممية في هذا الحق التاريخي ومحاولات الاحتلال الصهيوني فرض واقع جديد يلغي هذا الحق".

وطالبت الحركة المنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها في "رفض هذا التعسف وانتهاكه للحق الفلسطيني، والشعوب الحرة إلى التعبير عن دعم حرية الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم واستقلال دولتهم"، ودعت الشعوب الإسلامية والعربية إلى الرّفض الواضح لانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية والتصدي لمحاولات تهويد القدس وفلسطين، أرض الإسراء والمعراج.