استنفار بصفوف المليشيات العراقية قرب الحدود مع سورية

استنفار بصفوف المليشيات العراقية قرب الحدود مع سورية

10 يناير 2020
عناصر المليشيات قلصت من حركتها بشكل واضح(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر أمنية إنّ فصائل عراقية مسلّحة ترابط على الحدود مع سورية دخلت في حال استنفار، فجر الجمعة، على خلفية القصف الجوي الذي تعرضت له شاحنات ومقرات تابعة لمليشيات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في منطقة البوكمال المحاذية للحدود مع العراق.

وأكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن عناصر مليشيات "كتائب حزب الله" العراقية والفصائل المسلحة الأخرى التي توجد في المناطق الحدودية قلصت من حركتها بشكل واضح، وألغت بعض الدوريات التي كانت تسيرها على الحدود فور سماع أنباء القصف في الجانب السوري من الحدود، وذلك بعد تلقيها تعليمات من قياداتها العليا بدخول حال الاستنفار والاستعداد لأي طارئ. وأشارت إلى أن التعليمات تضمنت توجيهات بعدم المبادرة في إطلاق النار إلا في حالات الضرورة القصوى للدفاع عن النفس.

وفجر الجمعة، قصفت طائرات مجهولة الهوية مقرات وأماكن سيطرة المليشيات التابعة لإيران شرق دير الزور وقرب الحدود السورية - العراقية، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من أفرادها.

وذكرت شبكة "دير الزور24" المحلية، أن غارات جوية استهدفت شحنات أسلحة قدمت من العراق إلى مقرات المليشيات التابعة لإيران قرب مدينة البوكمال، أسفرت عن حدوث انفجارات ضخمة هزت معظم أرجاء الريف الشرقي لدير الزور.

وقالت مصادر محلية، إن مستودعات الأسلحة التي استهدفتها الغارات الجوية كانت تحتوي على صواريخ بالستية، فيما رجحت بعض المصادر أن يكون القصف تم من جانب طائرات إسرائيلية، واستهدف شاحنات كانت تحمل صواريخ إيرانية، ومعسكرات لمليشيات كتائب" الإمام علي" في قرى السكرية والعباس والجلاء ومطار الحمدان في ريف البوكمال.

من جهته، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن طائرات مجهولة استهدفت مستودعات ذخيرة تابعة لـ"قوى رديفة للجيش السوري" في منطقة البوكمال، لافتاً إلى وقوع انفجارات عدّة في المنطقة.

وتحدث عنصر بالشرطة العراقية في بلدة القائم غربي الأنبار، لـ"العربي الجديد"، عبر الهاتف قائلاً إنّ "أصوات القصف سمعها سكان بلدة حصيبة التابعة للقائم الحدودية مع سورية"، لافتاً إلى أن "الأنباء تتحدث عن أن القصف استهدف قافلة شاحنات غادرت العراق إلى سورية قبيل أقل من ساعة على القصف"، ولا يعلم مدى دقة هذه المعلومات كون المنطقة خاضعة بشكل شبه كامل لفصائل مسلحة.

وعلى الرغم من الاستعدادات الأمنية للمليشيات العراقية، إلا أن القيادي في "الحشد الشعبي" علي الحسيني، استبعد حدوث ضربة أميركية جديدة داخل الأراضي العراقية في الوقت الحاضر، مبيناً خلال تصريح صحافي، أن قرار البرلمان بإخراج القوات الأميركية مثّل صفعة لواشنطن.

يأتي ذلك في ظل وجود محاولات للتهدئة على الساحة العراقية، بدأت باتصال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، برئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، وتأكيد الوزير الأميركي حرص واشنطن على مصلحة الشعبين العراقي والأميركي. ثم تأكيد قيادات بمليشيات عراقية تلقيها أوامر إيرانية بعدم مهاجمة المقرات الأميركية في العراق.

وأبلغ القيادي البارز في "كتائب حزب الله" العراقية، أحمد العسكري، "العربي الجديد"، بأن "الهجوم المقرر قد تم تجميده"، موضحاً أن "الجمهورية الإسلامية أبلغت فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وغير العراق بعدم مهاجمة الأهداف والمصالح الأميركية في الوقت الراهن، وأبلغت بأن القصف الإيراني يكفي عن سليماني والمهندس".

وحول عمليات القصف المتقطعة بين وقت وآخر على المنطقة الخضراء والسفارة الأميركية ومواقع أخرى بصواريخ الكاتيوشا، قال إن "عمليات قصف المنطقة الخضراء، يقف خلفها أفراد من بعض الفصائل تدفعهم العاطفة وليس بتوجيه مركزي، وهي غير مؤثرة"، موضحاً أن "الأميركيين يعرفون جيداً صواريخ الفصائل وما لديها من ترسانة، ولهذا لا يهتمون للضربات التي تُشن على المنطقة الخضراء كونها غير مؤثرة وغير دقيقة. ونحن أبلغنا الحكومة بأنه يمكن لها التصرف مع تلك الهجمات، كونها لا تمثل رداً رسمياً من محور المقاومة".