إيران لترامب: لن نجري اتصالاً معك ولن نتفاوض

إيران لترامب: لن نجري اتصالاً معك ولن نتفاوض تحت الضغط

11 اغسطس 2019
طهران تتهم واشنطن بأنها غير صادقة (آتا كناري/فرانس برس)
+ الخط -
رفضت إيران مجدداً طلباً أميركياً تقدمت به الخارجية الأميركية أخيراً، لإجراء اتصال مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة أنها "لن تتفاوض تحت الضغط"، وأنها "تعيش ظروفاً خاصة بسبب العقوبات الأميركية الأحادية"، مع التأكيد على تأمين أمن الملاحة في الخليج، ومضيق هرمز، وبحر عمان.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس قد قالت، الخميس الماضي، إنه في حال أراد المسؤولون الإيرانيون التصرف كدولة عادية، يعلمون أن عليهم الاتصال بالرئيس ترامب، مضيفة: "أنه ينتظر اتصالهم".

وردّ نظيرها الإيراني، عباس موسوي، اليوم الأحد عليها، قائلاً إن "توقع الأميركيين أن يجري المسؤولون الإيرانيون اتصالاً بهم عبثي"، مشيراً إلى أن "لديهم هذا التوقع من الجمهورية الإسلامية منذ فترة، لكنه توقع عبثي".
وأضاف موسوي أن بلاده "لن تدخل في مفاوضات لا تراعي الحقوق والقواعد الدولية"، مشترطاً لذلك وقف واشنطن ضغوطها و"إرهابها الاقتصادي"، مشدداً على أن "أي إنسان عاقل لا يتفاوض تحت الضغط والسلاح قد شُهر صوبه". واعتبر أنّ الولايات المتحدة الأميركية "ليست صادقة في تصريحاتها، وهي تزامناً مع دعواتها للتفاوض، تزيد من ضغوطها"، مشيراً إلى أنها "تفرض من جهة عقوبات على قائد الثورة ورئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني، ومن جهة أخرى تدعو للتفاوض".

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن "السياسة الخارجية الأميركية تشهد تخبطاً وارتباكاً"، قبل أن يؤكد أن "ذلك دليل على أن الأميركيين ليسوا صادقين في مواقفهم وإيران لن تولي اهتماماً بتصريحاتهم".

روحاني: نعيش ظروفاً خاصة
من جهته، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأحد، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، إن بلاده "تعيش ظروفاً خاصة بسبب العقوبات الأميركية الأحادية والظالمة"، مشيراً إلى أنها "تبذل جهودها لتأمين أمن الملاحة في الخليج، ومضيق هرمز، وبحر عمان وتعزيز العلاقات مع الدول الجارة".

وأضاف روحاني، وفقاً لما أورده موقعه الإلكتروني، أن إيران "تسعى إلى تعزيز علاقاتها وتعاونها مع الدول الجارة، وخصوصاً باكستان في مختلف المجالات، منها توسيع الأسواق على الحدود المشتركة".

وحول أزمة كشمير بين إسلام أباد ونيودلهي، قال روحاني: "نعتقد أنه يجب أن يمارس أهالي كشمير المسلمين حقوقهم القانونية، وأن يستفيدوا من مصالحهم ويعيشوا في هدوء"، داعياً الهند وباكستان إلى "ضبط النفس وتجنب الإخلال بالأمن ومنع إراقة دماء السكان الأبرياء في كشمير"، مشدداً على أن "هذه القضية لن تُحلّ أبداً من خلال الحل العسكري، ويجب اتباع الطريق الدبلوماسي لحلها".

بدوره، قال رئيس الوزراء الباكستاني، خلال الاتصال، إن بلاده ترغب في تعزيز العلاقات مع إيران. وفي إشارة إلى التطورات الأخيرة في كشمير، إثر قرار الهند إلغاء الحكم الذاتي فيها، أكد خان أن "كشمير تشهد اليوم أحداثاً محزنة ضد سكانها الأبرياء في تعارض مع القوانين الدولية".
وعبّر عن قلق بلاده من "قتل السكان الأبرياء في كشمير وزيادة التوترات في المنطقة"، مشيرا إلى أن إيران "كدولة إسلامية هامة يمكنها أن تلعب دوراً إيجابياً لحل قضية كشمير".


وكان قد أجرى كل من رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، اتصالين أمس السبت، مع نظيريهما أسد قيصر وقمر جاويد باجوا لبحث التطورات في إقليم كشمير المتنازع عليه بين إسلام أباد ونيودلهي.
وتأتي الاتصالات الإيرانية بالمسؤولين الباكستانيين بعدما أصدرت الهند، الإثنين الماضي، قراراً بإلغاء الحكم الذاتي لإقليم كشمير، الأمر الذي أثار ردود فعل واسعة من الأخيرة، من طرد السفير الهندي واستدعاء سفيرها. كما علقت إسلام أباد التجارة مع نيودلهي، في إطار خفض العلاقات الدبلوماسية.


زيارة روحاني لروسيا

وعلى صعيد آخر، وفيما يتزايد التوتر بين طهران وواشنطن، يعتزم الرئيس الإيراني، زيارة روسيا الأربعاء المقبل، تلبية لدعوة نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وفقاً لما نقلته وكالة "فارس" الإيرانية.

وأعلن مسؤول شؤون الإعلام في الرئاسة الإيرانية، برويز إسماعيلي، اليوم الأحد، أن روحاني سيشارك في قمة ثلاثية بين إيران وروسيا وأذربيجان، في مدينة سوتشي الروسية، الأربعاء المقبل، مشيراً إلى أن روحاني سيبحث تعزيز علاقات بلاده مع كل من البلدين، خلال لقاءاته المنفصلة مع رئيسيهما، وخصوصاً في المجالات الاقتصادية.
ويرافق روحاني خلال الزيارة التي ستستغرق يوماً واحداً وفد سياسي واقتصادي رفيع.