عملية خان يونس: انعكاس لحالة الاحتقان بغزة واحتمالات الانفجار

عملية خان يونس: انعكاس لحالة الاحتقان بغزة واحتمالات الانفجار

02 اغسطس 2019
تهديدات إسرائيلية بشن عملية ضد القطاع (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

تطرح عملية خان يونس جنوب شرق قطاع غزة، التي نفذها مقاوم فلسطيني بشكل أحادي، فجر أمس الخميس، أسئلة عن المرحلة المقبلة، في ظل الوضع الضاغط الذي يعيشه الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزة، ووسط مؤشرات عدة على أن ما جرى يمكن أنّ يتكرر وإنّ بأشكال مختلفة. في كل الأحوال، فإنّ الهدوء الذي تعيشه غزة حالياً "هش"، وسط تهديدات إسرائيل بالاستعداد لشن عملية عسكرية شاملة وحاسمة في القطاع، مع استمرار تباطؤ الوسطاء، خصوصاً الوسيط المصري، في إيجاد حلول تخفف من معاناة الغزيين.

ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإنّ العملية تمت بشكل "فردي"، إذ تمكن أحد المقاومين التابعين لحركة حماس من اجتياز الحدود وإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين، ما أدى إلى إصابة قائد فصيل وجنديين من جيش الاحتلال. وكان الشاب الفلسطيني هاني أبو صلاح، العضو في قوة "حماة الثغور" التابعة لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، تمكن فجر أمس الخميس، من اجتياز السياج الفاصل شرقي مدينة خان يونس، قبل أنّ يكمن للقوات الإسرائيلية ويصيب ثلاثة جنود، قبل أنّ يعلن الاحتلال عن مقتله. وقال متحدث باسم قوات الاحتلال إن جنوده أطلقوا النار وقتلوا مسلحاً فلسطينياً اجتاز السياج المحيط بقطاع غزة وأطلق النار على الجنود، مشيراً إلى أن ثلاثة جنود أصيبوا في الهجوم، وأن دبابة "استهدفت موقعاً عسكرياً لحماس في غزة" رداً على ذلك. وأبو صلاح، شقيق الشهيد فادي أبو صلاح، الذي كان مبتور القدمين، واستشهد برصاص الاحتلال في أحداث مسيرة العودة وكسر الحصار في مايو/أيار 2018، ما أثار يومها ردود فعل محلية ودولية منددة.

ووفق الكاتب والمحلل السياسي تيسير محيسن فإنّ العملية تؤكد أنه لم يعد هناك مجال للصبر أكثر على طريقة تعامل الاحتلال الإسرائيلي مع قطاع غزة، خصوصاً في ما يتعلق بإجراءات تخفيف الحصار. وأوضح محيسن، لـ"العربي الجديد"، أن استمرار الواقع على ما هو عليه قد يدفع باتجاه ازدياد مثل هذه العمليات، سواء كانت فردية أو غير ذلك، وهو ما يجعل الاحتلال مُطالباً بقراءة العملية بصورتها المعبرة عن حالة الاحتقان وواقع الحال الذي تعيشه غزة وسكانها. ولفت إلى أن حالة الصبر قاربت على النفاد بالنسبة للغزيين، ونجاح هذه العملية قد يدفع الشبان، سواء كانوا منظمين داخل الفصائل الفلسطينية أو حتى غير منظمين، لمحاولة تنفيذ مثلها، خصوصاً أن منفذ العملية، فجر أمس، تمكن من نصب كمين محكم لجنود الاحتلال.



ومن الممكن أنّ تتكرر مثل هذه العمليات مستقبلاً، وبالتالي فإن دائرة المواجهة ستتسع حتى نهاية العام الذي قد يشهد توسعاً حقيقياً في المواجهة مع الاحتلال، سواء عبر مواجهة واسعة أو حالة اشتباك، كما جرى خلال الشهور القليلة الماضية، وفق محيسن. وأشار إلى أنّ الفصائل الفلسطينية في غزة لن تعلق كثيراً على العملية وستحاول استغلالها سياسياً من أجل إجبار الوسطاء، المصريين والدوليين، للضغط على إسرائيل لتنفيذ الإجراءات المتعلقة بكسر حصار غزة حتى لا يدفع الاحتلال أثماناً أكبر في المستقبل.

من جانبه، أوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، لـ"العربي الجديد"، أنّ إسرائيل تعاملت مع العملية على أساس أنّها فردية، ولم يكن خلفها تنظيم فلسطيني مقاوم، وهي مبادرة فردية من أحد المقاومين، موضحاً "حلل الاحتلال العملية من لحظاتها الأولى بأنها ليست منظمة". وأشار أبو زايدة إلى أنّه لا توجد قرارات لدى المقاومة بشأن التصعيد، كما أن المقاومة تعاملت مع الحادثة كعمل فردي، مُستبعداً أنّ تكون العملية عبارة عن تغير في سياسة الفصائل والاحتلال، غير أنّ هذا لا يعني أنّ الأوضاع تسير على ما يرام. وأضاف "في إسرائيل يستعدون لحرب ومعركة في أي لحظة، وكان يمكن لهذه الحادثة أنّ تكون الشرارة والبداية لحرب عنيفة على قطاع غزة، والاحتلال ينظر للميدان في غزة على أنه مشتعل والأوضاع يمكن أنّ تنفجر وتتدحرج شيئاً فشيئاً". ولفت إلى أنّ الأمور قد تنفجر في أي لحظة عبر حدث غير مخطط له في القطاع، مشيراً إلى أنه يمكن أنّ تحدث عمليات أخرى مثل هذه العملية، وإنّ كانت بصورة أخرى، لأن الوضع متوتر في القطاع وكل أسباب الانفجار موجودة.

المساهمون