تركيا تبحث مع روسيا الانتشار في تل رفعت السورية

تركيا تبحث مع روسيا الانتشار في تل رفعت السورية

05 مايو 2019
نازحات في تل رفعت (ديليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -
قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، اليوم الأحد، إنّ مسؤولين من تركيا وروسيا يراجعون انتشار قوات البلدين في منطقة تل رفعت الحدودية بمحافظة حلب شمالي سورية، وذلك بعد يوم من تبادل للنيران عبر الحدود من المنطقة، ما أسفر عن مقتل جندي تركي.

وقالت وزارة الدفاع التركية إنّ أربعة جنود أتراك قتلوا، وأُصيب اثنان، في هجومين منفصلين للمسلحين الأكراد، أمس السبت، مضيفة أنّ الجيش رد على الهجومين.

وصرح أوقطاي، في مقابلة مع قناة "كانال 7" التلفزيونية، وفق ما ذكرت "رويترز"، بأنّ "الاتفاق هو أن نتوقف هناك (في تل رفعت)، لكن إذا استمرت هذه الهجمات فإنّ الأمر قد يأخذ شكلاً مختلفاً. ونناقش هذا مع روسيا".

وأشار إلى أنّ تركيا "ستواصل العمليات على طول حدودها إلى حين القضاء على التهديدات".

ومنذ انتهاء الجولة الـ12 من مشاورات أستانة، بين الدول الضامنة؛ تركيا روسيا إيران، يوم الجمعة الماضي، تواصل روسيا وقوات النظام السوري والمليشيات الداعمة لها قصف منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وجاء التصعيد على الشمال السوري، بعد إعلان وفد المعارضة السورية إلى أستانة 12 عن اتفاق يقضي بتسيير دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا في المنطقة منزوعة السلاح، مطلع مايو/ أيار الجاري.

وقُتل أربعة مدنيين على الأقل وجرح آخرون، ظهر اليوم الأحد، جراء استمرار القصف الجوي والمدفعي من النظام السوري والقوات الروسية على ريفي إدلب وحماة.

وأعلن الدفاع المدني السوري عن توثيقه مقتل 111 مدنياً، بينهم 25 امرأة، و34 طفلاً، وإصابة 389 آخرين، كحصيلة للضحايا المدنيين، خلال شهر إبريل/ نيسان الماضي، في شمال سورية.

كذلك أدى القصف إلى حدوث حركة نزوح كبيرة من ريفي إدلب وحماة، باتجاه المناطق الأكثر أمناً في ريف إدلب، والمخيمات الواقعة قرب الحدود السورية التركية.

ودفع التصعيد الحاصل في إدلب، والهجوم على القوات التركية في المنطقة، إلى التساؤل عن أهداف هذا التصعيد، لا سيما أنّ تركيا تعتبر شريكة لروسيا في هذه المنطقة، وعقدت معها اتفاق سوتشي، في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وبحسب مصادر تركية، لـ"العربي الجديد"، فإنّ "عملية الردّ العسكري من نقاط المراقبة ليست بالأمر السهل، لأن مهامها محصورة بالمراقبة، وسبق أن استهدفت ولم ترد، كما أن من مهامها التنسيق مع الجانب الروسي، إذ إن قوات النظام وروسيا أوقفت القصف خلال عمليات الإجلاء، لتواصل بعد انتهاء تلك العمليات القصف مجدداً".

ولفتت المصادر إلى أنّ "تركيا ستعمل في الفترة المقبلة على مزيد من المشاورات والتواصل مع الجانب الروسي لتخفيف الضغط على المنطقة، خاصة أن عمليات القصف المشابهة التي كانت تجرى في السابق تشير إلى وجود مطالب روسية من تركيا تسعى موسكو لتنفيذها عبر قصف المدنيين".

ويوم الجمعة، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في حديث لقناة "إن تي في" التلفزيونية، إنّ الولايات المتحدة تبدي قدراً من المرونة في ما يتعلّق بالمنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال شرق سورية على الحدود مع تركيا.

وكان المبعوث الأميركي الخاص لسورية جيمس جيفري قد أجرى محادثات، هذا الأسبوع، في أنقرة التي تريد إقامة منطقة آمنة شرقي نهر الفرات، بعد انسحاب معظم القوات الأميركية من البلاد.


من جهة أخرى، قال أوقطاي إنّ تركيا لن ترضخ مطلقاً لأي عقوبات أميركية، بسبب صفقة تركية لشراء منظومة "إس-400" الدفاعية من روسيا.

وكانت واشنطن قد قالت إنّ المنظومة الصاروخية قد تقوض قدرات الطائرات "إف-35" المقاتلة، التي تبرم بشأنها صفقة أخرى مع تركيا، وحذرت من عقوبات أميركية محتملة إذا مضت أنقرة قدماً في الصفقة الروسية.

وقالت أنقرة إنّه ليس هناك تعارض بين صفقة منظمة "إس-400"، وصفقة "إف-35"، وإنها لن تتخلّى عن صفقتها مع موسكو.

وقال أوقطاي، في المقابلة، إنّ "المخاوف الأميركية من هذه المسألة غير منطقية"، مضيفاً أنّ "تركيا لن تتراجع".