ألمانيا: الحكم على شركة تصنيع أسلحة بتصدير غير مشروع

ألمانيا: الحكم على شركة تصنيع أسلحة بتصدير غير مشروع

23 فبراير 2019
الحظر الألماني يشمل السعودية ومصر (جيرارد جوليان/ فرانس برس)
+ الخط -
كشف الحكم الذي صدر من محكمة شتوتغارت الألمانية، يوم الخميس الماضي، بتغريم شركة تصنيع الأسلحة، "هيكلر وكوخ" Heckler & Koch، بتصدير غير قانوني للأسلحة الصغيرة؛ مسدسات وبنادق، إلى عدد من مناطق النزاع حول العالم، أن الشركة تقوم بالتلاعب برخص ووجهة التصدير إلى خارج أوروبا، وخصوصاً في الدول التي يمنع القانون الألماني وصول الأسلحة إليها أو بعض أقاليمها، التي تعاني من نزاعات وفساد الشرطة، كمصر والسعودية.

ويأتي ذلك، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لحظر تصدير الأسلحة للسعودية بسبب الحرب الدموية التي تشنّها في اليمن، وسجلها الحقوقي، وكذا تورطها في عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصليتها بتركيا.

وظهر من الاتهامات التي وجهت للشركة، أن مخالفات كثيرة حدثت في الفترة بين 2006 و2009. فقد باعت نحو 9 آلاف بندقية ومسدس إلى مقاطعتي شيباس وغويرو في المكسيك، حيث تنتشر حروب المخدرات وتتهم الشرطة فيهما بالفساد. الموظفون المسؤولون عن تصدير السلاح، بحسب ما ذهب إليه الادعاء الألماني، قاموا بعمليات تلاعب بالرخص الممنوحة للتصدير وعن الوجهة النهائية للسلاح إلى المكسيك. وقررت المحكمة تغريم الشركة 3.7 ملايين يورو، وحبس بعض المتهمين، حضورياً وغيابياً، بين 17 و22 شهراً، وخصوصاً أن القضية "خطيرة في ما خصّ التصدير إلى المكسيك التي شهدت باستخدام السلاح الذي تنتجه الشركة مذبحة راح ضحيتها 43 طالباً في مقاطعة غويرو في 2014"، وفقاً لما تذكر "دويتشه فيله".

وواجهت الشركة خلال الفترة الماضية انتقادات عنيفة من الصحافة ونشطاء السلام في ألمانيا، على خلفية خرقها للمنع الحكومي لتصدير الأسلحة وانتشارها في مناطق نزاع بعينها، وخصوصاً بعدما وجدت كمية من الأسلحة في دول مثل ليبيا.

وتعتمد ألمانيا في تصدير السلاح الخفيف على مبدأ "عدم التصدير إلى مناطق نزاع أو انتهاك الشرطة لحقوق الإنسان". وتنتشر الأسلحة اليدوية الألمانية بطرق مخالفة في إيران والمكسيك وباكستان وتركيا والسعودية، وخصوصاً بنادق "جي 3". وتقدر أعداد البنادق الألمانية من هذه النوعية، بنحو 10 ملايين حول العالم. وكشفت مداولات القضية في محكمة شتوتغارت أن الشركة "قامت ببيع سرّي لأسلحتها من نوع جي 36، ووصل السلاح إلى أطراف مختلفة حول العالم، ففي كلّ من مصر وليبيا وفي شمال العراق حمل بعض الجنود هذا السلاح المصنع في ألمانيا، بالإضافة إلى انتشاره بين الشرطة السعودية، رغم حظره رسمياً من الحكومة"، وفقاً لما ذكرت "دويتشه فيله" و"دير شبيغل" الخميس.


وتعتبر أسلحة الشركة الألمانية، وخصوصاً البنادق، الأكثر انتشاراً بعد سلاح "الكلاشينكوف" الروسي، حول العالم منذ الخمسينيات. ووفقاً لما نشرت وسائل الإعلام الألمانية، فإن العام الماضي 2018 شهد تصدير الشركة لسلاحها بنسبة 52 في المائة إلى خارج حدود الاتحاد الأوروبي. وشهدت الشركة ازدهاراً كبيراً في تصنيع وتصدير السلاح إلى نحو 80 بلداً وتصنيعه في 15 دولة في الفترة الممتدة بين 1961 و1981.​