عمار الحكيم يقود مبادرة "طاولة مستديرة" لإكمال الحكومة العراقية

عمار الحكيم يقود مبادرة "طاولة مستديرة" لإكمال الحكومة العراقية

28 يناير 2019
حصل الحكيم على موافقة قادة بالإصلاح بشأن الحوار(مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -

تفرض التحديات التي تواجهها الحكومة العراقية، التي يرأسها عادل عبد المهدي، بشأن إمكانية إكمال حقائب الداخلية والدفاع والتربية والعدل، التي ما زالت شاغرة، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تشكيلها، على الكتل التي دعمت هذه الحكومة، إيجاد حلول للخروج من أزمة سياسية خطيرة لا يمكن تجاهلها.

وبعد نحو 100 يوم من الولادة الناقصة لهذه الحكومة، أيقنت الكتل السياسية، متأخرة، أن لا حل سوى حوار بين جميع الفرقاء السياسيين، والتفاوض على المرشحين للوزارات، كفرصة أخيرة قد تفكك هذه الأزمة في حال عقد الحوار. ويأتي هذا الطرح مع انتهاء الفصل التشريعي الأول للبرلمان، في خضم صراع عميق بين قطبي العملية السياسية، "تحالف الإصلاح" المحسوب على تيار مقتدى الصدر، و"تحالف البناء" التابع إلى "الحشد الشعبي"، اللذين لم يستطيعا تجاوز الخلافات العميقة بينهما، ما أثّر على إمكانية إكمال تشكيل الحكومة.

وكشف مسؤول سياسي بارز في تحالف الإصلاح، لـ"العربي الجديد"، عن طروحات جديدة تبنّتها قيادات سياسية للتقريب بين الكتل. وقال المسؤول إنّ "زعيم تيّار الحكمة، عمّار الحكيم، تبنّى مبادرة لتطويق الأزمة السياسية التي منعت إكمال التشكيلة الحكومية"، مشيراً إلى أنه "يسعى إلى جمع تحالفي الإصلاح والبناء، عبر حوار حول طاولة مستديرة، وطرح الآراء المتعارضة بشأن المرشحين المختلف عليهم للحقائب الشاغرة". وأوضح أنّ "الحكيم بدأ اتصالات أولية داخل تحالف الإصلاح بشأن الحوار، وقد حصل على موافقة من بعض قادة التحالف". وقال "لن ينطلق الحكيم باتجاه تحالف البناء، قبل أن يستقر رأي الإصلاح على هذه الخطوة. لكن بحسب المعطيات الأولية، فإنّ الإصلاح لا يعارض هذا التوجه، ويريد أن يحسم الخلاف، كونه داعما أساسيا لعبد المهدي". وأشار إلى أنّ "عقدة هذا الطرح تكمن في الخلاف العميق بين زعيم تحالف سائرون مقتدى الصدر، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إذ إنّ فرص التقارب بينهما ضعيفة جداً. أمّا الخلاف بين المالكي ورئيس تحالف النصر حيدر العبادي، فلا يشكل عقبة أمام فرص الحوار".


ويرى سياسيون أنّ "حوار الطاولة المستديرة" قد يكون الفرصة الأخيرة أمام إكمال الحكومة، ويجب الضغط باتجاه انعقاده. وقال عضو "تحالف المحور"، نهاد الجنابي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العملية السياسية تحتاج إلى مبادرة، كونها وصلت إلى منعطف خطير، في وقت تسعى فيه بعض الكتل لأن توقِع بالحكومة في أقرب فرصة". وأضاف أنّ "فرصة جمع الكتل السياسية حول طاولة مستديرة أيضاً ضعيفة، بسبب عمق الخلاف بين بعضها البعض"، لكن "على الجميع أن يعلموا أنّ لا حل لإكمال الحكومة سوى الحوار، ولا يمكن أن تواصل الحكومة عملها بأربع وزارات شاغرة"، مشّدداً على "ضرورة الضغط باتجاه جمع الفرقاء حول طاولة مستديرة كفرصة أخيرة".

ولا تبدو الجهات السياسية في العراق متفائلة بشأن ما ستؤول إليه العملية السياسية، في ظل تصادم أجندات الأحزاب والكتل السياسية. وقال النائب السابق، عزة الشابندر، في تصريح متلفز، "لقد أعلنت كثير من الكتل السياسية أنّها خولت رئيس الوزراء تشكيل حكومته بالتشاور معها، وهذا لم يحصل". وقال الخبير السياسي رياض المفرجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جهات سياسية تعمل على وضع العصي في دواليب حكومة عبد المهدي، وهي تتمسك بمرشحين تعلم جيداً أنه لا يمكن تمريرهم". وأكد أنّ "الغموض يلف مستقبل الحكومة والعملية السياسية في البلاد، في ظل التقاطعات في الرأي بين الكتل السياسية التي فرضت إرادتها على الحكومة وعلى البرلمان"، مشيراً إلى أنه "يجب اللجوء إلى طاولة مستديرة كحل نهائي لهذه الجدلية، سواء انتهى ذلك بفشل الحوار أو نجاحه".