فراغ منصب محافظ كركوك يعقّد مشهدها وينذر بصراع مكوناتها

فراغ منصب محافظ كركوك يعقّد مشهدها وينذر بصراع مكوناتها العرقية

21 اغسطس 2018
نتائج الانتخابات تقلب المشهد بكركوك (حامد حسين/ الأناضول)
+ الخط -

مع إعلان القضاء العراقي المصادقة على نتائج الانتخابات البرلمانية، أصبح منصب محافظ كركوك شاغرا بعد فوز محافظها بالوكالة راكان الجبوري، بمقعد في البرلمان الجديد، الأمر الذي يفتح الباب أمام صراع على المنصب، بعد تمسك المكونات العرقية في المحافظة به.


وكان الجبوري قد شغل المنصب بالوكالة، عقب استفتاء انفصال كردستان العراق، الذي جرى نهاية سبتمبر/ أيلول 2017، وما رافقه من تداعيات دخول القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" إلى كركوك، وانسحاب البشمركة الكردية، وفرار محافظها الكردي، نجم الدين كريم.
وقال عضو مجلس محافظة كركوك عن تركمان العراق، تحسين كهية، لـ"العربي الجديد"، إنّه "بعدما أصبح منصب محافظ كركوك شاغرا، بدا المشهد معقدا للغاية، فلا يمكن اليوم تسمية أيّ محافظ جديد من دون تصويت الحكومة المحلية عليه".

وأوضح أنّ "كركوك لا توجد فيها حكومة محلية متكاملة، حتى تتولى مهمة التصويت، فمنصب المحافظ يدار بالوكالة ومجلس المحافظة معطّل منذ 10 أشهر، بسبب عدم القدرة على تحقيق النصاب الكامل لأعضائه".

وأكد أنّ "كركوك تحتاج إلى توافق، ويجب أن يعاد تشكيل مجلس المحافظة من جديد"، مبينا "عدم إمكانية أن تدار كركوك من قبل جهة واحدة من دون التوافق بين جميع مكوناتها".

وأضاف "نطالب كمكون تركماني بمنصب المحافظ، وأن يبقى منصب رئاسة مجلس المحافظة للأكراد، ومنصب نائب المحافظ للعرب"، مؤكدا "أهمية الاتفاق على هذا التقسيم بين مكونات كركوك".

كما يؤكد عرب كركوك أنّ منصب المحافظ هو استحقاق لهم، وقال عضو المجلس عن المكون العربي، محمد خضير، إنّ "العرب والتركمان كانوا مهمشين تحت سيطرة الأكراد منذ عام 2005"، وأنّ "منصب المحافظ الذي أصبح شاغرا، من الممكن أن يكون للعرب، وهو استحقاق لهم".

وأضاف خلال حديثه مع "العربي الجديد": "نعمل على الاتفاق مع باقي المكونات على ترشيح شخصية عربية للمنصب، وأنّ العرب هم أكثرية في كركوك، وحجمهم كبير في المحافظة، ولكن الأكراد يسعون للهيمنة مجددا على مجلس محافظة كركوك الذي سينتخب في كانون الأول (ديسمبر) المقبل"، داعيا الحكومة المركزية إلى "التدخل لتلافي المخاطر التي تواجهها المحافظة، وأن تعمل على متابعة الانتخابات المحلية لمنع تكرار سيناريو التزوير".

مقابل ذلك، يرفض الأكراد التخلي عن منصب المحافظ، مؤكدين أنّه استحقاق لهم دون غيرهم، وقال عضو مجلس محافظة كركوك عن القائمة الكردية، آزاد جباري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "منصب المحافظ هو استحقاق انتخابي للكرد، وقد أدير بالوكالة من قبل نائب المحافظ (راكان الجبوري)، وصلاحياته كانت محدودة جداً".

وأضاف "نعمل على ترشيح شخصية مقبولة لمنصب المحافظ، ليعمل على خدمة أهالي كركوك بجميع مكوناتهم، بعيدا عن الاصطفاف العشائري أو غيره".

بينما كشف مسؤول في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" لـ"العربي الجديد"، أنّ "أعضاء مجلس كركوك ورئيس مجلسه الموجودين في أربيل لن يحضروا إلى كركوك للاشتراك في أي جلسة لمجلس المحافظة"، مؤكدا "عدم الحضور، لأنّ كركوك محتلة من قبل القوات الاتحادية العراقية ومليشيات الحشد الشعبي، ونرفض الدخول إليها من دون إعادة الأوضاع فيها إلى ما كانت عليه".



وأضاف "نرفض تسليم منصب المحافظ لأي جهة، فهو استحقاق انتخابي للأكراد".
وفتح منصب محافظ كركوك، الذي أصبح شاغرا، الباب أمام صراع مكوناتي في المحافظة، حيث يحذر مراقبون من عدم تدخل الحكومة بحسم هذا الملف الخطير، والذي يستدعي توافقا بين مكونات كركوك.