منعطفات حاسمة تنتظر حزبين كبيرين بالمغرب

المغرب: منعطفات حاسمة تنتظر حزبي "الأصالة والمعاصرة" و"التقدم والاشتراكية"

11 مايو 2018
بنعبدالله ترشح لولاية أخرى لقيادة الحزب (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -

يعيش حزبان رئيسيان في المغرب، هما "التقدم والاشتراكية" المشارك في الحكومة، و"الأصالة والمعاصرة" الذي يصطف في المعارضة، منعطفا حاسما على مستوى قيادتيهما، في خضم عقد الهيئتين معا لمؤتمرين سيسفران عن قيادات جديدة أو الاستمرار بالوجوه نفسها.

وينعقد، اليوم الجمعة، المؤتمر الوطني العاشر لحزب "التقدم والاشتراكية"، الذي سيكون من نتائجه انتخاب الأمين العام، إذ ترشح الأمين العام الحالي، محمد نبيل بنعبد الله، لولاية ثالثة على رأس الحزب، ينافسه القيادي في الحزب سعيد فكاك.

وأكد بنعبد الله، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن مؤتمر حزب "التقدم والاشتراكية" ينعقد في "ظروف سياسية حاسمة ومهمة بالنسبة للحزب، فهو سيفرز هياكل تنفيذية وتنظيمية جديدة، ستحمل على عاتقها تدبير سفينة الحزب في الحكومة وداخل المشهد السياسي والحزبي الراهن".

وأضاف أن "المؤتمر العاشر يأتي أساسا ليكرس الشعار المرفوع "نفس ديمقراطي جديد"، يضاف إلى المسار الديمقراطي والتنموي الموجود، حتى تزداد اللبنة الجديدة إلى باقي اللبنات في تشييد دولة الحق والقانون وتنمية البلاد في جميع القطاعات"، متمنيا أن تكون لحظة المؤتمر "شعلة أمل للحزب لخلق أفكار وطاقات تعينه في مساره الحكومي والحزبي والسياسي، وداخل المجتمع أيضا".

من جهته، يحضّر حزب "الأصالة والمعاصرة" لعقد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني في 26 مايو/ أيار الجاري، والذي من المرتقب أن يشهد تأكيد إلياس العماري استقالته من قيادة الحزب، وبالتالي النظر في قيادة جديدة تحاول ضخ دماء جديدة في أوصال الهيئة التي حلت ثانية في انتخابات البرلمان لـ2016.


ويعيش "الأصالة والمعاصرة" مخاضا داخليا عسيرا في الآونة الأخيرة، منذ إعلان العماري استقالته، وظهور أصوات تطالبه بالرحيل من الحزب، فيما تمسك به قياديون آخرون، وهو ما انعكس على الأداء السياسي للحزب، حيث سجل مراقبون خفوت إشعاعه وتراجعه إلى الوراء، وعدم تسجيل مواقف سياسية قوية.

وفيما شدد العماري، خلال آخر اجتماع لـ"الأصالة والمعاصرة"، على تشبثه بالاستقالة، والتزامه بأن يظل في صفوف الحزب "كما كان دائما في خدمة أهدافه ومشروعه"، دعا إلى ضرورة "تحصين كل المكتسبات المتحققة، والانتصار إلى وحدة الحزب، من أجل رهاناته السياسية الكبرى خدمة لمشروعه الحداثي الديمقراطي".

وأكد الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، محمد نشطاوي، أنه وفقا لتسارع الأحداث المرتبطة بمصير قيادتي حزبي "التقدم والاشتراكية" و"الأصالة والمعاصرة"، فإن نبيل بن عبد الله يتمسك بولاية ثالثة بالنسبة لحزبه، أما بخصوص "البام فالأمر حسم بتأكيد استقالة العماري.

وذكر نشطاوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن "التقدم والاشتراكية" عانى أمينه العام من "غضبة ملكية قوية إلى جانب وزير الصحة السابق حسين الوردي، المنتمي للحزب نفسه، وبالتالي إعادة تثبيته تعتبر رسالة قوية من الحزب لدوائر الحكم بأن الحزب لم يتأثر، في إشارة لاستقلالية قراره بعيدا عن أية ضغوط كتلك التي تعرض لها مثلا حزب الاستقلال".

وأما بخصوص حزب "الأصالة والمعاصرة"، يضيف المتحدث، فإن حصول حزب "العدالة والتنمية" على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة جعل أمينه العام يتعرض لـ"غضبة" دفعته لتقديم استقالته، بعد أن تبين له أن هناك "حصانا رابحا" آخر تراهن عليه السلطات لنيل سباق انتخابات 2021، وهو عزيز أخنوش، الذي يقود حزب "التجمع الوطني للأحرار".

وأضاف المحلل ذاته أنه "إذا كان العماري قد تراجع في وقت سابق عن استقالته، فإن (رعاته) ربما يكونون قد أوعزوا إليه بالتنحي بعد ارتكابه أخطاء، سواء في ما يتعلق بما أثير من حديث حول مسؤوليته في مخيم إكديم ايزيك بالصحراء، أو ورود اسمه في محاكمة قادة الحراك بالريف، أو في ما يتعلق بإشادته بانفصال أكراد العراق، ليفسح المجال لشخصية أخرى قد تكون القيادية بالحزب فاطمة الزهراء المنصوري".