"واشنطن بوست": هل يحاسب بن سلمان على قتل خاشقجي؟

"واشنطن بوست": هل يحاسب بن سلمان على جريمة قتل خاشقجي؟

03 نوفمبر 2018
شارك مقربون من ولي العهد بعملية القتل (فرانس برس)
+ الخط -


قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في افتتاحيتها ليوم السبت إن "السؤال الأكثر أهمية في قضية قتل جمال خاشقجي هو ما إذا كان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، سيكون مسؤولاً عن فعل القتل المتعمد الذي طاول الصحافي السعودي بحسب ما تشير الكثير من الأدلة".

وتؤكد الصحيفة أنه لا يمكن العثور على خبير في الشرق الأوسط يعتقد أن القصة الرسمية التي تقول إن عملية القتل نفذتها عصابة مارقة هي قصة مقبولة، بالنظر إلى أن فريق الاغتيال المكون من 15 عضواً وصل إلى إسطنبول خصيصا بما في ذلك خمسة أعضاء من الأمن الخاص لبن سلمان.

وتضيف الصحيفة أن هناك عملية منظمة لحماية ولي العهد البالغ من العمر 33 عامًا، والذي يتوقع أن يرث العرش من والده ليصبح الحاكم المطلق لبلد من أكبر منتجي النفط في العالم، وربما لعقود من الزمن.

ويتمتع محمد بن سلمان بدعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو دكتاتور آخر قتل الكثير من معارضيه، وبدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب ما ذكرت "واشنطن بوست".

وتشير الصحيفة إلى ضغط السيسي ونتنياهو على البيت الأبيض لعدم معاقبة محمد بن سلمان في قضية قتل خاشقجي، فيما على الجانب الآخر، فإن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، غاضب لأن السعودية استخدمت قنصليتها في إسطنبول لقتل الصحافي الذي كان على وشك الزواج من مواطنة تركية.

وفي مقال نشر يوم الجمعة يقول أردوغان إنه لو وقعت جريمة القتل في واشنطن، فإن المسؤولين الأميركيين كانوا سيصرون على "الوصول إلى ما حدث".

وتضيف الصحيفة الأميركية في افتتاحيتها أنه "مع ذلك يبدو أن إدارة ترامب تتعاون مع الرياض في حماية محمد بن سلمان. ولم تعلن النتائج التي توصلت إليها بشأن القتل، رغم أن السلطات التركية شاركت أدلتها - بما في ذلك تسجيل صوتي للحظات خاشقجي الأخيرة - مع مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل".

ولم تتخذ الولايات المتحدة أي إجراء عقابي، باستثناء تعليق امتيازات السفر للمشتبهين من المستوى الأدنى الذين قام السعوديون باعتقالهم، وفق ما ذكرت الصحيفة، لافتة إلى أن صمت البيت الأبيض ووزارة الخارجية يشبه صمت النظام السعودي عن قضية خاشقجي، اعتمادا على أمل أن المطالب بالعدالة ستختفي.

وتضيف الصحيفة أن أردوغان لديه أسباب سياسية لموقفه القوي، حيث تتنافس حكومته مع السعودية على القيادة الإقليمية. وهو مؤيد للحركات السياسية الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي تحاول الأنظمة بالسعودية ومصر القضاء عليها.

وفي حين تقول الصحيفة إن بن سلمان قام بتلطيخ سمعة خاشقجي كرجل متشدد من جماعة الإخوان المسلمين في مكالمة هاتفية مع البيت الأبيض، تؤكد أن ولاء خاشقجي كان للديمقراطية وحرية التعبير "لقد جادل بأن لا شيء ممكن في الشرق الأوسط دون التسامح مع الأحزاب السياسية الإسلامية السلمية".

ويقول المدافعون عن محمد بن سلمان إن احتجازه يمكن أن يخاطر بدفع الأمر للاضطراب بالشرق الأوسط، لكن ولي العهد قام بالكثير بالفعل لزعزعة استقرار المنطقة من خلال قيادة تدخل عسكري في اليمن وإطلاق حصار لقطر واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني.

وتتساءل "واشنطن بوست" في النهاية "إذا سمحت له الولايات المتحدة  بقتل صحافي داخل منشأة دبلوماسية في إحدى الدول الأعضاء في حلف الناتو، فما الذي سيشجعه على القيام به بعد ذلك؟ وما الترخيص الذي سيحصل عليه الحكام المستبدون الآخرون في الشرق الأوسط وأماكن أخرى؟

وتؤكد الصحيفة أنه يجب على أولئك الذين يسعون إلى تحقيق استقرار حقيقي في الشرق الأوسط أن يصروا على الكشف عن حقيقة ما جرى لجمال خاشقجي، وأن كل من لعب دورًا في قتله قد عوقب.