تنسيق مصري مع قبائل شرق ليبيا لمنع تسلل المسلحين

تنسيق مصري مع قبائل شرق ليبيا لمنع تسلل المسلحين

22 نوفمبر 2017
عمليات التسلل تشمل مسلحين ومهاجرين(أريس مسينيس/فرانس برس)
+ الخط -
يحاول الجيش المصري وجهات سيادية، ضمان عدم تسلل عناصر مسلحة من ليبيا إلى مصر،  لمنع تكرار اعتداء الواحات الإرهابي مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، بعدما سقط ما يزيد عن 50 شرطياً بينهم عدد كبير من الضباط في اشتباكات وقعت مع مجموعة مسلحة، أعلنت عن نفسها لأول مرة وتسمى "أنصار الإسلام".

وأظهرت عملية الواحات فشل قائد القوات الموالية لمعسكر برلمان طبرق خليفة حفتر في ضبط الحدود، في وقت كان النظام المصري يدعمه بقوة من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية تحت قيادته. 

وفي السياق، كشفت مصادر مصرية قريبة من معسكر برلمان طبرق، عن اتصالات قامت بها جهات سيادية مع قبائل ليبية في المنطقة الشرقية، بشأن تسلل عناصر مسلحة إلى مصر عبر الحدود.

وقالت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد"، إن التواصل مع قبائل شرق ليبيا مستمرٌ منذ فترة طويلة، لكن حدثت اتصالات جديدة عقب اعتداء الواحات والاشتباكات التي قُتل فيها عدد كبير من قوات الشرطة.

وأشارت المصادر إلى أن الجهات السيادية والجيش المصري كثّفوا من الاتصالات مع القبائل خوفاً من تسلل مجموعات جديدة خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع تزايد خطر تواجد تنظيم "القاعدة" في ليبيا، أو حتى عناصر "داعش" الفارّين من هناك.

ووفقاً للمصادر نفسها فإن الاتصالات كان بعضها بعيداً عن حفتر، وكانت بشكل مباشر مع رموز قبلية، بعد فشل قوات حفتر في التصدي لتسلل العناصر عبر الحدود، والانشغال بمعارك داخلية مع مجموعات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.

وأشارت المصادر إلى أنه جارٍ تحديد خط سير المجموعات المسلحة التي تتسلل عبر الحدود، لتشديد الرقابة عليها بشكل دقيق خلال الفترة المقبلة. وأكدت صعوبة تأمين خط الحدود بين مصر وليبيا نظراً لطوله الشديد، فضلاً عن وجود نقاط يصعب تأمينها ونشْر قوات بها لأنها وعرة ويمكن أن تكون مصدر تهديد دائم لقوات الجيش.

واستعاض الجيش المصري عن نشر قوات بشكل كبير على طول الحدود مع ليبيا، بعمليات مسح جوي مستمرة بشكل شبه يومي أو مع وجود معلومات عن تحركات على الحدود المصرية الليبية.

وأصدرت قيادة الجيش أوامر بالتعامل المباشر مع أي سيارات دفع رباعي في المنطقة الغربية بشكل مباشر من دون الحاجة للعودة إلى قيادة القوات الجوية، بحسب ما كشفته مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" في أوقات سابقة.

ولم تستبعد المصادر القريبة من معسكر حفتر، زيارة ضباط من جهات سيادية والجيش المصري للقبائل الليبية، خصوصاً أن عملية تحديد المناطق الرخوة ووضع خطة للتعامل مع التهديدات المسلحة تحتاج إلى زيارات ميدانية. وشددت على أن الجهات السيادية طلبت من القبائل بضرورة الإبلاغ بشكل فوري عن أي تحركات غريبة على الحدود من دون التقليل من أي معلومات.

وألمحت المصادر إلى أن الجهات المصرية عرضت تقديم أي دعم للقبائل هناك لمواجهة تسلل العناصر المسلحة عبر الحدود بما يؤثر على الأوضاع في مصر، التي تدعم بقوة استقرار ليبيا، على اعتبار أنه إذا حدثت اضطرابات في مصر فإن الأزمة الليبية وتوحيد المؤسسة العسكرية سيواجهان عراقيل كبيرة، وبالتالي لن تستقر ليبيا.

وحول الدعم الذي عرضته الجهات المصرية، أكدت المصادر عدم معرفتها بتفاصيل هذا الدعم، لكنها أشارت إلى إمكانية تزويدهم بأسلحة لكي يتمكنوا من مواجهة المسلحين الذين يمتلكون أسلحة ثقيلة وحديثة.

في موازاة ذلك، قالت مصادر عسكرية تعمل في المنطقة الغربية، إن هناك تعليمات صدرت من الرئيس المصري بأن مسؤولية المنطقة الغربية وتأمينها تتبع المؤسسة العسكرية بشكل أساسي، بالتنسيق والتعاون مع جهات سيادية مهمتها الأساسية جمع المعلومات.

وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن قيادات في المنطقة الغربية نقلوا لكل الوحدات أن السيسي شدد على عدم تكرار اشتباكات الواحات مرة أخرى، والتصدي لأي محاولة للتسلل عبر الحدود.

وبحسب المصادر فإن الجيش بدأ في عملية تمشيط واسعة في المنطقة الغربية خوفاً من وجود مجموعات مسلحة أخرى. وأشارت إلى تكثيف التنسيق مع كل القبائل المتواجدة في الصحراء الغربية، والعاملين في رحلات السفاري السياحية للإبلاغ عن أي تحركات غريبة. ولفتت إلى أن هناك خطة للتعامل مع أي تواجد للمجموعات المسلحة ورصد أي تسلل عبر الحدود، والكشف مبكراً عن الأمر قبل التوجه إلى محافظات قريبة من الصحراء الغربية.

وحول إعلان الجيش قصف سيارات عبر الحدود، شددت المصادر على أن هذه السيارات تتبع مهربين وليس لها علاقة بالمجموعات المسلحة.