تصاعد حدّة التراشق الإيراني السعودي

تصاعد حدّة التراشق الإيراني السعودي

30 مايو 2016
تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية الحج (فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت حدّة التراشق الإعلامي بين إيران والسعودية، إذ علّق أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الصادرة، أمس الأحد، والتي انتقد خلالها الدور الإيراني في كل من العراق واليمن والمنطقة بشكل عام. وقال رضائي "على الجبير أن يأتي إلى طهران لأسابيع ليتعلم أساليب الدبلوماسية والسياسة" حسب تعبيره.

وفي تصريح كتبه على صفحته الرسمية على موقع "انستغرام"، وصف رضائي الجبير "بالبدوي القادم حديثاً إلى المدينة". وقال أيضاً إن السعودية ترى أنه لا يحق للحكومة العراقية أن تطلب المساعدة من إيران، لكنها تعطي نفسها الحق لشن حرب في اليمن، والدخول بعتادها إلى البحرين، كما لا تقبل الرياض بالوقت ذاته أن تمنح ضمانات لحفظ سلامة الحجاج على أراضيها، وتعرقل عملية إصدار تأشيرات الحجاج"، بحسب قوله.

في سياقٍ متّصل، أكّد رئيس الدائرة العربية والأفريقية في الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، الموقف الإيراني مما يجري في العراق وسورية، مؤكداً أنّ بلاده ستستمر بدعم "الحرب على الإرهاب في هذين البلدين وفي المنطقة برمتها، فإعادة الأمن والاستقرار هدف لا يمكن التخلي عنه".

وفي بيان صادر عنه اليوم الاثنين، أضاف عبد اللهيان أنّه لولا تقديم إيران لمساعداتها الاستشارية في سورية والعراق لتزعزع الأمن في منطقة غرب آسيا، لأثيرت البلبلة في كل بلدانها، معتبراً أن الإرادة السياسية الحقيقية لكل الأطراف الفاعلة هي العامل الرئيس القادر على اقتلاع "الإرهاب" من جذوره. وأضاف "لن يكون هناك مكان للتنظيمات الإرهابية في المنطقة مستقبلاً".

كما أشر إلى أن بلاده تؤكّد على الحل السياسي لأزمات الإقليم لكنها تدعو لمحاربة "الإرهاب" بالوقت ذاته، منتقداً دور الأطراف الإقليمية والدولية التي تستخدم التنظيمات "الإرهابية" كأداة على حد وصفه.

تأتي كل هذه التصريحات، بعدما أعلنت إيران عن عدم إرسال حجاجها هذا العام إلى السعودية، واتهمت المملكة بعرقلة مفاوضات الحج، وفي حوار مع التلفزيون المحلي الإيراني قال رئيس مؤسسة الحج الإيرانية سعيد أوحدي، اليوم الاثنين، إن المملكة عرضت على إيران أحد عشر مقترحاً خلال المفاوضات التي جرت معها على جولتين، واصفاً إياها بـ"غير المنطقية"، لافتاً إلى أن بلاده لم تقبلها، "حيث أرادت الرياض فرض وإملاءات شروط تتعلق بمنح التأشيرات ونقل المسافرين الإيرانيين".

وأضاف أوحدي، أن السعودية اشترطت إصدار التأشيرات من خارجيتها، لكنها لم تتحدث عن الآليات، كما منعت إيران من رفع أي علم حتى في أماكن إقامة الإيرانيين، ولم تقبل أن تتواجد طواق إسعافية إيرانية في منطقة جبل عرفات.

وأوضح أن الجولة الأولى من المحادثات والتي جرت الشهر الماضي، عقدت بعد تأخير دام لثلاثة أشهر، وقال إن مطلب الوفد الإيراني الرئيس يتعلق بضرورة حماية أمن حجاج هذا البلد، وهذا بعدما فقد المئات حياتهم خلال حادثة التدافع في منى موسم الحج الأخير، لكن السعودية تصر على تسيس موضوع الحج، حسب تعبيره.

وقال إنّ "السلطات السعودية اعتقلت العام الماضي أربعين إيرانياً في البقيع والمسجد الحرام، لأسباب واهية، ورغم عدم وجود تهم رسمية، لم تقدم المملكة أي اعتذار"، وأضاف أن المملكة طلبت من المعنيين الإيرانيين عدم قراءة دعاء كميل، مبيناً أن الوفد الإيراني نقل أن المشكلة لا تتعلق بهذه النقطة بالذات، بل بنقاط أخرى رفضت السعودية إيجاد حلول لها، على حد تعبيره.