العراق: مواطنون يسعون للانضمام إلى البشمركة للخلاص من "الحشد"

العراق: مواطنون يسعون للانضمام إلى البشمركة للخلاص من "الحشد"

27 مايو 2016
مواطنون يسعون للانضمام للبشمركة (العربي الجديد)
+ الخط -
كشف مسؤول كردي عراقي بقضاء طوزخورماتو شمال العاصمة بغداد، عن تلقيهم طلبات من السكان للانضمام لقوات البشمركة وذلك للدفاع عن أنفسهم من تهديدات المليشيات المسلحة.

وقال مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في قضاء طوزخورماتو، أحمد الشيخ، إن تهديدات وضغوطا تمارسها مليشيا الحشد الشعبي ضد السكان في القضاء ربما أدت إلى هجرة الكثير من سكانها.

بالمقابل فإن سياسات المكون الكردي في القضاء جعلت الكثير من السكان العرب والتركمان يولون ثقتهم قوات البشمركة في الدفاع عنهم ودرء خطر المليشيات عنهم.

وأضاف المسؤول الكردي أن الأحداث الأخيرة في طوزخورماتو في شهر نيسان الماضي، والمصادمات التي وقعت في المدينة دفعت بإقليم كردستان إلى فتح باب الانتساب لقوة جديدة مسلحة من أبناء قضاء طوزخورماتو، بهدف الدفاع عن المدينة من تهديد الجماعات المسلحة مثل "داعش" ومن بعض المليشيات.

مبيناً أن "الكثير من العرب والتركمان من سكان القضاء يطلبون الانضمام لقوة البشمركة الجديدة وذلك لثقتهم بدورها في حماية القضاء وسكانه". وأوضح "تم تسجيل أسماء نحو ألف شخص يرغبون بالانضمام للبشمركة من سكان طوزخورماتو".

واشتكى ثائر البياتي وهو أحد شيوخ العرب السنة في قضاء طوزخورماتو، من مضايقات كبيرة تمارسها المليشيات ضد سكان مركز القضاء وسكان ناحية سليمان بك، مشيراً إلى أن المسلحين قاموا بهدم منزله ومنازل نحو ألف أسرة أخرى لأسباب تتعلق بانتمائها المذهبي.

ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً تغريدات تفيد بقيام المليشيات بطرد السكان الأصليين لعدد من المناطق وإسكان آخرين مكانهم، وأشارت إلى أن المليشيات استقدمت أسرا لإسكانها بمنازل أسر أخرى بسبب اختلاف المذهب.

وأعرب البياتي عن يأسه من الحكومة العراقية في أن تقوم بحمايتهم من مسلحي المليشيات، وهو ما يجعلهم يتجهون إلى الطلب من إقليم كردستان مساعدتهم وضمهم إلى قوات البشمركة وتزويدهم بالسلاح، لكن دافع الانتقام من المليشيات يثير حفيظة الجانب الكردي بالانفتاح عليهم في موضوع ضمهم لقوات البشمركة.

ويشير البياتي إلى أن عدد المواطنين من المكون السني ضمن قضاء طوزخورماتو ممن اختطفتهم المليشيات يزيد على ألفي شخص إضافة لقتل العشرات الآخرين في هجمات وعمليات استهداف متفرقة.

في سياق متصل، نقلت صحيفة كردية مقربة من سلطات إقليم كردستان العراق، تصريحات لأحد المصادر في قضاء طوزخورماتو جاء فيها إن المليشيات أخذت تهدد الأسر العربية والتركمانية وكذلك الكردية بتصفيتها إن لم تترك القضاء.

وقالت صحيفة "BAS" الأسبوعية التي تصدر باللغة الكردية في مدينة أربيل، إن "الأسر السنية العربية والتركمانية القاطنة في حيي (إمام أحمد، والعسكري) بمدينة طوزخورماتو تلقت تهديدات صريحة من مليشيا الحشد الشعبي الأسبوع الجاري وطالبتهم بمغادرة المدينة، وإلا تمت تصفيتهم".

وتتذرع المليشيات في حملاتها ضد السنة في المناطق التي دخلتها فيما يطلق عليه (مناطق حزام بغداد) وتلك الواقعة في محافظات أخرى مثل صلاح الدين وكركوك وديالى، بأن المكون السني هو من استقدم الجماعات المسلحة ووفر حواضن لأفرادها وتتهمهم بالانتماء للقاعدة و"داعش".

ويقيم عناصر المليشيات تحصينات بداخل مدينة طوزخورماتو واستقدام المزيد من المسلحين والأسلحة المختلفة تمهيداً لجولة ثانية من القتال ضد قوات البشمركة الكردية.

وكانت مصادمات بين الجانبين امتدت لعدة أيام شهر أبريل/نيسان الماضي قد أسفرت عن سقوط نحو 150 شخصاً بين قتيل وجريح من الطرفين، قبل أن يتم توقيع اتفاق وإنهاء القتال، لكن الجانب الكردي يتهم المليشيات باستمرار خرق الاتفاق واستهداف المدنيين الكرد في المدينة، كما وتقوم باستفزاز الكرد وأحدث تلك العمليات اختطاف أحد أفراد البشمركة يوم 23 أيار الجاري وتعذيبه قبل إطلاق سراحه.