اتفاق لتحرير ألف أسير مطلع رمضان.. ومشاورات اليمن "مفتوحة"

اتفاق لتحرير ألف أسير مطلع رمضان.. ومشاورات اليمن "مفتوحة"

26 مايو 2016
ولد الشيخ: اليمن أمام منعطف خطير (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن البلاد تمر بمنعطف خطير، وقال إنه اقترح تشكيل لجنة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المهدد بانهيار شامل، مشيراً إلى أن جهوداً بذلتها قطر والكويت أعادت الوفد الحكومي إلى المشاركة في مشاورات السلام، وأنه لا سقف زمنياً محدداً لانتهاء المحادثات. 

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر مقربة من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) الانقلابية، لـ"العربي الجديد"، عن اتفاق داخل لجنة الأسرى والمعتقلين في المشاورات اليمنية في الكويت، ينص على تبادل ألف أسير قبل رمضان.

بدورها، نقلت قناة "المسيرة" الفضائية الرسمية التابعة للجماعة، عن مصادر مطلعة أن الاتفاق يتضمن أن يسلّم الطرفان كشوفات بأسماء الأسرى التابعين له لدى الطرف الآخر، يوم السبت المقبل، إلى الأمم المتحدة. 

ويتضمن الاتفاق آلية لتشكيل لجان محلية تتولى تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بعد استلام كل طرف كشوفات الطرف الآخر، وتقديم توضيحات بشأنها الثلاثاء المقبل.  

وجاء كلام ولد الشيخ في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، في الكويت، تحدث فيه عن مستجدات المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة، وأشار إلى حرص الجانب الأممي على الوصول إلى حل سلمي في أقرب وقت ممكن، لافتا إلى مساعٍ للإفراج عن المعتقلين قبل شهر رمضان المقبل. 

وتحدث المبعوث الأممي عن الأزمة الاقتصادية في البلاد، والتي تشهد تدهوراً مستمراً، مشيراً إلى أنه اقترح تشكيل لجنة لإنقاذ الوضع في البلاد. 

وجاءت تصريحات ولد الشيخ عقب جلسة غير مباشرة عقدها مع وفدي الحكومة والانقلابيين في الكويت، في إطار الجهود التي يبذلها للوصول إلى رؤية تقريبية لوجهات نظر الطرفين. 

وقالت مصادر مقربة من الوفد الحكومي لـ"العربي الجديد"، إن الأخير بحث مع المبعوث الأممي "تفاصيل وآليات انسحاب المليشيا من المدن، بما فيها العاصمة صنعاء، ومدينتي صعدة وتعز، وغيرها، وتسليم الأسلحة للدولة، واستعادة المؤسسات". 

وفي رد ضمني على مقترح المبعوث الأممي، قال نائب رئيس الحكومة اليمنية، وزير الخارجية، ورئيس الوفد المفاوض في الكويت، عبد الملك المخلافي، إن الحكومة حريصة على إنقاذ الاقتصاد، من خلال إجراءات ترفع يد المليشيا وليس يد الشرعية عن التدخل بالشأن الاقتصادي.


من جهته، أعلن رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، أن وفد الشرعية لن ينسحب من مشاورات السلام المنعقدة في الكويت.

وجاءت تصريحات بن دغر أثناء لقاء جمعه، اليوم، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، بنائب السفير الأميركي في اليمن، ريتشارد ليري، وممثل وزارة التنمية البريطانية، سايمون جاكسون، ومستشار وكاله التنمية الأميركية، لويس لوك. 

وأضاف بن دغر أن "الحكومة حريصة على إنجاح المحادثات والتوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل"، لكنه شدد على أن ذلك "لن يتحقق إلا بتنفيذ المرجعيات الثلاث المتفق عليها من كل الأطراف، وهي المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات الحوار الوطني". 

واتهم رئيس الوزراء وفد الحوثيين والرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، بـ"المراوغة" في مشاورات الكويت، من أجل "كسب المزيد من الوقت في محاولة لتحقيق انتصارات عسكرية على الأرض". وأضاف أنه من "أجل إحلال الاستقرار، لا بد أن تنسحب مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من المدن وتسلّم سلاحها، وتعود السلطة الشرعية، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى صنعاء لممارسة مهامها دون إقصاء لأحد". 

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، بنسختها الحكومية، عن نائب السفير الأميركي تأكيده على حرص المجتمع الدولي على إنجاح مشاورات السلام في الكويت، "كونها فرصة حقيقية لإحلال سلام دائم وشامل في اليمن"، مجدداً "دعم بلاده لجهود الأمم المتحدة والمبعوث الأممي"، ومشدداً على "ضرورة انسحاب المليشيات المسلحة من المدن".​

وقال ليري إن "المشاورات صعبة، وخصوصاً أن الجانب الحوثي وصالح لا يبديان تنازلات، لكن نؤمن أن هذه المحادثات هي الفرصة لليمن، وتكاد تكون الفرصة الأخيرة للسلام، لذلك نحن نقدّر حق التقدير التزام الحكومة في مشاورات الكويت، ونيابة عن الولايات المتحدة الأميركية والدول الخمس الدائمة العضوية نتفق أن المحادثات يجب ألا تخرج عن المرجعيات الثلاث، وهي قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والمبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وندعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهذا الخصوص". 

الكويت متفائلة

من جهته، أعرب نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجارالله، عن تفاؤل بلاده بتوصل طرفي المحادثات اليمنية إلى اتفاق شامل ينهي الصراع في البلاد. 

وقال الجارالله في تصريح نقلته وكالة الأنباء الكويتية، اليوم، إن مشاورات السلام التي يرعاها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد "تسير في الاتجاه الصحيح". وأضاف "أننا رأينا تفاعلاً من قبل جميع المشاركين للتوصل إلى حل".

وأشار المسؤول الكويتي إلى أن "اليمنيين المشاركين في الاجتماعات دخلوا مرحلة من التشاور تتعلق بالتفاصيل الخاصة بخلافاتهم"، موضحاً أن هناك "أرضية مشتركة بين الجانبين ستسهم بالتوصل إلى اتفاق شامل ينهي هذه المأساة والدماء التي سالت في اليمن الشقيق".