مصر: تأجيل محاكمة بديع بأحداث "بني سويف"

مصر: تأجيل محاكمة بديع بأحداث "بني سويف"

25 مايو 2016
استمعت المحكمة إلى ممثل النيابة العامة (Getty)
+ الخط -

أجّلت محكمة جنايات بني سويف المصرية، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطره بحلوان (جنوب القاهرة)، اليوم الأربعاء، محاكمة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، و92 آخرين من رافضي الانقلاب العسكري، منهم 24 متهماً محبوسين يحاكمون حضورياً والآخرون هاربون ويحاكمون غيابياً، على خلفية اتهامهم بالقضية المعروفة إعلامياً بـ"أحداث بني سويف"، التي ووقعت أحداثها عقب مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/ آب 2013، إلى 18 يوليو/ تموز المقبل لبدء مرافعة الدفاع، مع تغريم مأمور سجن الفيوم، 500 جنيه، لتغيّب أحد المعتقلين عن الحضور بجلسة اليوم.

واستمعت المحكمة، في جلسة اليوم، إلى ممثل النيابة العامة، الذي قال إن "الأمة العربية والإسلامية عانت من العنف والاضطرابات في الفترة الماضية، وإن القضية قضية أمن وأمان، فالأمن من أهم مقتضيات الحياة، وجاء ذكره في القرآن قبل الطعام".

وأضاف: "منّ الله علينا في مصر بنعمة الأمن، فقال تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، لكن هؤلاء القوم اتخذوا العنف طريقا، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وقد زعموا البناء فأراقوا الدماء، ونثروا الأشلاء، وقتلوا الأبرياء، وحرفوا كلام الله لحمله على غير محمله وفقا لأهوائهم، ودمروا الممتلكات ولم يبالوا بالأضرار على الأنفس المعصومة".

وتابع زاعماً: أن "الشراذم الذين ادعوا الإصلاح فضلّوا، واتخذوا حرمة الدين ذريعة لأهوائهم وأهدافهم، وقاموا بأعمال الإرهاب، وقتلوا الأرواح، ودمروا المؤسسات العريقة، وجئت للقصاص مستهدفا".

وادعى أن "المتهمين من الأول حتى السادس عشر اتفقوا على اتخاذ الإجراءات التصعيدية في حال قيام وزارة الداخلية بفض اعتصام رابعة العدوية، وصدرت تكليفات بالعديد من المحافظات للقيام بأعمال عنف، واقتحام أقسام الشرطة، ومؤسسات الدولة، وقاموا باقتحام مركز شرطة ببا في قنا، وسرقوا الأسلحة، وسرقوا السيارات والدراجات النارية، وأشعلوا النيران في مبنى المركز مستخدمين المولوتوف، ثم انتقلوا للشهر العقاري وأشعلوا النيران به، وسرقوا الأحراز الموجودة في عهدة النيابة، وانتقلوا إلى مدرسة ثانوية فنية بنات".

وزعم كذلك أن "الأدلة على ما ارتكبوه هي شهادة نائب مأمور مركز شرطة ببا، وشهادة رقيب الشرطة بذات القسم، وأمين مخازن المدرسة الفنية، وأمين سر النيابة، والقائم بأعمال رئيس مأمورية الشهر العقاري، ومدير مكتب توثيق الشهر العقاري، حيث أثبتوا الاعتداءات على المباني وكسر الأقفال، ونقيب شرطة بالأمن الوطني الذي أكد قيام قيادات الإخوان، ومن بينهم المرشد، بعقد اجتماع لاتخاذ الإجراءات التصعيدية في حال فضت قوات الشرطة اعتصام رابعة".

وقد اعترضت هيئة الدفاع عن المعتقلين على مرافعة ممثل النيابة العامة، مشددة على أنها تتضمن عبارات سب وقذف ورمي بالباطل، والتحدث في أمور سياسية بعيدا عن القضية، والتفتيش في النوايا.

كما أضافت هيئة الدفاع أن ممثل النيابة العامة ساق في مرافعته شهودا هم خصوم للمعتقلين سياسيا، وأنه لا يوجد دليل مادي واحد يثبت أو حتى يشير إلى ارتكاب المعتقلين للواقعة، مشيرا إلى أنها افتراءات وتدليس على الحقائق.

وشهدت وقائع المحاكمة بالجلسات الماضية، تحدُّث بديع، الذي قال إنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، مبشرا إياه بالنصر القريب، وبلقائه وبقيه المعتقلين بأسرهم وعائلاتهم قريبا.

كما هاجم بديع القائمين على السلطة، قائلًا: "ثورة 25 يناير سوف تنتصر وتأتي بثمارها بفضل من الله ودماء الشهداء، والسلطة الحاكمة الآن ستزول قريبًا إلى غير رجعة"، مُستشهدًا بما قاله الرئيس مرسي بأن نصر الله قريب.

وجاءت أبرز الأسماء في قائمة المتهمين لتضم، عبدالعظيم الشرقاوي، عضو مكتب الإرشاد، والدكتور نهاد القاسم عبدالوهاب أمين حزب الحرية والعدالة بالمحافظة، وسيد هيكل عضو مجلس الشورى السابق، وفاروق عبدالحفيظ، وخالد سيد ناجي، وعبدالرحمن شكري أعضاء مجلس الشعب السابقون، ومحمد حسين مرزوق نقيب المهندسين السابق.

وكانت النيابة العامة أحالت المتهمين إلى المحاكمة بعد أن زعمت اتهامهم بإشعال النيران عمدًا في مبنى ديوان قسم شرطة ببا، ومبنى محكمة ببا الكلية، ونيابة ببا الجزئية، ومكتب الشهر العقاري، والمدرسة الفنية للبنات، وغيرها من الوقائع، والتحريض على العنف ومقاومة السلطات والتجمهر واستعراض القوة.

وزعمت تحقيقات النيابة أن المرشد محمد بديع، عقد مع 15 من قيادات الجماعة، عدة لقاءات انتهت إلى قرار بمواجهة أجهزة الدولة، والانتقام لمذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس/ آب 2013، والتحريض والاتفاق مع باقي المتهمين على ارتكاب جرائم الحرق، والاقتحام، وسرقة محتويات المباني الحكومية، والأسلحة والذخائر بديوان قسم شرطة ببا، ومكتب الشهر العقاري، ومحكمة ببا، ونيابة ببا الجزئية، والمدرسة الفنية للبنات، وساعدوهم بمبالغ مالية، وأسلحة آلية، وأدوات غير مرخصة.