المعارضة السورية لم تحسم مشاركتها بجنيف...وكيري ينقل رؤيتها لبوتين

المعارضة السورية لم تحسم مشاركتها بجنيف...وكيري ينقل رؤيتها لبوتين

07 مارس 2016
المعارضة تتمسك بتنفيذ المسار الإنساني (Getty)
+ الخط -
لم تتخذ الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، قراراً بالمشاركة في محادثات أو مشاورات جنيف المقرر أن تبدأ في منتصف الشهر الحالي أو عدمها، حسب مصادر خاصة داخل المعارضة تحدثت لـ"العربي الجديد". وبحسب المعلومات، جرت أمس الأحد، لقاءات في الرياض مع القيادة السعودية ومع المبعوث الأميركي، مايكل راتني، واتصال من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بالمنسق العام للهيئة رياض حجاب، دار الحديث فيها حول القضايا الإنسانية في سورية، وضرورة رفع الحصار وإطلاق سراح المعتقلين، بموجب ما بات يعرف بـ"البنود الإنسانية" من القرار الدولي 2254، وأولوية تنفيذها والحديث عن مخالفات روسيا والنظام لـ"الهدنة"، والحشود التي يقوم بها النظام والإيرانيون في حلب والغوطة الشرقية ومناطق أخرى، وبحث موضوع المفاوضات المقررة.

وتفيد أجواء القيادة السعودية، بأن المملكة مصرة على أن المفاوضات إن بدأت في موعدها المحدد بعد أيام، أي في 14 مارس/آذار الحالي بحسب معلومات "العربي الجديد"، فيجب أن يحصل ذلك انطلاقاً من بحث هيئة الحكم الانتقالي، وهو ما تبنّاه وزير الخارجية عادل الجبير في تصريحات صحافية قبل يومين، وهو أيضاً ما وافق عليه كيري في اتصاله الهاتفي بالمجتمعين في الرياض أمس الأحد، وتعهد ببحثه في لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المقررة قريباً إلى موسكو.

واشترطت الهيئة العليا للتفاوض، الممثلة لجزء كبير من المعارضة السورية، خفض مستوى خروقات الهدنة إلى الصفر، إلى جانب تركيز المفاوضات على المرحلة الانتقالية، للمشاركة بمفاوضات جنيف (3) المقبلة.

وجاء موقف الهيئة العليا للتفاوض على لسان المتحدث باسمها، رياض نعسان آغا، الذي أكّد أنّ "الهيئة ستتخذ قرارها بالذهاب إلى الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف (3)، بناءً على التقدم في تنفيذ المسار الإنساني، ومدى الالتزام بتطبيق الهدنة، وخفض الاختراقات إلى الصفر، ومدى الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2254".

ولفت آغا، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهيئة تنظر بإيجابية إلى الدعم الدولي لمسار المفاوضات، قائلاً: "مع اقتراب موعد الجولة المقبلة من المفاوضات تدرس الهيئة العليا، تحديد موقفها بحسب التطورات الراهنة في مدى الالتزام باتفاقية الهدنة، وتقدم الجهود في المسار الإنساني، مع تقويم دقيق لما تجد الهيئة من دعم دولي لمسيرة التفاوض".

كما أوضح أن "الهيئة تدرس كذلك تنفيذ المسار الإنساني، وتكثيف الجهود لفك الحصار عن كل المواقع المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين وبخاصة النساء والأطفال، وبدء توفير بيئة آمنة لعودة النازحين والمشردين، لإبداء موقفها".

وأشار المتحدث باسم الهيئة العليا، إلى أنه "في حال موافقة الهيئة على الذهاب إلى جنيف، سيكون موضوع التفاوض كما نص قرار مجلس الأمن 2254، هو تشكيل هيئة حكم انتقالية، ولن نقبل الخوض في قضايا خارج ما حدده القرار".

كما أكّد أنّ "المعارضة السورية اختارت المفاوضات كحل في الدرجة الأولى، وهيئتنا أصلاً هي هيئة تفاوض، وأعلنا التزامنا بالحل السياسي".

من جهةٍ ثانية، شدّد آغا، على أن الهيئة "لن تقبل أي تدخل في الوفد"، في إشارة إلى محاولات روسية لضم أطراف أخرى منها ما يُسمى مجلس سورية الديمقراطية، والذي يضم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إلى وفد المعارضة السورية، الأمر الذي ترفضه الأخيرة بشدة.