مبادرة صباحي و"صناعة البديل": تكتيك أم جبهة لإطاحة السيسي؟

مبادرة صباحي و"صناعة البديل": تكتيك أم جبهة لإطاحة السيسي؟

06 مارس 2016
المبادرة تثير التساؤل حول كونها تهدف لإسقاط السيسي (Getty)
+ الخط -


تتالت، ردود أفعال قوى سياسية، وناشطين مصريين على ما أطلقه المرشح الرئاسي الخاسر، حمدين صباحي، تحت عنوان، "صناعة البديل"، مبادرة لتجميع القوى الوطنية المدنية، لإيجاد بديل وطرح حلول للمشكلات التي تعاني منها مصر، وفي القلب منها العدالة الاجتماعية، بعد فشل النظام الحالي في إنجاز أي تقدم من أهداف ثورة 25 يناير.

ويروج صباحي وعدد من الشخصيات العامة وأحزاب التيار الديمقراطي، لفكرة تشكيل كيان معارض للنظام الحالي، بهدف طرح بديل عنه، خاصة مع تفكك معسكر 30 يونيو وتراجع شعبية السيسي بشكل كبير، في ضوء الأزمات الاقتصادية وتراجع أوضاع حقوق الإنسان والاعتقالات العشوائية والتنكيل بالمعارضين.

وعلى الرغم من عدم ذكر نص المبادرة التي خرجت في صورة بيان من دون تنظيم مؤتمر صحافي، على الدعوة لإسقاط السيسي صراحة، ولكن في مضمونها تدعو لذلك، من خلال توحيد جهود كل الأحزاب والشخصيات المعارضة للرجل.

ويؤكد صباحي أنه جزء من المبادرة وليس قائدا لها، ولكن تصدره للمشهد يؤكد أنه يدير الأمور إلى حدّ كبير، ومعروف علاقات الرجل بالمؤسسة العسكرية.

وقد قال في إحدى المناسبات العامة قبل يومين، إنه يسعى من خلال المبادرة لتوفير بديل حقيقي للنظام الحالي، حتى إذا ما إذا قامت موجة ثورية جديدة، يكون البديل حاضرا، وكانت تلك أزمة 25 يناير و30 يونيو، على حد تعبيره.

وتكشف مصادر مقربة من صباحي عن السعى لتشكيل جبهة معارضة قوية تضم شخصيات عامة وأحزابا تعارض سياسات النظام الحالي وممارساته، سواء بالنسبة لعدم الانحياز للطبقات الفقيرة والوسطى، وعدم تحقيق إنجاز يذكر على المستويات كافة، فضلا عن التنكيل بالمعارضة على اختلافها، وتفشّي انتهاكات حقوق الإنسان بشكل غير مسبوق.

اقرأ أيضا: مصر: التحقيق ببلاغ يتهم حمدين صباحي بمحاولة قلب النظام

وتقول المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن هناك مشاورات موسعة مع عدد كبير من الأحزاب والحركات الشبابية، للبناء على تلك المبادرة بتشكيل كيان كبير معارض، لبث آليات عمل للضغط على النظام الحالي.

وتضيف أن مسألة التواصل والتنسيق مع أجهزة في الدولة بشأن إطلاق المبادرة، ليست صحيحة، خاصة أن هذا الأمر شأن حزبي وخطوة في طريق مستقبل البلاد.

ولم تنفِ مصادر قريبة من صباحي، "التواصل مع جهات في الدولة لما فيه صالح مصر، خاصة وأن الدولة تمر بأزمة شديدة تنذر بكارثة وتفجير موجة ثورية جديدة".

وتشدد على أن المطالب والأهداف من المبادرة واضحة، حيث الإفراج عن الشباب ومنع تكرار الأمر، ووضع خطط لكل القطاعات التي تحتاج إلى تدخل فوري، فضلا عن الانحياز للطبقات الفقيرة والوسطى، وضرورة احتواء الشباب.

وتلفت إلى أن: "أي تواصل مع أي جهة حتى لو رئاسة الجمهورية، غير مرفوض، ولكنه سابق لأوانه ولم يحدث، في سبيل توحيد الجهود لحل الأزمة، إذا كان النظام الحالي يريد توفير حلول، بدلاً من تأزم الأوضاع".

وتشدد على أنه بالرغم من عدم التصريح بالسعي لإسقاط السيسي، إلا أن الهدف من المبادرة حلحلة الموقف إما بالضغط عليه أو الاستعداد لموجة ثورية جديدة.

في المقابل، يرى مراقبون أن الأمر يتعلق بصراع كبير، بين أجهزة مخابراتية مختلفة، يقول مصدر سياسي بارز: "حمدين لا يتحرك بدون تنسيق"، مضيفا "بعد الفوضى السياسية التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية بدأت أطراف في الدولة تعيد صياغة المشهد السياسي، ليكون تحت السيطرة، ولا يخرج أحد عن النسق العام كما حدث مع النائب المستبعد من مجلس النواب توفيق عكاشة".

وبرأي المصدر، فإنّ "الرئيس بدأ يقتنع بأنه لا غنى عن معارضة منظمة تكون تحت سيطرته يعرف كل أطرافها حدود دوره بدلا من مشهد مرتبك".

ويتابع: "الأمر لا يعدو كونه إعادة ترتيب النظام وتوزيع الأدوار بحيث يجذب حمدين عددا من المعارضين للنظام ويكون تشكيلٌ معارض شكلا فقط، ويكون تحت إدارة النظام"، مدللا على ذلك بتصريح صباحي نفسه "بأنه لا يطرح بديلا عن الرئيس الحالي".

وحول الهجوم الذي تعرض له صباحي فور الإعلان عن التشكيل الجديد الذي يسعى له، قال المصدر "الأمر يأتي في إطار استمرار صراع الأجهزة"، مضيفا "البلاد مؤخرا تعجّ بالكثير من التقاطعات، وهناك أشخاص أشار لهم السيسي خلال خطابه المرتجل خلال عرض رؤية مصر 2030، عندما قال اللي هيقف قدام مصر هشيله من على وش الأرض". لافتا إلى أنه "كان يقصد أطرافا سياسية مصرية وليست جماعة الإخوان المسلمين بعدما علم بتحركات جديدة لشخصيات مدعومة من أطراف إقليمية مثل الفريق أحمد شفيق، وسامي عنان"، وهو ما دعاه لتجديد قنواته مع المعارضة المستأنسة، على حد وصفه.

اقرأ أيضا: ذكرى تنحي مبارك: سخرية من صباحي وتذكير بفراعنة مصر