أوبراين: السلام لا يستطيع الانتظار أكثر في سورية

أوبراين: السلام لا يستطيع الانتظار أكثر في سورية

31 مارس 2016
4.5 ملايين سوري في مناطق محاصرة (فرانس برس)
+ الخط -

ما زالت الأوضاع الإنسانية في سورية وخيمة، حتى بعد إحراز بعض التقدم. وما يزال هناك قرابة 13 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات الإنسانية في كافة البلاد. هذا ما قاله وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، خلال إحاطته الشهرية التي يقدمها أمام مجلس الأمن في نيويورك حول الوضع الإنساني في سورية. 

وأكد أوبراين أن الأمم المتحدة تمكنت أخيراً من الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة، التي لم تصل إليها منذ شهور وحتى سنوات، لكن وعلى الرغم من المفاوضات الجارية إلا أن الأمم المتحدة ما زالت تحتاج الوصول إلى الكثير من المناطق.

وقال أوبراين، إن "إيصال المساعدات ما زال يتطلب الكثير من المجهود والمفاوضات مع الأطراف المختلفة على الأرض". وأضاف أن النظام السوري قام ببعض التسهيلات في المعاملات البيروقراطية وعدد من الموافقات لإيصال المساعدات الإنسانية لبعض المناطق، إلا أن الأمم المتحدة ما زالت بعيدة كل البعد عن التحرك بالحرية المطلوبة والتي ينص عليها القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الصادرة حول سورية.



وأكد أوبراين أنه ما زال هناك حوالى 4.5 ملايين سوري، في مناطق محاصرة ومناطق يصعب الوصول إليها، كما أن هناك في المجمل أكثر من 13 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات. وأضاف في هذا السياق، "تستمر السلطات السورية بعدم الموافقة على وصولنا إلى مواقع معينة ضمن الخطة التي قدمناها مؤخراً للقوافل العابرة للخطوط الأمامية لشهر أبريل/نيسان، حيث قامت بالموافقة على 6 مواقع من أصل 11 موقعاً طلبنا الوصول إليها". وأكد كذلك أن النظام السوري وفي بعض المناطق التي وافق على السماح بالوصول إليها قام بتحديد كمية المساعدات التي يسمح بتوصيلها مما يعني أن المساعدات ستصل لجزء من السكان في كل منطقة. 

وأشار أوبراين إلى أن الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية تمكنت ومنذ بداية العام الجاري، من الوصول إلى 30 بالمائة فقط من الأشخاص في المناطق المحاصرة بسبب انعدام الأمن والعقبات التي يضعها الطرفان للحيلولة دون وصول تلك المساعدات للمدنيين. وأكد أوبراين كذلك على أن الوصول إلى المناطق تصاحبه مخاوف جدية تتمثل بمنع وصول الإمدادات والمساعدات الطبية من قوافل المساعدات. وقال إنه ومنذ بداية العام الحالي تم استبعاد حوالى 80 ألفاً من العلاجات من القوافل الطبية، وفي الغالب من قبل السلطات السورية. وأشار إلى أن كمية ونوعية المواد التي يتم استبعادها مروعة، "بما في ذلك مواد تعالج سوء التغذية عند الأطفال إلى أدوية تمنع النزيف عند النساء بعد الولادة. وكل هذه مواد أساسية ولا يوجد أي مبرر لمنع دخولها". 

وفي ختام إحاطته قال إن "دروس التاريخ تظهر لنا أن السلام لا يستطيع الانتظار أكثر في سورية، كما تظهر تبعات الإخفاق في حل الصراع السوري، ليس فقط على سورية ولكن على المنطقة كلها وما بعد المنطقة. وأظهرت الأسابيع الأخيرة أنه إذا توفرت الإرادة السياسية الكافية فإن الأطراف المختلفة والمجتمع الدولي يمكنهم إيجاد طرق لتخفيف معاناة المدنيين في سورية".