تظاهرات "محيط المنطقة الخضراء" اليوم: استنفار عراقي رغم التطمينات

تظاهرات "محيط المنطقة الخضراء" اليوم: استنفار عراقي رغم التطمينات

04 مارس 2016
مخاوف أمنية من تظاهرات اليوم (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
من المتوقع أن يشهد محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد، اليوم الجمعة، تظاهرات حاشدة، يتقدمها أنصار التيار الصدري للمطالبة بالإصلاح السياسي والمعيشي في العراق، وعلى الرغم من تطمينات زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، في بيان له، بأنّ تهديده السابق باقتحام المنطقة الخضراء لن ينفذ اليوم الجمعة، ترتفع وتيرة الاستعدادات الأمنية في محيط المنطقة الخضراء. ووضعت الأجهزة الأمنية الأسلاك الشائكة، والكتل الإسمنتية العالية، كما بدأ الجنود المدججون بالسلاح ينتشرون في محيط 10 كيلومترات حول المنطقة، منذ أمس الخميس.

وتذهب بعض التقديرات إلى توقع مشاركة أكثر من ربع مليون شخص من مؤيدي الصدر وآخرين من حلفائه في تظاهرات اليوم، بناء على الأعداد الكبيرة التي خرجت الأسبوع الماضي، للضغط على حكومة حيدر العبادي والمطالبة بالإصلاح السياسي في البلاد والاستجابة لمطالب الشارع العراقي، بحسب وصف الصدر. وتكمن أبرز هذه الإصلاحات، في تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن الميول الحزبية أو الدينية التي دأبت حكومات العراق عليها منذ احتلال البلاد في مارس/آذار 2003.

ومنح مقتدى الصدر، في الـ 12 من فبراير/شباط الماضي، 45 يوماً للعبادي لتشكيل "حكومة تكنوقراط"، مهدّداً باقتحام المنطقة الخضراء بعد انتهاء المهلة، قبل أن يعيد التهديد نفسه في التظاهرة الحاشدة التي شارك فيها الأسبوع الماضي.  
وقال الصدر، في بيان صدر أمس الخميس، "سأحاول الوصول إليكم على الرغم من التهديدات بالقتل. وإذا لم أتمكن فأسألكم الدعاء". ووفقاً للبيان، وجّه زعيم التيار الصدري جملة من التعليمات للمتظاهرين من بينها، "عدم الاعتداء على أحد. ولتكن التظاهرة غاضبة بصفة سلمية، والدخول إلى المنطقة الحمراء (الخضراء) ليس هذا الأسبوع، وإنما بعد انتهاء المهلة. وأتمنى ألّا تنتهي من دون إصلاح جذري". وأكد الصدر على ضرورة أن "تكون الهتافات والشعارات واللافتات للعراق فقط وأي شخص أو أية مجموعة تخالف، فهي ليست منكم، وحاولوا إبعادها بالطرق اللائقة".

في غضون ذلك، رصدت "العربي الجديد"، وصول وفود من أنصار التيار الصدري من محافظات عراقية عدة إلى بغداد، والإقامة في فنادق ودور استراحة شعبية في منطقة الباب الشرقي قرب المنطقة الخضراء للمشاركة في التظاهرات. وحمل هؤلاء لافتات وصوراً وأعلاماً عراقية وعبارات تهاجم فساد السياسيين، وما وصلت إليه البلاد بسببهم. على الجهة الأخرى، تقف القوات العراقية متمثلة بالجيش، والشرطة، وجهاز مكافحة الشغب في محيط المنطقة الخضراء التي تضمّ مباني السفارات الأميركية والبريطانية وعدداً من البعثات الدبلوماسية، فضلاً عن مقرات الحكومة والبرلمان ورئيس الجمهورية العراقي.

اقرأ أيضاً: اعتداءات "داعش" تعيد المليشيات إلى بغداد

وعلى الرغم من تراجع نسبة المخاوف الحكومية من انهيار الوضع، مع إعلان الصدر بأنّ اقتحام المنطقة الخضراء لن يكون هذا الأسبوع، إلّا أنّ هواجس حدوث تفجيرات واعتداءات، أو كما يصفها أحد الضباط في الجيش العراقي، العقيد أحمد الساعدي، بـ"السياسية"، لا تزال قائمة. وتعمل الأجهزة الأمنية العراقية للحفاظ على هدوء المتظاهرين وعدم استفزازهم فضلاً عن منعهم من الاقتراب من سور المنطقة الخضراء.

ويقول الساعدي لـ"العربي الجديد": "نخشى من اعتداء إرهابي على المتظاهرين، ومن تنفيذ أجندة سياسية تقوم باختراق المتظاهرين وتطلق النار على قوات الأمن أو على المتظاهرين، فيُفسّر ذلك على أنه استهداف لقواتنا أو للمتظاهرين. هذا الأمر، سيؤدي إلى إطلاق نار يسقط بسببه عدد من الضحايا، وقد حصل ذلك في سنوات سابقة". ويشير الساعدي إلى أنّهم سيقومون بتفتيش المنطقة جيداً، "ونأمل أن تمرّ التظاهرة بسلام".

سياسياً، لا يبدو أنّ هناك أي أمل قريب بالتوصل إلى اتفاق في الأزمة السياسية الراهنة، بحسب مراقبين. فقد نتج عن اجتماع السلطات الثلاث، التي ضمّت رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، بيان وصف بـ"البروتوكولي" يؤكد على وحدة العراق وأهمية حلّ الخلافات بالطرق الديمقراطية.
بدوره، أكّد على هذا الكلام، المتحدث باسم العبادي، في تصريح رسمي، قال فيه إنّ "رئيس الحكومة قد يضطر إلى إجراء التعديلات الوزارية الجديدة بصورة تدريجية في حال تعذّر إقناع الكتل السياسية بالبرلمان بإجراء تعديل شامل". وأشار إلى أنّ رئيس الوزراء يبحث بصورة مستمرة ملف التغييرات الوزارية مع زعماء الكتل السياسية لضمان دعم تمرير التعديل الوزاري عند تقديم الأسماء المرشحة إلى البرلمان".

اقرأ أيضاً: العراق: الصدر يدعو لتظاهرة جديدة عند أبواب المنطقة الخضراء