الانتخابات الأميركية: ترامب يخشى الصوت الأفريقي وتحدي "السبْتَين" لساندرز

الانتخابات الأميركية: ترامب يخشى الصوت الأفريقي وتحدي "السبْتَين" لساندرز

13 فبراير 2016
خلال مهرجان انتخابي لترامب (جو رايدل/getty)
+ الخط -

يتجه السباق الرئاسي الأميركي خلال الأسبوعين المقبلين غرباً إلى ولاية نيفادا الليبرالية، وجنوباً إلى ولاية ساوث كارولينا المحافظة. لكن الفارق الرئيسي بين الجولتين القادمتين عن الجولتين السابقتين في ولايتي أيوا ونيوهامبشير، أن الزمان والمكان لن يكونا ذاتهما في التصفيات الجمهورية وتلك الديمقراطية، إذ إن تصفيات نيفادا تجري عند الديمقراطيين فقط في الـ20 من الشهر الجاري، فيما تقتصر تصفيات ساوث كارولينا على الجمهوريين في التاريخ نفسه. ثم يحدث تبادل بأن يقترع الجمهوريون في 23 من الشهر نفسه في نيفادا، فيما يقترع الديمقراطيون في 27 من الجاري في ساوث كارولينا. وتمتاز الأولى بالوجود اللاتيني فيها، فيما تمتاز الثانية بكثافة الأميركيين الأفارقة بها. 

اقرأ أيضاً: ساندرز... أقوى مرشح يهودي غير صهيوني بتاريخ رئاسيات أميركا

وتأمل الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون أن تتمكن في نيفادا من إيقاف الزخم الذي حققه منافسها على تمثيل الحزب "الديمقراطي" السيناتور بيرني ساندرز عبر إلحاق الهزيمة به، فيما يخشى الملياردير الجمهوري دونالد ترامب، أن يخسر موقع الصدارة أمام منافسيه الجمهوريين في ساوث كارولينا، بسبب عدم تقبل الأميركيين الأفارقة لطروحاته.

سبتان حاسمان لساندرز

وبما أن التصفيات الخاصة بالحزب "الديمقراطي" ستجري يومي سبت في أسبوعين متتاليين، فإنها ستكون بمثابة مؤشر على مدى التزام ساندرز الديني. لكن الأهم من ذلك أنهما ستكونان جولتين حاسمتين لمدى التأييد الذي يمكن أن يحظى به بين الأقليات، إذ إنه ينتمي إلى ولاية فيرمونت التي تبلغ نسبة البيض 95 في المائة من عدد سكانها. في حين تتسم ولاية نيفادا بالتنوع، بحيث تبلغ نسبة ذوي الأصول اللاتينية من الناخبين الديمقراطيين 20 في المائة، ونسبة الأميركيين الأفارقة 13 في المائة. أما نسبة البيض في ساوث كارولينا، فتقلّ إلى حدّ كبير عن نسبتهم في فيرمونت ونيوهامبشير، ونيفادا.
وإذا كانت نيفادا هي الامتحان المقبل لساندرز، فإن ساوث كارولينا ستكون بمثابة امتحان أصعب لترامب، لأنه قد تعلم من الجولتين الماضيتين ألا يركن إلى استطلاعات الرأي العام لأن أرقامها مخادعة. وكان فوز تيد كروز عليه أفضل مثال على ذلك.


وإذا كانت حملات المتنافسين الجمهوريين قد هدأت إلى حدّ ما عقب تصدّر ترامب قائمة الجمهوريين في نيوهامبشير، في التاسع من الشهر الجاري، فإنّ سخونة التنافس الديمقراطي ارتفعت عالياً بسبب مناظرة ساخنة جرت مساء الخميس بين ساندرز وكلينتون في مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسون. وعدّت المناظرة استعداداً من المتنافسين لخوض الجولتين القادمتين في الغرب والجنوب.

نظام التصفيات الحزبية

يتنافس المرشحان الديمقراطيان على نحو 4700 مقعد هي مقاعد المندوبين الذين يحضرون مؤتمر الحزب في الخامس والعشرين من يوليو/تموز المقبل في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. ويصل عن طريق الانتخابات نحو 4000 مندوب من الولايات الخمسين، بينما يحضر المؤتمر 700 مندوب آخر يسمون بالناخبين الكبار الذين لا تحتاج عضويتهم إلى انتخابات ويمثلون مؤسسة الحزب وهم قيادات الحزب "الديمقراطي" وممثلو الحزب في مجلسي الشيوخ والنواب. ومعظم هؤلاء يؤيدون كلينتون، إذ أعلن 39 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ الأميركي على سبيل المثال تزكيتهم لهيلاري كلينتون، بينما أعلن عضو واحد فقط في المجلس تأييده لساندرز، وهو ساندرز نفسه. ولهذا يتحتم على الأخير أن يكون فوزه شعبياً كاسحاً ليحصل على أكثر من نصف عدد المندوبين أو على الأقل ليحصل على نسبة عالية تفوق نسبة كلينتون، لكي يتمكن من إقناع بعض المندوبين الكبار بأنه الأصلح للرئاسة كما فعل باراك أوباما عام 2008. غير أن أوباما كان مهادناً في تعامله مع مؤسسة الحزب، في حين أنّ ساندرز أعلنها ثورة على الحزب نفسه وهو ما يزيد من صعوبة موقفه حتى لو فاز بمتوسط الأصوات الشعبية على مستوى الولايات المتحدة.

أما مؤتمر الحزب الجمهوري فسوف يعقد في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو قبل أيام من انعقاد المؤتمر الديمقراطي، ولكن أعضاء المؤتمر أو عدد المندوبين لا يتجاوز 2500، ومن يضمن أصوات نصف هؤلاء يكون قد نجح في تمثيل الحزب الجمهوري. وإذا كانت مؤسسة الحزب الديمقراطي لديها القدرة قانونياً على ترجيح فوز مرشح ضدّ آخر، فإن مؤسسة الحزب الجمهوري ستكون مضطرة لعقد صفقة مع ترامب لأن الصفقة معه ستكون أرحم على مؤسسة الحزب التقليدية من مرشحي اليمين المتطرف تيد كروز وماركو روبيو.

وتقع ولاية نيفادا شرق ولاية كاليفورنيا وإلى الغرب من يوتا. عاصمتها كارسون سيتي. ولكن أشهر مدينة فيها هي لاس فيغاس، عاصمة القمار العالمية والمدينة الأكثر انفتاحاً بين مدن أميركا. عدد سكانها أقل من ثلاثة ملايين نسمة ومساحتها نحو 177 ألف كيلومتر مربع.

أما ساوث كارولينا، فتعدّ من الولايات الجنوبية، وتقع بين ولاية جورجيا وولاية نورث كارولينا، وتطل على مياه المحيط الأطلسي.
عاصمتها كولومبيا وأشهر مدنها تشارليستون. عدد سكانها أقل من خمسة ملايين نسمة.

اقرأ أيضاً: "تمرد" القواعد الحزبية في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الأميركية

المساهمون