هل يكون الجنوب الليبي بداية صدام عسكري جديد؟

هل يكون الجنوب الليبي بداية صدام عسكري جديد؟

29 ديسمبر 2016
يتقاسم المجلس الرئاسي وحفتر مناطق هامة(عبد الله دوما/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد منطقة وسط الجنوب الليبية تحركات عسكرية حثيثة من قبل قوات اللواء "خليفة حفتر"، وقوات أخرى مدعومة من قبل المجلس الرئاسي لـ"حكومة الوفاق"، فيما ينذر بأن يكون الجنوب بداية صدام عسكري جديد، بعد العاصمة طرابلس.

وأعلن المتحدث باسم قوات "حفتر" أحمد المسماري، بمؤتمر صحافي في وقت متأخر ليل الأربعاء، عن"استهداف رتل مسلح بالقرب من منطقة سوكنة القريبة من قاعدة الجفرة"، مبيناً أن "الطيران يحلق بشكل مستمر في سماء قاعدة الجفرة ووسط الجنوب، لاستهداف أي تحرك".

وأضاف المسماري أن "غارات ليل البارحة، استهدفت رتلا مسلحاً من القوات المتمردة التشادية، كانت تحاول الاقتراب من سوكنة".

وجاءت هذه الغارات بعد يوم واحد من إعلان قيادة قوات "حفتر" سيطرتها على مقار الشرطة العسكرية بمنطقة هون بالجفرة، وبوابة قويرة المال جنوب سبها الثلاثاء الماضي، سبقتها غارات جوية على مقر كتيبة 19 / 9 بقاعدة الجفرة، الموالية للمجلس العسكري مصراتة والمنضوية تحت لواء وزارة داخلية "الوفاق"، الإثنين الماضي.

 


وأصدر المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" بيانا رسميا أمس، استنكر فيه تصريحات رئيس الأركان المعين من البرلمان عبد الرزاق الناظوري، بشأن وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سرت.

وكان "الناظوري" وصف، في مقابلة مع تلفزيون محلي ليبي، معركة سرت بــ"الوهمية" معتبرا أنه "لا وجود لداعش في سرت"، وأعلن عن قرب معركة قوات البرلمان في الجفرة لتحريرها ثم تحرير طرابلس".

ووصف بيان المجلس الرئاسي تصريحات الناظوري بـ"التطاول على تضحيات الشهداء واستهزاء بالشهداء الأبرار" واعتبر تصريحات الناظوري "الحماقة"، وزاد على ذلك بالقول "هذا تجاوز مرفوض، خصوصا بعد تكرار الحديث عن تحرير طرابلس" مضيفا "يبدو من تكرار هذا الكلام أنه يستلزم التحذير".

وذكر البيان "نقولها بوضوح، بأننا لن نسمح أبدا بتهديد العاصمة، وسنكون بالمرصاد لأي محاولة تستهدفها".

وكان المجلس العسكري بمصراتة استنكر القصف الجوي الذي تعرض له معسكر الشرطة العسكرية بالجفرة، معلنا أنه أسفر عن مقتل مدني وإصابة اثنين من أفراد كتيبة 19 / 9 ومقتل وتدمير آليات تابعة لهذه الكتيبة.

ووصف المجلس، في بيان رسمي له الثلاثاء، القصف الجوي بــ"العمل الاجرامي" متوعدا بــ"برد قاس في زمانه ومكانه"، مؤكدا أن "الكتيبة 19 /9 هي إحدى مكونات عملية البنيان المرصوص الي كانت تقاتل داعش في سرت".

 

وتتقاسم القوات الموالية للمجلس الرئاسي وقوات حفتر مناطق هامة بالجنوب الليبي التي يبدو أنها ستتحول إلى مواقع تنافس للسيطرة عليها، من بينها قاعدة الجفرة الأهم عسكريا بالجنوب الليبي وقاعدة تمنهنت، وهما تحت سيطرة قوات أغلبها ينحدر من مصراتة، الموالية للمجلس الرئاسي، وقاعدة براك الجوية، التي سيطرت عليها قوات حفتر مؤخرا بقيادة العقيد محمد بن نائل، الذي استطاع تكوين قوات من القبائل الموالية للنظام السابق، كقبائل التبو والمقارحة والقذاذفة وغيرهم.

 

وتثير هذه الأحداث عدة تساؤلات حول جدية استعداد القوتين، للدخول في مواجهات عسكرية قد تشهدها المنطقة خلال الأيام القادمة، وحول ما إذا كانت رغبة "حفتر" في السيطرة على قاعدة الجفرة الأهم عسكريا واستراتيجيا شرارة فتيل الصدام المتوقع بين الطرفين، خصوصاً أن هذا الحراك العسكري جاء بعد ساعات من إعلان الناظوري الموالي لــ"حفتر"، خلال مقابلة في تلفزيون محلي ظهر أمس الثلاثاء، أن الأخير يمتلك خطة عسكرية للاتجاه غربا تبدأ بالسيطرة على "الجفرة" ثم "طرابلس.

 

 

المساهمون