سورية تستقبل العام الجديد بـ"حظر جوي" تفرضه العاصفة

سورية تستقبل العام الجديد بـ"حظر جوي" تفرضه العاصفة

01 يناير 2016
سمح الهدوء للسوريين بالخروج من منازلهم (عبد دوماني/فرانس برس)
+ الخط -

في اليوم الأول من العام الجديد، فرضت الأحوال الجوية على أغلب الجبهات المفتوحة في سورية هدوءاً نسبياً، ما خلا بعض الاشتباكات وإطلاق الصواريخ بين قوات المعارضة السورية، وقوات النظام والمليشيات التي تساندها. وعلى مدى سنوات بات المدنيون في سورية ينتظرون العواصف الثلجية، القادرة على لجم وردع طيران النظام، لأنها توقف البراميل المتفجرة، والصواريخ الفراغية، إذ قدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد السوريين الذين قُتلوا العام الماضي بـ55 ألفاً من بينهم 2574 من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. ومن بين القتلى في العام نفسه 1944 امرأة، وأكثر من 17600 من مقاتلي النظام، مقارنة بنحو 7798 من المعارضة المسلحة و16 ألفاً من عناصر "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وفق المرصد.

في حين ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن عدد الذين لقوا مصرعهم في سورية عام 2015 بلغ 21179 منهم 1739 سقطوا في ديسمبر/كانون الأول. وأفادت الشبكة، وهي منظمة مستقلة غير حكومية، في تقريرها أن أكثر من 16 ألفاً من هؤلاء مدنيون، قُتل ما يزيد على 12 ألفاً منهم على يد النظام السوري. كما قتل الطيران الروسي مئات المدنيين في الأشهر الأخيرة من العام الفائت، ودمر مستشفيات ومراكز حيوية بحجة مكافحة الإرهاب.

في ريف دمشق الذي شهد في العام الماضي عشرات المجازر وازدادت فيه وطأة الحصار على مدنه وبلداته، لم تُسجل صباح اليوم الأول من العام الجديد غارات جوية من قِبل الطيران الروسي والطيران التابع النظام اللذين قتلا مئات المدنيين في الغوطة الشرقية منذ بدء التدخل الروسي العسكري المباشر في سورية أواخر شهر سبتمبر/أيلول الفائت. وعزا ناشطون السبب إلى الأحوال الجوية التي تحول دون تحليق الطيران لتنفيذ غارات على المدن، والبلدات السورية، وهذا ما يؤكده العقيد الطيار المنشق عن النظام السوري عبدالله الحمدان، موضحاً أن العواصف الثلجية تستطيع فرض حظر طيران إلى حد بعيد، إذ تحدُّ بشكل شبه كامل من طلعات طائرات النظام وهي من "الأجيال القديمة"، وفق تعبير الحمدان، وتحد بنسبة 50 في المائة من طلعات الطيران الروسي.

اقرأ أيضاً: تراجع وتيرة قصف النظام السوري وروسيا على الشيخ مسكين

كما شهدت الجبهة الجنوبية هدوءاً إثر معارك كبيرة في بلدة الشيخ مسكين، حيث استطاعت فصائل المعارضة السورية انتزاع السيطرة مرة أخرى على اللواء 82 إثر مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام بينهم ضباط، ومن مليشيا "فاطميون" التابعة للحرس الثوري الإيراني. وأفاد ناشطون أن ضابطاً إيرانياً برتبة رفيعة قُتل في المعارك وجرى نقل جثته إلى العاصمة دمشق من مستشفى الصنمين القريبة من الشيخ مسكين.

وفي شمال البلاد، شهد اليوم الأول من العام اشتباكات متقطعة غرب مدينة حلب حيث حاولت قوات النظام التقدّم على محوري الكلارية، والراشدين الخامسة في ريف حلب الغربي، ولكن قوات المعارضة السورية صدتها موقعة في صفوفها قتلى ومصابين، وفق ناشطين. وكان الطيران الروسي أنهى العام الفائت بطلعات جوية على عدة مناطق في ريف حلب الشمالي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية.

كما عمّ هدوء نسبي على الجبهات في ريف حماة خرقه قصف بالهاون وصواريخ "التاو" من قبل الطرفين، من دون تقدم على الأرض. ويشير الناشط الإعلامي شحود جدوع، لـ"العربي الجديد"، إلى أن صباح اليوم الأول من 2016 لم يشهد طلعات جوية للطيران الروسي ومقاتلات النظام، مرجعاً السبب إلى الحالة الجوية السائدة، متوقعاً اشتعال المعارك خلال الأيام القليلة المقبلة في سهل الغاب نظراً لقربها من المناطق الموالية للنظام ولطبيعتها السهلية التي لا تساعد على المعارك، ولكونها لا تحوي مدناً كبيرة إنما هي قرى صغيرة.

وفي وسط سورية، تساقط الثلج في عدة مناطق في محافظة حمص، وخرج المدنيون في منطقة الحولة غرب مدينة حمص من منازلهم وهم مطمئنون أن الأحوال الجوية قادرة على حمايتهم من البراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة. كما تساقط الثلج في حي الوعر في حمص الذي شهد في الشهر الأخير من العام الفائت تنفيذ بنود هدنة أفضت إلى خروج الآلاف من ساكنيه إلى مناطق في شمال سورية.

ولم يشهد صباح اليوم الأول من 2016 غارات جوية على مدن المنطقة الشرقية، حيث أفاد الناشط أبو البتول، أن هدوءاً يسود محافظة الرقة، أهم معاقل تنظيم "داعش" في سورية، وسط تدنٍ كبيرٍ في درجات الحرارة. وكان اليوم ما قبل الأخير من العام الفائت شهد تفجيرات في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، أقصى شمال شرق سورية، أودت بحياة أكثر من 15 مدنياً، كانوا يحتفلون بقدوم العام الجديد في مطاعم داخل المدينة التي تتقاسم السيطرة عليها قوات النظام، ووحدات "حماية الشعب" الكردية.

وبدا أن السلاح الوحيد الذي من الممكن أن يكون أكثر فعالية في الظروف الجوية السيئة هو الصواريخ الموجّهة عن بعد، مع تأكيد ناشطين من منطقة الساحل أن فصائل المعارضة السورية في المنطقة أطلقت عدداً من الصواريخ على معاقل النظام لم يتم التأكد من الأضرار التي خلّفتها.

اقرأ أيضاً: سورية: 12 ألف حالة اعتقال تعسفي حصيلة 2015