رئيس البرلمان العراقي يوجه انتقادات للحكومة وكتل سياسية بعينها

رئيس البرلمان العراقي يوجه انتقادات للحكومة وكتل سياسية بعينها

08 سبتمبر 2015
الإصلاح يسير ببطء وفق الجبوري (فرانس برس)
+ الخط -
وجه رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، انتقادات لاذعة لحكومة حيدر العبادي وكتل سياسية مختلفة، على خلفية تأخر ‏الحكومة في تنفيذ حزمات الإصلاح، التي أطلقتها الشهر الماضي، وقيام كتل سياسية برلمانية بجمع تواقيع لإقالته من منصبه على ‏خلفية زيارته الدوحة، مؤكداً أن قطر تدعم العملية السياسية ووحدة العراق.‏

وقال الجبوري في مؤتمر صحافي، عقده في بغداد بشكل مفاجئ، إن "البرلمان العراقي شعر بمسؤوليته تجاه ‏الشعب ومنح الجهات التنفيذية كافة الصلاحيات لإتمامها، لكننا نشعر أن الإصلاح يسير ببطء حتى نفد صبر البرلمان اليوم، لدرجة ‏أن البرلمان يفكر في إعادة النظر في التفويض الممنوح للجهة التنفيذية بهذه الإصلاحات".‏

وأشار إلى أن "الشارع العراقي لم يلمس أي تغيّر بالمسار الإصلاحي في البلاد حتى الآن"، مضيفاً أن "هناك من يريد صرف ‏البرلمان عن متابعة الإصلاحات وخلط الأوراق لتغطية فشله في إدارة الدولة".‏

وتعتبر تصريحات الجبوري حيال أداء الحكومة، التي يتزعمها حيدر العبادي هي الأولى من نوعها، وتأتي بالتزامن مع مرور عام ‏كامل على تسلم العبادي دفة الحكم في البلاد.‏

ورداً على قيام كتل برلمانية، على رأسها كتلة دولة القانون، والتي يتزعمها نوري المالكي وكتل أخرى تابعة لمليشيات مسلحة، ‏بجمع تواقيع لإقالة الجبوري من منصبه بسبب زيارته الأخيرة إلى العاصمة القطرية الدوحة "لا نرضى أي اتهام يمكن أن يصدر ‏من أي طرف يتعلق بطبيعة عملنا، وطبيعة ممارستنا مهامنا ضمن الدستور، ولا نرضى أن تمس المؤسسة التشريعية التي أمامها ‏مهمة كبيرة في هذا الوقت تتمثل بإنجاز تشريعات وتحقيق برامج أساسية تتمثل بالمصالحة".‏

وأكد أن "عملية المساس بالمؤسسة التشريعية هي مساس بالنظام السياسي ومساس بالعراق بصورة عامة، وهذا ما لا نرتضيه"، ‏مستدركاً بالقول: "سندافع عن المؤسسة التشريعية حتى نبنيها البناء الصحيح".‏

وفي ما يتعلق بالموضوع نفسه، قررت وزارة الخارجية العراقية استدعاء القائم بالأعمال العراقي في الدوحة، نوري صادق جواد، ‏لغرض التشاور، بحسب بيان نشرته على موقعها الإلكتروني. وقد قام "العربي الجديد" بالاتصال مع ‏الدبلوماسي العراقي للتأكد من صحة البيان، إلا أن هاتفه كان مغلقا. ‏

ويأتي استدعاء الخارجية العراقية، لممثلها في قطر، على خلفية الاجتماعات التي شهدتها الدوحة ‏لثلاث مكونات عراقية، بهدف تشكيل مكون سني عراقي، يدعو لمؤتمر مصالحة وطنية في العراق، ‏وهي المبادرة التي حملها وزير الخارجية القطري، خالد العطية، خلال زيارته إلى بغداد في شهر مايو/ ‏أيار المقبل، وطرحها على مختلف الأطراف السياسية في العراق.‏

من جهة أخرى، أعلن سليم الجبوري، في مؤتمر صحافي اليوم، عن ‏مشاركة رئيس الوزراء القطري ووزير الداخلية، الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، في مؤتمر لمكافحة ‏الإرهاب سيعقد في بغداد في أواخر الشهر الجاري.

وأوضح الجبوري أن "من حق الكتل إبداء رؤاها ومنطلقاتها ونحن نرحب بذلك، ولكن هذا يجب فصله عن الزيارة، التي قام بها ‏رئيس البرلمان مع وفد، للقاء المسؤولين في الدوحة بناء على دعوة كريمة، لبناء علاقات بين البلدين، على أساس وحدة الأراضي ‏العراقية والدستور".‏

وأكد الجبوري أن "الزيارة حصلت بعد التشاور مع الرئاسات الثلاث، وبعد نقاش مستفيض مع القيادات السياسية في العراق، ولم ‏تتضمن اللقاء مع أية شخصية عراقية أو أي طرف خارج العملية السياسية، ولم تكن خارجة عن إطارها".‏

وأشار إلى أن "الحكومة العراقية، ممثلة بوازرة الخارجية، كانت مشاركة في لقاءات الدوحة، وهناك توجه وانفتاح عربي على ‏العراق يجب استثماره"، مؤكداً أن "قطر لن تتفاوض مع أية جهة لا تؤمن بالعملية السياسية، وقد حصلنا على دعم من الدوحة ‏للعملية السياسية في العراق"، لافتاً إلى دعم قطر لوحدة وسيادة العراق.‏

وأضاف "كنا نأمل أن تكون الحكومة العراقية (أكثر جرأة) بالدفاع عن مشروع المصالحة الوطنية، فالعراق أحوج ما يكون ‏لإنجاح ملف المصالحة الوطنية".‏

وتأتي تصريحات الجبوري تأكيداً لما انفرد به "العربي الجديد"، أول من أمس، حول وجود عقبات أمام الحكومة في تنفيذ ‏الإصلاحات، التي أطلقها رئيس الوزراء، حيدر العبادي، دفعته للعودة إلى المراجع الدينية لدعمه، مهدداً بمصارحة المتظاهرين ‏بالجهات التي ترفض تنفيذ الإصلاحات.‏



اقرأ أيضاً: الفلوجة تطالب العبادي بشمولها بالإصلاح ووقف القصف

المساهمون