العراق: خسائر الجيش والمليشيات تليّن الموقف من العودة الأميركية

العراق: خسائر الجيش والمليشيات تليّن الموقف من العودة الأميركية

08 سبتمبر 2015
يتوقع البعض عودة القوات الأميركية نهاية العام(علي السعدي/فرانس برس)
+ الخط -
مع دخول عمليات الأنبار العسكرية شهرها الثالث، من دون تحقيق أي تقدم يذكر للقوات العراقية والمليشيات المساندة لها، وعودة تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) للاستيلاء على مدينة بيجي وجزيرة سامراء في محافظة صلاح الدين، وتلكؤ جهود ومباحثات تحرير الموصل، يكشف عضو بارز في "التحالف الوطني" العراقي، لـ"العربي الجديد"، عن ليونة مستجدة في مواقف قيادات سياسية عدة داخل "التحالف" الحاكم الحليف لإيران، في مسألة تدخّل بَري أميركي في البلاد وزيادة الدعم المقدّم للعراقيين في الحرب على الإرهاب، على عكس ما كان يجري سابقاً.  

ويعتبر المصدر، أنّ قيادات "التحالف"، تجاوزت مرحلة الانقسام المتكافئ حول تدخل بري للقوات الأميركية وقواعد عسكرية مستقلة لهم، مشيراً إلى ارتفاع عدد الموافقين مقابل الرافضين لهذا التدخل، وذلك خلال اجتماع عقد، أخيراً، في بغداد، في حضور رئيس الوزراء، حيدر العبادي وممثلي كتل المجلس الأعلى، و"بدر"، و"الصدريين"، و"دولة القانون" و"الفضيلة" ومستقلين. ويعيد المصدر سبب ليونة مواقف بعض القادة، التي كانت ترفض عودة الأميركيين مرة أخرى إلى العراق، إلى ارتفاع معدل الخسائر اليومية في صفوف الجيش والمليشيات والضغط الهائل على موازنة الدولة من دون تحقيق نتائج تذكر.

في هذا السياق، يقول مقدّم في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "داعش أثبت قوة وتخطيطاً كبيرين في المعارك، فاقا قدرة القوات العراقية والحشد الشعبي"، مبيّناً أنّ "معنويات القوات العراقيّة انخفضت بشكل كبير". ويوضح، أنّ "القوات العراقية تحتاج إلى دعم جوّي مستمر من قبل طيران التحالف، إذ لم تستطع القوات العراقية أن تحرز أيّ تقدم من دون غارات التحالف، مشيراً إلى أنّ "عدم وجود تنسيق بين الطرفين، خلال هذه الفترة، خصوصاً في الأنبار وبيجي، منح داعش فرصة التقدم والتحرّك على حسابنا".

ويضيف المقدّم (طلب عدم ذكر اسمه)، أنّ "هناك حالة إرباك في صفوف القوات الأمنية، بعدما انسحبت أغلب فصائل الحشد من المعركة"، مبيّناً أنّ "الحشد حظي بتسليح وتجهيز على حساب القوات الأمنية، الأمر الذي يجعل من انسحابه من الميدان ثغرة كبيرة لا يمكن للقوات الأمنية تجاوزها، خصوصاً مع نقص التسليح". ويؤكّد أنّ "وزير الدفاع، خالد العبيدي، يجري، أخيراً، حوارات مع العبادي لإعادة الحشد الى المعارك لإسناد الجيش، أو توزيع أسلحته على الجيش والقوات الأخرى كمحاولة لاستمرار زخم المعركة". ويشير المقدّم إلى أنّ "القوات العراقيّة، تحوّلت إلى قوات دفاعيّة على أغلب الجبهات، لأنّها أصبحت تعاني عجزاً شبه تام عن تنفيذ أيّ هجوم".

اقرأ أيضاً: تعديلات خطة تأمين بغداد تُقصي المليشيات

من جهته، يؤكد عضو اللجنة الأمنيّة في مجلس محافظة صلاح الدين، محمد ناظم، أنّ "داعش بدأ يحصّن نفسه في المواقع التي سيطر عليها، أخيراً، في بلدة بيجي في محافظة صلاح الدين، متأهباً لتقدم جديد". ويضيف ناظم، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات العراقيّة، أصبحت اليوم ضعيفة، ولا يمكنها أن تحافظ حتى على مواقعها الدفاعية بعد انسحاب الحشد بأسلحته كلها"، مبيّناً، أنّنا "بحاجة إلى إعادة التنسيق مع طيران التحالف الدولي لإسناد القوات العراقية، وإلّا فلن نستطيع الصمود بوجه التنظيم".

وكان العبادي قد دعا، أخيراً، إلى "وضع خطة جديدة، تعتمد أساساً على الجيش والقوات الأمنية الأخرى والتنسيق مع التحالف الدولي، وتسليح القوات بسلاح الحشد الشعبي الذي انسحب إلى بغداد"، محذّراً، من "خطورة الموقف في صلاح الدين، وخطورة اختراق داعش لتكريت مجدّداً".

بدوره، يعتبر النائب عن محافظة كركوك، خالد المفرجي، أنّ "تحرير المناطق الخاضعة لتنظيم داعش تحتاج إلى دعم من الجانب الأميركي". ويوضح المفرجي في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "المناطق التي أخضعها داعش لسيطرته في الحويجة وجنوب تكريت وغربها، يصعب تحريرها خلال هذه الفترة من قبل القوات العراقية". ويشير إلى أنّ "الهجوم على داعش يحتاج إلى إعداد وتسليح وتجهيز، كما أنّ مئات المتطوعين في المحافظة، ليس لديهم سلاح لمواجهة داعش، بسبب عجز الدولة عن تسليحهم"، داعياً الولايات المتحدة الأميركية إلى "تسليح وتجهيز المتطوعين لمقاتلة داعش".

فيما يرجّح برلماني آخر، (طلب عدم ذكر اسمه) أن "نشهد في نهاية العام الحالي، البدء بدخول القوات الأميركية إلى العراق، في حال لم نحقّق أي تقدم على داعش"، لافتاً إلى أنّ "واشنطن أبلغت الحكومة أنّها جاهزة لمساعدة العراقيين بالشكل الذي يختارونه للقضاء على الإرهابيين، لذا نتوقع أن تستجيب الولايات المتحدة لأي طلب عراقي في هذا الشأن". ويتوقّع النائب أنّه "لمجرد تقديم طلب رسمي لتدخل بري أميركي، فإنّ الدعم الحقيقي للعراقيين سيبدأ ولو بأشكال مختلفة، على الرغم من أنّ الانتخابات الأميركية والوضع الداخلي المحيط بها في الولايات المتحدة، سيؤثر على ذلك بالتأكيد".

اقرأ أيضاً: "العربي الجديد" تنشر صور وصول أسلحة أميركية لأبناء الأنبار