جيش الاحتلال يراهن على تعاون عباس لضبط الشارع الفلسطيني

جيش الاحتلال يراهن على تعاون عباس لضبط الشارع الفلسطيني

08 اغسطس 2015
جيش الاحتلال يخشى انتفاضة ثالثة (عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
بموازاة الاستنفار الإسرائيلي لمواجهة ردة الفعل الفلسطينية الشعبية والتنظيمية على إقدام المستوطنين اليهود على حرق منزل عائلة دوابشة وقتل الطفل علي في سريره، تراهن قيادة جيش الاحتلال بشكل خاص على دور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في ضبط الشارع الفلسطيني، بما يقلّص من فرص تحقق سيناريو انفجار الأوضاع الأمنية، الذي تخشاه تل أبيب.

وأشادت قيادة جيش الاحتلال بدور عباس كـ"عامل استقرار" بالنسبة لإسرائيل وأمنها، متوقعة أن ينجح عباس في تهدئة الأوضاع. وامتدح جنرال إسرائيلي عباس والأجندة الملتزم بها، مشيراً إلى أن عباس يعتبر "تواصل التعاون الأمني مع إسرائيل خطاً أحمر لا يمكن المس به".

اقرأ أيضاً: الصحف الإسرائيلية تقرأ جريمة نابلس: حكومة نتنياهو المسؤولة 

ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" أمس عن جنرال، لم يذكر اسمه، قوله إن التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية يتواصل بشكل ممتاز، مشيراً إلى أنّه يصدق عباس عندما يقول إنه لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة.

ورأى الضابط الاسرائيلي أن عباس يضمن ثبات العلاقة مع السلطة الفلسطينية، لأنه يقاوم أية محاولة لتغيير الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية. وذكّر بمقولة عباس الشهيرة إن "التعاون الأمني مع إسرائيل مقدس"، متسائلاً "هل هناك زعيم عربي يمكن أن يجرؤ على قول مثل هذا الكلام" .

وأقر الجنرال نفسه بأن المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل بحثت مستقبل العلاقة مع السلطة في أعقاب غياب أبو مازن، مشيراً إلى أن مستقبل الضفة الغربية بعد غياب عباس يتوقف على الكيفية التي يغيب بها عن ساحة الأحداث.

وفي السياق نفسه، جاءت لافتة إشارة صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية اليمينية، إلى أن القرار العملي الوحيد الذي اتخذه عباس في أعقاب قيام المستوطنين بإحراق الرضيع الفلسطيني علي دوابشه هو توجيهاته لأجهزته الأمنية بعدم السماح بتنفيذ عمليات انتقام فلسطينية. وأشارت الصحيفة في عدد الأحد إلى أنه بناءً على تعليمات عباس، شكلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة هيئة طوارئ لمنع الشباب الفلسطيني من الرد على جريمة إحراق العائلة.

 غير أن الصحافية الإسرائيلية عميرة هاس رأت أن قادة إسرائيل الذين يكيلون المديح لعباس وسلطته وأجهزتها الأمنية، لدورها في حماية المستوطنين وإسهامها في عدم السماح بتنفيذ عمليات ضدهم، لا يرون في المقابل أن للسلطة الفلسطينية الحق في إحباط العمليات التي يخطط لها وينفذها المستوطنون ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

وأشارت هاس في تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" في عدد الأحد ايضاً إلى أن إسرائيل ترتاح لسلوك قادة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، والذين ينتمون لحركة "فتح"، لأنهم يختبئون في مكاتبهم عندما تداهم قوات جيش الاحتلال المدن والبلدات والقرى الفلسطينية. ونقلت هاس، التي تقيم بشكل دائم في الضفة الغربية، عن فلسطينيين من قرية دوما، التي تقطنها عائلة دوابشة، قولهم إنه في ذروة الانتفاضة الأولى لم يتمكن مستوطن واحد من دخول قريتهم، لكن بمجرد أن تشكلت السلطة الفلسطينية، باتوا يتعرضون لكثير من المخاطر والتهديدات، دون أن يكون لأجهزة الأمن التابعة للسلطة أي دور في حمايتهم.

وبحسب هاس، فإن إحراق عائلة دوابشة أظهر للفلسطينيين ضعف السلطة الفلسطينية وعجزها عن القيام بأي دور في تأمين الحماية لهم. وقالت إن المستوطنين دهموا القرية في الماضي وأحرقوا سيارات عدد من الأهالي ولم يغادروا إلا بعدما كتبوا شعارات مناوئة للعرب. وأضافت أن اتفاقيات أوسلو وفرت كل الأسباب التي تضمن تدهور مستوى الشعور بالأمن الشخصي لدى الفلسطينيين؛ إذ إن الجيش الإسرائيلي يتولى الحماية والدفاع عن المستوطنين ومشروعهم، في حين لا يوجد أية جهة رسمية قادرة على توفير الحماية للفلسطينيين، خصوصاً الذين يعيشون في منطقتي "ب" و"ج"، اللتين تشكلان أكثر من 90 في المائة من الضفة الغربية. وخلصت إلى أنه في حال حاول شخص أو مجموعة من الفلسطينيين اقتناء السلاح بغرض الدفاع عن أنفسهم، فأنهم يتعرضون للملاحقة من قبل الجيش والاستخبارات الإسرائيلية الداخلية "الشاباك". وشددت على أن عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية غير مخولين بالدفاع حتى عن عائلاتهم ومنازلهم، مما عزز الشعور العام في أوساط الفلسطينيين بأن السلطة الفلسطينية تتلقى تعليماتها من إسرائيل.

وأوضحت الصحافية الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية عاجزة عن تبرير عمليات الاعتقال التي تقوم بها ضد عناصر حركة "حماس". وتوقعت أن يسفر الغضب والشعور بالخزي إزاء سلوك السلطة الفلسطينية عن تحولات سياسية فلسطينية بعيدة المدى.

اقرأ أيضاً: "الشاباك" الإسرائيلي يدعي عجزه عن مواجهة عصابات "جباية الثمن"

المساهمون