متظاهرون عراقيون يهددون بتعطيل تصدير النفط

متظاهرون عراقيون يهددون بتعطيل تصدير النفط

04 اغسطس 2015
تدني خدمات الحكومة بمدن جنوب العراق ينذر بانفجار(العربي الجديد)
+ الخط -
تتواصل التظاهرات الشعبية في العراق، على نحو متصاعد في سبع مدن جنوبية، فضلاً عن العاصمة العراقية، للتنديد بالفساد المستشري في مؤسسات الدولة واستشراء الفقر والبطالة وسوء الخدمات، داعين إلى إعادة محاسبة المسؤولين الفاسدين.

وفي البصرة، قال مراسل "العربي الجديد" في المدينة المطلة على الخليج العربي، إن متظاهرين قطعوا طرقاً رئيسية تستخدم في إيصال شحنات النفط العراقي المنتج إلى مينائي البصرة وأم قصر للتصدير، مطالبين بتنفيذ مطالبهم قبل تنظيم اعتصام وقطع الطرق بشكل مستمر.

وأوضح مراسلنا، أن عشرات الناشطين الذين يحملون لافتات كتب عليها شعارات تهاجم العملية السياسية وعدداً من المسؤولين في الدولة، قطعوا الطرق المؤدية إلى حقول نفط نهران شمالي المحافظة.

اقرأ أيضاً: قادة مليشيات العراق يسعون إلى مصادرة الحراك الشعبي

وتكدست عشرات الصهاريج المخصصة لنقل النفط في نقطة بعيدة عن المتظاهرين ساعات عدة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من إقناعهم بفتح الطريق، إلا أنهم هددوا بتنظيم اعتصام مفتوح في الطرق الرئيسة لتصدير النفط العراقي، في حال لم يحصلوا على حقوقهم في ثروات بلدهم .

وقال أحد قادة التظاهرة، حيدر حسين السعيدي، لـ "العربي الجديد"، إن البصريين قرروا قطع طرق نقل النفط إلى مركز المدينة ومنافذ التصدير للتأثير في حجم الموارد الاقتصادية التي تحصل عليها الحكومتان المحلية والاتحادية، مؤكدا أن المتظاهرين قرروا الاعتصام ووقف إنتاج القطاع النفطي بشكل كامل إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

وأوضح السعيدي، أن تظاهرة، اليوم الثلاثاء، بدت أكثر تنظيماً بعد أن قسموا أنفسهم إلى تجمعات عدة لقطع أكبر عدد ممكن من الطرق المؤدية إلى حقول النفط من خلال بلدة الدير والقرى المجاورة لها، مبيناً أن الشرطة حاولت إنهاء التظاهرة، لكنها انسحبت بعد أن اشتبكت مع المحتجين الذين رشقوها بالحجارة وقناني الماء الفارغة.

من جانبه، دعا أحد وجهاء بلدة الدير، أحمد مخيلف الأزيرجاوي، إلى النظر بجدية إلى مطالب أهالي البصرة. موضحاً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن مئات المتظاهرين خرجوا للمطالبة بالحصول على حقوقهم من النفط وتعيين أبنائهم وتحسين تزويد مناطقهم بالكهرباء وتنفيذ المشاريع الخدمية، مشيراً إلى معقولية تلك المطالب التي تمثل أبسط حقوق سكان البصرة الغنية بالنفط. محذراً من تجاهل صوت الحراك الشعبي، لأنه قد يتحول في أيّ لحظة إلى قنبلة موقوتة تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.

وفي سياق متصل، أكد النائب عن محافظة البصرة، توفيق الكعبي، في وقت سابق، أن التظاهرات التي تشهدها المحافظة "عفوية". مبيناص أن من حق شباب البصرة المطالبة بالتعيين وتوفير فرص العمل وفقاً للقانون، وأشار إلى أن الحل الوحيد لإنهاء أزمة التظاهرات وإراقة الدماء هو اللجوء إلى الحلول العشائرية لحسم الخلافات التي نتجت عن التظاهرات. مبيناً أن الحكومة المحلية فتحت تحقيقاً بالانتهاكات التي قامت بها القوات الأمنية في حق المتظاهرين.

اقرأ أيضاً: "طفح الكيل" في العراق: تظاهرات تتسع وتكسر "الخطوط الحمر" 

من جهته، كشف محافظ البصرة، ماجد النصراوي، عن الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية على قيام الشركات الأميركية بدور واضح لدعم المشاريع في المحافظة كمشروع ميناء الفاو والمجسرات الكبيرة ومشاريع أخرى، مؤكداً في بيان عقب لقائه القنصل الأميركي في البصرة ستيفن واكر، أنه اتفق مع الجانب الأميركي على تطبيق مشروع التوأمة بين محافظة البصرة وولاية هيوستن، وأشار إلى حصول موافقة مبدئية على إرسال مرضى السرطان والأمراض المستعصية الأخرى إلى المركز الطبي السرطاني في هيوستن بعد قدوم فريق طبي من الولاية إلى البصرة. مبيناً أن المرحلة المقبلة ستشهد إرسال عدد من طلبة المحافظة للدراسة في الجامعات الأميركية.

اقرأ أيضاً: أزمة الكهرباء تشعل غضب العراقيين