اغتيال قيادي في "المقاومة" في عدن

اغتيال قيادي في "المقاومة" في عدن

30 اغسطس 2015
لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الاغتيال (فرانس برس)
+ الخط -
اغتال مسلحون مجهولون قيادياً في "المقاومة الجنوبية" في مدينة عدن، جنوبي اليمن، مساء اليوم، في حادثة هي الثانية التي تشهدها المدينة، اليوم الأحد، فيما نفذ الحوثيون وحلفاؤهم في صنعاء حملة اعتقالات للعشرات من معارضيهم في العاصمة اليمنية، صنعاء.

وأوضحت مصادر في "المقاومة" في عدن أن القيادي في "المقاومة" والحراك الجنوبي، حمدي نصر الشطيري اليافعي، اغتيل برصاص مسلحَين اثنين، يستقلان دراجة نارية، في منطقة "العلم"، قبل أن يلوذا بالفرار.

وتعد حادثة اغتيال الشطيري ثاني عملية اغتيال تشهدها مدينة عدن خلال أقل من 12 ساعة، إذ شهدت المدينة صباحاً اغتيال مدير عمليات أمن عدن، العقيد عبدالحكيم السنيدي، برصاص مسلحين مجهولين كانا على متن دراجة نارية في منطقة "المنصورة" في أثناء خروجه من منزله.

وشهدت عدن حادثة ثالثة، تمثلت بهجوم مسلحين أطلقوا الرصاص على مقر قيادة محافظة عدن المؤقت، وتحديداً مكتب وكيل المحافظة، أحمد سالمين، الذي لم يكن موجوداً في المكتب، وأسفر الهجوم عن إصابة مدير مكتبه، ويدعى أحمد عمر، وشخص آخر يدعى محمد الجعيملاني.

وتأتي هذه الحوادث بعد أيام من بدء السلطات المحلية في عدن و"المقاومة" الجنوبية تنفيذ خطة انتشار أمني في المدينة، إلا أن حادثتي الاغتيال مؤشر على استمرار التعقيدات الأمنية.

وفيما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن حادثتي الاغتيال والهجوم على مكتب وكيل المحافظة، ترجّح مصادر محلية وقوف تنظيم "القاعدة" وراء العمليات، أو بعضها على الأقل، حيث كان التنظيم قد حذّر، حسب المصادر، في منشورات سابقة، من العمل مع الأجهزة الأمنية.

وفي مدينة تعز، أعلن المتحدث باسم المجلس التنسيقي لـ"المقاومة الشعبية"، رشاد علي الشرعبي، أن 33 قتيلاً من عناصر مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع، بالإضافة إلى مدنيين اثنين وثالث من "المقاومة"، سقطوا في المواجهات الدائرة بالمدينة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأوضح الشرعبي، في بيان مساء الأحد، أن 33 من الحوثيين قتلوا وأصيب 25 آخرون وسقط قتيل واحد من "المقاومة" وأصيب 23 في المواجهات التي دارت في منطقة وادي الضباب ومنطقة الكمب بالقرب من منزل الرئيس المخلوع ومنطقة  ثعبات.

وأشار الناطق باسم المجلس إلى أن "المقاومة" أفشلت محاولات المليشيا المتكررة لاستعادة منطقة ثعبات ومنزل المخلوع، واستخدمت خلال هجماتها مختلف أنواع الأسلحة بالتزامن مع القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات والكاتيوشا، كما أفشلت محاولة لاختراق جبهة حيي الدحي والمرور.

وواصلت المليشيات، حسب الشرعبي، قصفها العشوائي بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاوزر من مواقع تمركزها في الجند وجبل أومان والمركز التدريبي بـ"الحوبان" مستهدفة أحياء الأجينات والمدينة القديمة والموشكي، والحوض والبعرارة وقلعة القاهرة التاريخية، وقتل اثنان وأصيب خمسة من المدنيين جراء هذا القصف.

في تلك الأثناء، لا يزال طبيب الباطنية الأشهر في اليمن، عبد القادر الجنيد، مختطفاً لدى مليشيات الحوثيين منذ ثلاثة أشهر، ومصيره مجهول منذ اختطافه في محافظة تعز.

وجاء اختطاف الجنيد على خلفية نشاطه السياسي المناهض للرئيس المخلوع، بالإضافة إلى نشاطه ضد تواجد مليشيات الحوثيين في محافظة تعز.

ولم يكن الجنيد الوحيد المختطف بسبب مناهضته لسلطات الانقلاب، بل إن مسلسل الاختطاف للناشطين السياسيين والحقوقيين لا يزال مستمراً في تعز، حيث أقدمت مليشيات الحوثي مساء اليوم، الأحد، على اختطاف السياسي في الحزب "الاشتراكي" اليمني وسكرتير الأحزاب في مديرية ماوية، خالد عبيدان، في منطقة الحوبان.

بدوره، دان مجلس تنسيق "المقاومة" في تعز في بيان له اختطاف عبيدان من قبل مليشيات الحوثيين، التي وصفها البيان بالإجرامية.

من جهة أخرى، قامت جماعة من السلفيين في منطقة صينة، بمداهمة منزل العقيد في الجيش اليمني والموالي للشرعية، عبد الواحد السقاف، واختطافه بتهمة زائفة حسب تعبير سكان محليين وهي التخابر مع الحوثيين، بينما وصف سياسيون العقيد بأنه من كبار المناهضين للانقلاب.

وأكد نشطاء في "المقاومة" أن جماعة السلفيين في تعز تقوم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية تخدم سلطات الانقلاب، وتتمثل بالاختطاف والنهب والاعتقالات غير المشروعة.

وفي صنعاء، نفّذ الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، حملة اعتقالات، الأحد، طاولت العشرات من الأشخاص، في مناطق السنينة وشارع الستين ومذبح.

وحسب شهود عيان، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، انتشر الحوثيون بـ"أطقم" وسيارات مدرعة في مداخل قرب منطقة السنينة وشارع الستين بالتزامن مع تنفيذ الاعتقالات.

وكان الحوثيون وحلفاؤهم قد كثفوا حملات الاعتقال التي تطاول معارضيهم في الفترة الأخيرة، في ما بدا محاولة للحد من نشاط المعارضين وضمن إجراءات استباقية لمنع تفجر أية مقاومة مسلحة ضد الجماعة في صنعاء.

وغربي شبوة، اشتدت المعارك بين "المقاومة" ومليشيات الحوثيين بينما شنت طائرات التحالف غارات عنيفة على المليشيات في مناطق بيجان وعسيلان، التابعتين لشبوة.

وشاركت طائرات الأباتشي في المعارك في شبوة، ضد المليشيات، وسط أنباء عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف المليشيات بينهم قيادات.

وجاءت المعارك في بيجان وعسيلان على حدود محافظة مأرب متزامنة مع المواجهات، التي تشهدها المناطق التابعة لمأرب، في حدودها مع شبوة، بين الجيش و"المقاومة" في مأرب، وبين مليشيات الحوثيين.

وفي البيضاء، أشارت مصادر إلى أن المليشيات حاولت مهاجمة مديرية جبن شمال الضالع، لكن "المقاومة" تصدت لها وأجبرتها على التراجع.

كما استهدفت "المقاومة" في ذمار مقرّاً لقيادات مليشيات الحوثيين في أثناء اجتماع للقيادات في منطقة ضوران آنس.



اقرأ أيضاً: أنظار اليمنيين تتجه إلى المعركة الحاسمة في مأرب