أنظار اليمنيين تتّجه إلى المعركة الحاسمة في مأرب

أنظار اليمنيين تتّجه إلى المعركة الحاسمة في مأرب

30 اغسطس 2015
حشْد في مأرب والعين على صنعاء (فرانس برس)
+ الخط -
تتّجه أنظار اليمنيين إلى معركة محافظة "مأرب"، وسط اليمن، بوصفها المعركة الفاصلة شمالاً، والتي استُقدمت إليها تعزيزات كبيرة للقوات الموالية للشرعية، وبدأت عملياً الترتيبات والتحركات الميدانية لعملية تحرير المحافظة، التي من شأن نتيجة الحرب فيها أن تقرر مصير المواجهة في العديد من المحافظات الأخرى، وأبرزها صنعاء، الأمر الذي من المتوقع معه أن يدفع الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع بتعزيزات مقابلة، لإطالة أمد المعركة على الأقل.

وتتألف القوة العسكرية الموالية للشرعية، التي وصلت إلى مأرب على دفعات الأسبوع الماضي، من آلاف الجنود اليمنيين المدعومين بمئات الآليات العسكرية، بين عربات مدرعة ودبابات وقاذفات صواريخ ومدافع متحركة ومختلف التجهيزات الأخرى، أهمها عدد من مروحيات "الأباتشي" المتخصصة بضرب الدروع والأهداف البشرية.

ووصلت، صباح اليوم الأحد، إلى محافظة مأرب تعزيزات عسكرية جديدة، مقدمة من قوات التحالف، هي الرابعة من نوعها خلال الأسبوعين الماضيين.

وقال مصدر عسكري إن العشرات من الدبابات والمدرعات وناقلات الجند وصلت، اليوم، إلى صافر بمأرب عبر منفذ الوديعة.

وأشار المصدر إلى أن الهدف من تجميع تلك القوات هو الاستعداد لمعركة الحسم، وتحرير مدن يمنية من مليشيات الحوثي وصالح، وفي مقدمة تلك المدن محافظتا مأرب والجوف.

ووصلت ثلاث دفعات إلى صافر من التعزيزات العسكرية الضخمة المقدمة للجيش والمقاومة الشعبية، وتتكوّن من عشرات المدرعات والدبابات وناقلات الجند، كما وصلت طائرات و8 مروحيات أباتشي إلى مطار مستحدث بصافر، وتهدف كلها للمشاركة في معركة تحرير العاصمة اليمنية، صنعاء، من الحوثيين.

اقرأ أيضاً: الحوثيون يحاولون تعويض الهزائم بمهاجمة الحدود السعودية

وأكد مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، أن الدفعة الرابعة تضم منظومة للدفاع الجوي، مهمتها اعتراض الصواريخ والطائرات، في ظل مخاوف من استهداف الحوثيين وقوات صالح للمطار العسكري في صافر.

وكان الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، قد قال، في خطاب أخيراً، إن ما وصفها بدول العدوان تسعى لإنشاء مدرج ومهابط للطائرات العمودية في منطقة صافر، بمحافظة مأرب ‏لمواصلة عدوانها، وحذر من الاستمرار في إنشاء المطار.‏

وهدد بأن أبناء مأرب لن يسمحوا ببناء ما يضرّهم ويضر اليمنيين كافة، ولن تكون أرضهم مهبطاً لمعتدٍ.‏

في السياق ذاته، اقتحمت مليشيا الحوثي وصالح، يوم السبت، منزل أركان حرب اللواء 107، العقيد علي حزام الطميرة، في العاصمة صنعاء، واختطفت نجله و10 من جيرانه.

وأعلن اللواء العسكري (107)، المكلف بحماية ‏المنشآت النفطية في صافر، في يونيو/ حزيران الماضي، ولاءه للشرعية وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وكانت القوات الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ودول التحالف، قد عملت خلال الأسبوعين الماضيين على تهيئة وتجهيز ‏مطار ترابي تابع لشركة صافر النفطية بمنطقة صافر، في محافظة مأرب، بهدف استخدامه لأغراض عسكرية.‏

ويؤكد القادة العسكريون الموالون للرئيس هادي أن حسم معركة مأرب، بمشاركة قوات التحالف والمقاومة، يمهّد الطريق لتحرير صنعاء.

في المقابل، تتألف قوات الانقلابيين من المليشيات الحوثية، وأفراد من اللواء الثالث مشاة جبلي، الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وكذلك من قوات من اللواء السابع الموجود في منطقة "خولان" التابعة إدارياً لمحافظة صنعاء (الضواحي)، كما توجد قوات في المحافظة لا يُستبعد أن تنقسم بولاءاتها بين صالح والشرعية، وخصوصاً اللواء 14 مدرع، المرابط في  معسكر "صحن الجن"، شمال شرق مأرب، وهو من الألوية التي أعلنت ولاءها للشرعية، لكنها لم تتدخل بالمواجهات ضد الحوثيين.

اقرأ أيضاً: هادي يلتقي الملك سلمان بالمغرب ومشاورات حول الحسم الميداني

مصادر محلية في مأرب تواصلت معها "العربي الجديد"، توقعت أن يحقق الجيش الموالي للشرعية تقدماً سريعاً في بعض الجبهات على الأقل، بسبب فارق القوة الكبير بين قوات الشرعية المدعومة من التحالف بمختلف التجهيزات وبين مجاميع الحوثيين والموالين لصالح، والذين يقتصر انتشارهم على مناطق غربي المحافظة، وتعرضت معظم معداتهم المدرعة والثقيلة لغارات مكثفة، بلغت مئات الغارات في الفترة الأخيرة. وفي المقابل، أشارت المصادر إلى أن هناك مخاوف من حصول خيانات في صفوف قوى الشرعية أو الشخصيات القبلية الموالية لها.

ويرى متابعون أن معركة "مأرب" ستكون الأهم في الفترة القادمة، إذ إنها المنطقة التي حشد لها التحالف أكبر قوة حتى الآن، وقد يدفع إليها الحوثيون والرئيس المخلوع بتعزيزات مضاعفة، لأن الحسم في مأرب يعني أن يصبح التهديد التالي على صنعاء، التي تريد القوى الانقلابية جعلها ورقة تفاوض على الأقل، ويواصلون فيها الاستعدادات وحملات الاعتقالات لمعارضيهم.

المساهمون