استعدادات مكثفة لبدء معركة حاسمة في الجوف

استعدادات مكثفة لبدء معركة حاسمة في الجوف

29 اغسطس 2015
المقاومة تستعد لتحرير مأرب والجوف (فرانس برس)
+ الخط -
تجري المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالي للشرعية، والتي جرى دعمها بمئات الآليات العسكرية والعربات المدرعة استعدادات مكثفة لإطلاق عملية لتحرير محافظة الجوف، الواقعة شمال مأرب، والحدودية مع السعودية، والتي سيطر عليها الحوثيون في يونيو/حزيران الماضي، بعد مواجهات متقطعة مع القبائل.

وأكدت مصادر يمنية مطلعة موجودة في العاصمة السعودية الرياض وأخرى محلية لـ"العربي الجديد" أن القوات في مأرب، التي وصلت إليها التعزيزات من القوات المدربة في السعودية تجري استعدادات مكثفة لتحرير "مأرب" ومحافظة "الجوف" المحاذية لها، والتي كانت عصية على الحوثيين حتى فترة قريبة، إذ دارت هناك خمس جولات مواجهات متقطعة بين عامي 2011 و2015.

وكشف السكرتير الإعلامي لمحافظ الجوف، محمد عياش، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المقاومة الشعبية في الجوف أنشأت معسكراً لتدريب وحشد مقاتليها استعداداً للمعركة الحاسمة ضد الحوثيين والقوات الموالية لهم، إذ توافد إلى المعسكر مئات من المقاتلين من أبناء القبائل، مشيراً إلى أنه، وفي إطار الاستعدادات، قامت المقاومة بتشكيل "محور عسكري" في منطقة "الريان" التابعة لمديرية الحزم، مركز المحافظة، وذلك لدعم قوات الجيش بعملية تحرير "الجوف".

اقرأ أيضاً: الحوثيون يحاولون تعويض الهزائم بمهاجمة الحدود السعودية 

في المقابل، أكدت مصادر محلية متعددة أن الحوثيين أرسلوا تعزيزات إلى المحافظة بعشرات العربات المدرعة وكذلك بمجاميع المقاتلين وبدأوا الاستعداد للمواجهات. كذلك قاموا، بحسب، عياش، السكرتير الإعلامي في مكتب المحافظ، بزرع أعداد كبيرة من الألغام، خصوصاً في "معسكر اللبنات"، والذي تتجه المقاومة إلى الزحف نحوه للسيطرة عليه، فيما قصف التحالف العربي خلال الأيام الماضية أكثر من مرة مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون، وقام بإرسال تعزيزات إلى المحافظة.

وتعد الجوف ثالث أكبر المحافظات اليمنية من حيث المساحة، وتشترك بحدود مع محافظات حضرموت ومأرب وصنعاء وعمران وصعدة، ولكنها قليلة السكان مقارنة بالمحافظات الأخرى، وتحتل أهمية مضاعفة في هذه الحرب، باعتبارها محافظة حدودية مع السعودية، وكذلك باعتبارها الجبهة الأقرب التي تمهد لنقل المعركة إلى معاقل الحوثيين في محافظة صعدة.

وكانت الاستعدادات لمعركة الجوف كخطوة نحو صعدة، قبل أكثر من شهرين، إلا أن الحوثيين تمكنوا من حسم الجبهة لصالحهم، وسيطروا على مركز المحافظة وأهم المواقع العسكرية فيها، مستغلين إمكانات المقاومة المحدودة، غير أن المعركة تبدو مختلفة اليوم، بعد وصول قوة مدعومة بمعدات نوعية وتجهيزات متكاملة إلى مأرب، تم تجهيزها في محافظة "شرورة" السعودية، وانتقلت عبر منفذ الوديعة.

ومن المتوقع أن يدفع الحوثيون بمزيد من التعزيزات نحو الجوف، باعتبارها نقطة حساسة، وفي حال تم تحريرها، ستقف القوات الموالية للشرعية على حدود محافظة صعدة، معقل الحوثيين، ما سيؤثر على مقاتليهم في الجبهات البعيدة من المحافظة، وكذلك من المتوقع أن تلقى المعركة دعماً مضاعفاً من القوات السعودية التي تسعى إلى تأمين حدودها الجنوبية، من خلال الضربات المكثفة للحوثيين وكذلك دعم القوات الشرعية بالوصول إلى معاقل الحوثي.

اقرأ أيضاً: الحرب اليمنية بموازاة المفاوضات... الجوف وتعز في الصدارة

وفي سياق منفصل، منعت السلطات الأمنية في عدن، خروج أي معدات عسكرية خارج عدن، والمحافظات المجاورة لها، في مسعى منها لضبط الأوضاع. 

جاء ذلك خلال الاجتماع الأسبوعي للجنة الأمنية في عدن والمحافظات المجاورة لها، لحج وأبين والضالع.

وأكدت اللجنة الأمنية عدم إخراج أي معدات مدنية ثقيلة من عدن إلا بموافقة محافظ عدن، فضلاً عن المنع التام لإخراج المعدات العسكرية إلا بموافقة قائد المنطقة العسكرية الرابعة.

اللجنة الأمنية أيضاً منعت استيراد الدراجات النارية حتى إشعار آخر، وذلك ضمن إجراءاتها الأمنية.

من جانب آخر قتل العشرات من مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح في قصف لطائرات التحالف في بيحان شمال شبوة.

وشاركت طائرات الأباتشي لأول مرة في المعارك الجارية في منطقة بيحان في شبوة، فضلاً عن مشاركتها في البيضاء، لا سيما في منطقة مكيراس الواقعة بين محافظتي أبين والبيضاء.

وشنت طائرات التحالف أكثر من خمس عشرة غارة على مليشيات الحوثيين والمخلوع في مكيراس.

كذلك تمكنت المقاومة في منطقة الزاهر بمحافظة البيضاء من طرد المليشيات من عدة مواقع في المنطقة وكبدتهم خسائر كبيرة.