المليشيات تقتل وتعتقل العشرات في ديالى

المليشيات تقتل وتعتقل العشرات في ديالى

21 يوليو 2015
ديالى تعاني تراجعاً أمنياً خطيراً (فرانس برس)
+ الخط -
أطلقت المليشيات في محافظة ديالى العراقية، حملة "الانتقام" لضحايا التفجير الذي ضرب بلدة بني سعد، وذهب ضحيته أكثر من 250 قتيلاً وجريحاً.

وبدأت الحملة، في الساعة الواحدة من فجر الثلاثاء، بهجومين بقذائف الهاون على منطقتين في المحافظة، أوقعت عشرات القتلى والجرحى، أعقبتها حملة اعتقالات واسعة للمواطنين، اقتادوا خلالها أكثر من 100 شخص إلى جهات مجهولة، فيما حذّر مسؤولون من منعطف خطير نحو العنف الطائفي تتجه نحوه المحافظة.

وأوضح مصدر محلّي في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المليشيات بدأت حملتها بقصف منطقتي الحديد وهبهب جنوب غربي بعقوبة، بقذائف الهاون، ما أسفر عن مقتل 18 مدنياً وجرح 24 آخرين، بينهم نساء وأطفال". موضحاً أنّ "المليشيات أطلقت قبل ساعات من الهجوم ما وصفته بأخذ الثأر ردّاً على التفجير الإرهابي، الذي ضرب بلدة خان بني سعد وأزهق أرواح العشرات من الأبرياء".

كما أشار إلى أنّ "المليشيات أقدمت، أيضاً، على اختطاف 12 مدنياً من إحدى قرى بلدة بني سعد، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، بينهم زعيم قبلي ونجله"، بينما اعتقلت نحو 80 آخرين في مناطق أخرى، واقتادتهم إلى جهات مجهولة، تحت مرأى ومسمع قوات الأمن العراقية، التي أخذت "دور المتفرج". مشيراً إلى أنّ "غالبية مناطق المحافظة تعيش وضعاً أمنياً مربكاً، وهي تتخوف من هجمات المليشيات وعمليات الاختطاف والغدر".

بدوره، أكّد النائب عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، أنّ "الوضع في محافظة ديالى خطير للغاية وينذر بكارثة قد تجر إليها المحافظة".

ولفت لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "المحافظة تعاني تراجعاً أمنياً خطيراً أعقب تفجير بلدة بني سعد، وأنّ عدم تحرّك الجهات المسؤولة عن الملفين الأمني والسياسي لإيجاد حلٍ سريع للأزمة قد يدفع المحافظة إلى مصير مجهول"، داعياً الرئاسات الثلاث، إلى "تدارك الموقف في المحافظة والتدخل العاجل لإنقاذها".

بدوره، شدّد رئيس البرلمان، سليم الجبوري، على ضرورة "وضع حد لمحاولات إعادة الفوضى إلى محافظة ديالى". معتبراً في بيان صحافي، أنّه "يتحتم على رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ووزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية في ديالى، أن تتخذ إجراءات سريعة وغير تقليدية للحفاظ على أمن المواطنين، وحمايتهم من الإرهاب والفوضى، وعدم السماح بتعكير الاستقرار الأمني".

كما دعا أهالي ديالى إلى "التمسك بوحدتهم والمحافظة على أمن مناطقهم وعدم السماح لأصحاب الأجندات الطائفية بالعبث بأمنهم ومستقبلهم".

 بدوره، حذّر رئيس حركة الحل المنضوية ضمن "تحالف القوى العراقية"، جمال الكربولي، من "عودة الاقتتال الطائفي الى المحافظة"، ورأى في بيان صحافي، أنّ "عمليات الاستهداف التي طالت اﻷبرياء في خان بني سعد، وهبهب ضمن محافظة ديالى دليل على وجود جهات إرهابية تسعى الى منع عودة السلام واﻻستقرار والوئام لنسيج مدن ديالى".

وطالب القوات اﻷمنية وقيادة عمليات دجلة أن "تتحمل مسؤولية حماية المدنيين وعدم التراخي مع استمرار تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للعراقيين بشكل عام".

وحذّر من "محاوﻻت المليشيات والجماعات الإرهابية استدارج أبناء المحافظة الواحدة إلى ردّات فعل غير منضبطة، وعمليات انتقامية تؤدي لمزيد من الضحايا المدنيين، ويبقى الإرهاب وداعموه مستفيدين وحيدين من ذلك".

وشهدت بلدة بني سعد جنوب مدينة بعقوبة، الجمعة الماضي، انفجاراً عنيفاً بسيارة مفخخة أوقع نحو 250 قتيلاً وجريحاً.

اقرأ أيضاًديالى: مساومات مقابل حلّ أزمة النازحين

دلالات