خبراء أمنيون: العنف يُدخل مصر نفقاً مظلماً

خبراء أمنيون: العنف يُدخل مصر نفقاً مظلماً

21 يوليو 2015
قمع المعارضين في مصر يولّد العنف (أنجي كونداغ/الأناضول)
+ الخط -
يجمع خبراء أمنيون مصريون، تحدثوا لـ"العربي الجديد"، على أن استمرار عمليات قتل المدنيين سيؤدي إلى مزيد من الاحتقان بين الشعب والسلطة، محذرين من ازدياد عمليات العنف وعدم الاستقرار، خصوصاً في ظل صدامات قوات الجيش والشرطة مع المتظاهرين.


اقرأ أيضاً: "الجامعة تحت الحصار" يرصد 1552 انتهاكاً ضد طلاب مصر

ويقول الخبير الأمني اللواء محمود قطري إن "الوضع في مصر يزداد سوءاً لأسباب عدة، يأتي في مقدّمتها التخبط الذي تسير فيه العملية السياسية، مما ولد كثيراً من الشكوك لدى العديد من القوى السياسية حول مستقبل العملية السياسية، وهو ما خلق حالة من عدم الثقة. بالإضافة إلى استمرار عمليات قتل المتظاهرين السلميين، والذي يؤدي إلى المزيد من العنف والتخريب في البلاد لأن ذوي القتلى سيصبون غضبهم على الحكومة"، مشيراً إلى "علامات استفهام حول أداء المنظومة الأمنية في التعاطي مع القضايا الأمنية".

ويضيف قطري أن "من أسباب عدم الاستقرار الأمني، تهريب كميات كبيرة من السلاح، يتم إدخالها عبر الحدود، ويكون معظمها في يد الخارجين عن القانون وتجار السلاح".

من جهته، يرى الخبير العسكري، يسري قنديل، أن "عمليات القمع التي تقوم بها قوات الشرطة والجيش، واعتقال الشباب بدون محاكمات، وإصدار أحكام قاسية، سيؤدي إلى المزيد من العنف والشغب، ووقوع المزيد من الضحايا"، معتبراً أن "استهداف المقرات الأمنية والعسكرية في المحافظات دليل على الحالة الانتقامية من قبل الشعب"، موضحاً أن "تحقيق الاستقرار السياسي يساعد على تحسين العلاقة بين الشرطة والشعب".

ويشير قنديل إلى جريمة "قتل 6 مدنيين أخيراً في منطقة الهرم بينهم أطفال وسيدات"، مضيفاً أن "هذا دليل على استمرار العنف". وتوقع أن تدخل البلاد "في نفق مظلم وخطير" في ظل استمرار العنف، وأن "تتحول بعض المناطق إلى مليشيات وحرب بين الأهالي والقوات الأمنية". واعتبر أن "المصالحة والمكاشفة بين أطياف الشعب المصري، أصبحت ضرورية في الوقت الحالي لإنقاذ الوطن من المحن والمؤامرات التي تحيط به، قبل أن تتحول البلاد إلى حرب أهلية ولن يكون حينها غالب أو مغلوب، وستكون مصر صومال جديدا وسورية جديدة".

وفي الإطار نفسه، عبر الخبير الأمني اللواء مجدي الشاهد، عن خشيته من تزايد خطورة الموقف الأمني في مصر، وارتفاع عدد الضحايا، سواء من القوات أو المواطنين، مؤكداً أن "استمرار هذا المسلسل ستكون عواقبه خطيرة على مصر وشعبها"، مطالباً مختلف القوى السياسية المصرية بالتكاتف لإنقاذ البلاد.

وخلص إلى أن "التجاوزات التي تحدث من قبل القوات أعطت إشارات سلبية داخل العائلات المصرية، وزادت من حجم الاحتقان وحالة العداء من قبل بعض الشباب وفئات المجتمع لجهاز الشرطة"، مشيراً إلى أن "جهاز الشرطة يتحمل أخطاء النظام السياسية".

ودعا الشاهد إلى إصلاح وزارة الداخلية أو إعادة هيكلتها، شارحاً أن "الهيكلة لا بد أن تكون من منظور وطني يضمن إبعاد الوزارة عن السياسة والوقوف على الحياد، حتى تتفرغ لأداء دورها الرئيس فقط؛ وهو الأمن وحماية أمن المواطن والوطن".

وكانت قوات الأمن المصرية قد فرّقت بالقوة تظاهرة رافضة للانقلاب خرجت بعد صلاة عيد الفطر صباح الجمعة، في محافظة الجيزة، مستخدمة الرصاص الحي، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى. كما أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال 268 متظاهراً خلال الأيام الماضية.

اقرأ أيضاً: الأمن المصري يقتل ويعتقل متظاهرين بالجيزة والإسكندرية

المساهمون