حقبة جديدة بين السعودية و"حماس"

حقبة جديدة بين السعودية و"حماس"

17 يوليو 2015
غُلّفت الزيارة بطابع ديني (الأناضول)
+ الخط -
مع طغيان موضوع زيارة وفد من حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس)، برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، إلى السعودية، ليل الأربعاء ـ الخميس، بدا واضحاً أن حقبة جديدة بدأت لترميم العلاقات بين الطرفين. وسُرّب خبر الزيارة بعد وصول مشعل بساعات قليلة، وتمّ ربط الزيارة بـ"الهدف الديني"، كغطاء للبعد السياسي. ويتألف الوفد، إضافة لمشعل، من نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وعضو المكتب السياسي صالح العاروري.

وأفاد مصدر في الحركة، لـ"العربي الجديد"، بأن "زيارة وفد الحركة للسعودية بقيادة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، تُعدّ الذروة حتى الآن، في رحلة ترميم العلاقات بين حماس والرياض". وأوضح أن "الزيارة تكليلٌ للجهود التي بذلتها حماس، منذ وفاة الملك عبد الله بن العزيز، العاهل السعودي الراحل، لإعادة ترتيب علاقاتها بالرياض". وكان مشعل قد وصل السعودية، مساء الأربعاء، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقاً، تستمر لمدة يومين، سيلتقي خلالها، وفقاً لمصادر حمساوية، رئيس الاستخبارات السعودية خالد الحميدان، وقيادات سياسية بارزة بالمملكة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ يونيو/حزيران 2012.

وأشار المصدر الحمساوي إلى أن "أجندة اللقاءات ستُناقش ملفاً رئيسياً، وهو ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، مع حركة فتح ولمّ الشمل الفلسطيني". وحول ما إذا كان تدخل السعودية لتنشيط ملف المصالحة الداخلية الفلسطينية، يُعدّ بديلاً للدور المصري في هذا الصدد، استبعد المصدر ذلك قائلاً: "هناك اتفاق بين الجانبين المصري والسعودي في هذا الشأن، ولا يُمكن قراءة الزيارة بهذا الشكل".

اقرأ أيضاً: مشعل والمصارحة الفلسطينية

من جهته، ذكر رئيس مركز "الدراسات السياسية والاستراتيجية" في جدة، أنور ماجد عشقي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "استقبال السعودية لوفد من حركة حماس، يأتي في صلب سياسة الملك سلمان بن عبد العزيز، التي تقوم على مرتكزات الأمن القومي العربي، ومن أهمها ضرورة لمّ الشمل الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل". ولفت إلى أن "هناك اتفاقاً بين العاهل السعودي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأردن في هذا الشأن".

وأوضح عشقي أن "الرياض تسعى لتأدية دور في تقريب وجهات النظر ولمّ الشمل الفلسطيني"، كاشفاً أن "اللقاء بين قيادات الحركة والمسؤولين السعوديين، سيشهد طرح ملف السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل". ولفت إلى أنه "ستتم إعادة طرح المبادرة العربية للسلام خلال اللقاءات التي ستشهدها الرياض".

وحول ما إذا كان توقيت اللقاء يأتي كردّ من جانب السعودية على إتمام إيران للاتفاق النووي، استبعد عشقي هذا التصور قائلاً: "هناك ما هو أهم بالنسبة للسعودية، وهو دورها في المنطقة والذي يسعى للحفاظ على الأمن القومي العربي، وحلّ النزاعات الداخلية أولاً".

ولم تأتِ زيارة مشعل إلى السعودية من فراغ، فقد بوشر التمهيد للزيارة بعد تولّي الملك سلمان الحكم في السعوديّة. الخطوات الأولى، كانت من السعودية التي أبلغت قيادة "حماس"، عبر وزير داخليتها حينها، وولي العهد حالياً، الأمير محمد بن نايف، بأن "الرياض لا تعتبر حماس تنظيماً إرهابياً، رغم تصنيفها الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي في عهد الملك عبد الله".

ويقول العارفون بتفاصيل تطور العلاقة بين السعودية و"حماس"، إن "التحسّن كان ثابتاً، لكنه بطيء وتدريجي". وقد حُلّت ملفات عدة عالقة بين الجانبين، وتغيّرت لهجة الإعلام السعودي بحق حماس". لكن الطرفين يُحاذران في عدم الإكثار من التفاؤل، فزيارة مشعل تأتي بعد أسابيع قليلة على لقاء المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن همام سعيد مع وزير الأوقاف السعودي صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، بطلب من الأخير الذي أبلغه، بحسب مصادر إخوانية، بـ"تناسي الفترة الماضية من العلاقة مع الإخوان نهائياً".

من شبه المؤكّد أن مشعل سيبحث في زيارته الأمور المتعلقة بالقضية الفلسطينية والدور السعودي في هذا المجال، من إعادة إعمار قطاع غزة، والمصالحة بين حركتي حماس وفتح، والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل والتي قد ينتج عنها هدنة لسنوات عدة. لكن من غير المستبعد أن تحضر ملفات أخرى على طاولة البحث، وخصوصاً أن الزيارة تأتي بعد الإعلان عن الاتفاق بين إيران والدول الست حول ملف طهران النووي.

اقرأ أيضاً: قيادات أوروبية تعرض على "حماس" مبادرة لإعمار غزة