الملا عمر يدعم المفاوضات مع الحكومة الأفغانية

الملا عمر يدعم المفاوضات مع الحكومة الأفغانية

15 يوليو 2015
تُعقد حالات الالتحاق بتنظيم "داعش" مهمة الملا عمر
+ الخط -
عبّر زعيم طالبان، الملا محمد عمر، اليوم الأربعاء، عن دعمه محادثات السلام التي تجري بين الحركة والحكومة الأفغانية، واصفاً إياها بأنها "شرعية"، وذلك في أول رسالة له منذ بدء هذا الحوار في باكستان، الأسبوع الماضي،، برعاية الصين والولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وكانت عواصم الدول الكبرى والأمم المتحدة قد رحبت بهذا الاتصال الأول المباشر، الأسبوع الماضي، بين وفد من طالبان والحكومة الأفغانية بهدف فتح الطريق لمحادثات سلام من أجل إحلال الاستقرار، في بلدٍ يشهد منذ أكثر من عقد حركة تمرد إسلامي.

وفي أول رد فعل نشر على الموقع الرسمي لحركة طالبان، لم يذكر الملا محمد عمر بشكل واضح هذه الدورة التمهيدية، لكنه عبّر عن موافقته على إجراء محادثات لإحلال السلام في البلاد، مؤكداً أنّه "بموازاة الجهاد المسلح، تشكل الجهود السياسية والطرق السلمية، مبدأ إسلاميا شرعيا".

ومن المقرر إجراء المحادثات المقبلة بعد عيد الفطر، لكن رئيس السلطة التنفيذية في أفغانستان، عبد الله عبد الله، أشار لـ"فرانس برس" إلى أنه "لا يعرف متى ولا أين ستنظم".

وفي وقت يقول فيه خبراء أن الملا عمر يعيش في مكان سري في باكستان المجاورة، حيث لم يظهر يوما، تبث شائعات من حين لآخر عن وفاته.

وقد دفع غيابه وصمته واحتمال إلقاء السلاح بعد فترة، بعض مقاتلي طالبان إلى مبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي بات ناشطوه منتشرين بقوة في شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان.

وفي الأسابيع الماضية، جرت معارك طاحنة بين الفصيلين، فيما قتل كوادر في تنظيم "داعش" بينهم زعيم فرعه في باكستان وأفغانستان، حافظ سعيد خان، وناشط منذ البداية يدعى، شهيد الله شهيد، بضربات لطائرات بدون طيار في هذه المنطقة.

ومطلع الأسبوع الحالي، نشر تنظيم "داعش" فتوى تدعو كل المقاتلين في المنطقة إلى إعلان ولائهم لزعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي.

اقرأ أيضاً: بداية النهاية لـ"داعش" في أفغانستان

وفي هذه "الفتوى" التي نشرت في النشرة الدعائية للتنظيم، يتهم "داعش" الملا محمد عمر بأنه قائد "قومي" يريد السيطرة على أفغانستان ويرفض إقامة دولة "خلافة" عالمية، الهدف الأخير للتنظيم.

إلى ذلك، تعقد حالات الالتحاق بتنظيم "داعش" مهمة الملا عمر، الذي يواجه إنهاك القادة بعد عقد من الحرب وشكوك آخرين في جدوى تقارب مع كابول بإشراف الصين والولايات المتحدة.

وكان عدد من القادة الميدانيين لطالبان يتساءلون علنا الأسبوع الماضي عن شرعية المقاتلين، الذين حضروا هذه الجولة المباشرة الأولى من المفاوضات، مما يطرح تساؤلات كبيرة عن وحدة الحركة المتمردة.

والدليل الإضافي على صعوبة وضع خط واضح هو أن الملا عمر أكد في رسالته أن "المكتب السياسي" هو السلطة الوحيدة المخولة، بدون أن يسمي الكوادر المكلفين بهذه المفاوضات.

ميدانياً، ما زال مقاتلو طالبان بعيدين عن وقف القتال، فقد ضاعفوا في الأشهر الأخيرة الهجمات وما زالوا يطالبون برحيل جنود حلف شمال الأطلسي، البالغ عددهم 12 ألفاً و500 ولم تعد مهمتهم سوى تقديم النصح والتأهيل للجيش الأفغاني.



اقرأ أيضاًالعلاقات الأفغانية ـ الباكستانية إلى نقطة الصفر

المساهمون