المالكي متّهم بمحاولات إفشال حكومة العبادي

المالكي متّهم بمحاولات إفشال حكومة العبادي

15 يونيو 2015
المالكي وصف ما يجري في العراق بأنه "ثورة سنية"(Getty)
+ الخط -

أثارت التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، موجةً من الانتقادات العنيفة، لما وصفت بأنها مساع لعرقلة عمل الحكومة بهدف تقويضها، الأمر الذي دفع بكتل سياسية مختلفة، إلى التصدي لتلك المساعي التي تعزز الفتنة الطائفية في البلاد، على حد قولهم.

وقالت النائبة عن كتلة الأحرار، نوال جمعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي يعمل، عبر موقعه، على التأثير في صنع القرار في السلطات التنفيذية والقضائية، إلى جانب كتلته السياسية داخل البرلمان، بهدف عرقلة عمل حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وإظهارها بمظهر الحكومة الضعيفة".

وأوضحت جمعة أنّ "بعض أعضاء كتلة المالكي ودولة القانون في البرلمان، يختلقون المشاكل داخل الرئاسات الثلاث، في مسعى لإضعاف حكومة العبادي، لتحميله مسؤولية الأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد".

كما أشارت إلى أنّ "ما يقوم به العبادي حالياً ليس البناء، وإنما إصلاح ما تم تدميره خلال حكومة المالكي التي استمرت ثماني سنوات"، لافتةً إلى أنّه "خلال ترؤس المالكي للحكومة، احتل تنظيم "داعش" ثلاث محافظات، نتيجة السياسة الفاشلة في إدارة الدولة، وسخط الشعب العراقي على سوء الخدمات، فضلاً عن انفراده باتخاذ القرارات الحساسة".

من جهته، أكّد تحالف القوى العراقية، أنّ "المالكي يسعى إلى تأجيج نار الفتنة، وزرع بذور التفرقة والتناحر بين أبناء البلد الواحد، خدمةً لأجندات خارجية". 

وقال رئيس كتلة التحالف النيابية، أحمد المساري، إنّ "المالكي يتحمل مسؤولية الكارثة التي حلّت بالعراق، وظهور داعش وسيطرته على عدد من المحافظات وتهجير أهلها، وتدمير منازلها وبنيتها التحتية، وتعطيل كل أشكال الحياة فيها".

كما اعتبر، في بيان صحافي، أنّ "انفراد المالكي بالحكم واتباعه سياسة الإقصاء والتهميش ضد شركائه في العملية السياسية من السنة والأكراد وأطراف مهمة في التحالف الوطني، وفشله في إدارة الملفات السياسية والعسكرية والاقتصادية، أدى إلى انهيار الوضع الأمني، وتقويض دور الجيش وضياع هيبة الدولة"، معرباً عن استغرابه من تصريحات المالكي الأخيرة المحرضة على الطائفية. 

بدوره، قال عضو ائتلاف الوطنية، محمود المشهداني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المالكي الذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس العراقي، يجب ألا يمثل مكوناً معيناً أو حزباً، بل يجب أن يكون ممثلاً لكل العراقيين بمختلف مذاهبهم، ويحافظ على وحدتهم وثرواتهم، ويعمل على صيانة استقلالهم وسيادتهم، وهذا هو القسم الذي أداه قبل تكليفه بهذا المنصب".

ورأى أنّ "المالكي، وبدلاً من أن يعترف بمسؤوليته المباشرة عن كل ما حصل، وخاصة احتلال مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، ومجزرة سبايكر في مدينة تكريت، أخذ يكيل الاتهامات لجميع شركائه السياسيين ولمجلس النواب، ويحملهم مسؤولية ما ارتكبه هو من أخطاء، وما تبناه من نهج طائفي مقيت كان السبب فيما يعيشه العراق اليوم، من مأساة واستنزاف لطاقاته البشرية والمادية".

إلى ذلك، دعا المشهداني، التحالف الوطني، إلى "اتخاذ موقف واضح من تصريحات المالكي الخطرة"، كما طالب رئاسة مجلس النواب بعقد "جلسة طارئة واستثنائية لمناقشة هذه التصريحات وانعكاساتها السلبية المدمرة على مجمل الأوضاع في العراق".

وكان المالكي، قد وصف أخيراً في كلمة له ما يشهده العراق اليوم بأنّه "ثورة طائفية، سنية ضد الشيعة"، الأمر الذي اعتبرته قوى سياسية عدة تحريضاً على الطائفية في البلاد، في محاولة من المالكي لخلط الأوراق، وزعزعة المشهد السياسي والأمني.

اقرأ أيضاً المالكي مُحرّضاً: العراق يشهد ثورة طائفية
اقرأ أيضاً لجنة خاصة تستعد لمواجهة المالكي حول سقوط الموصل