تركمان سورية يتهمون "الحماية الكردية" بتهجيرهم

تركمان سورية يتهمون "الحماية الكردية" بتهجيرهم

14 يونيو 2015
طفل تركماني نازح إلى لبنان (رتيب الصفدي/الأناضول)
+ الخط -

اتهم التركمان في سورية المليشيات الكردية بانتهاج سياسة تهجير مبرمجة بحقهم، وذلك على ضوء المواجهات التي تدور رحاها حالياً قرب مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة، بين "وحدات حماية الشعب" الكردية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). تأتي اتهامات التركمان بعد أخرى مماثلة من العرب الذين اتهموا المقاتلين الأكراد بممارسة تهجير عرقي.

وقال نائب رئيس حزب "الحركة الوطنية التركمانية السورية"، طارق سلو جاوزجي، إن مقاتلي وحدات "حماية الشعب الكردية"، سيطروا على أربع قرى تركمانية تابعة لبلدة تل أبيض بريف محافظة الرقة، في سابقة هي الأولى من نوعها في المنطقة، منذ اندلاع الصراع في البلاد قبل أكثر من أربع سنوات.  

وأوضخ جاوزجي، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول"، أن "وحدات حماية الشعب" المدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة سيطرت على قرى دادات وباب الهوى وبلال جته وسيرت مساء وبلدة حمام التركمان الخميس الماضي، وقد نزح سكان تلك القرى إلى تل أبيض، فيما نزح غالبية سكان بلدة حمام التركمان البالغ عددهم نحو 12 ألف شخص باتجاه الحدود التركية.

واتهم جاوزجي وحدات "حماية الشعب" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" بالعمل من أجل تفريغ القرى التي سيطرت عليها من سكانها التركمان، وتوطين أكراد فيها، مشيراً إلى أن عناصر "الاتحاد الديمقراطي" ومنظمة "بي كي كي" يسعون للسيطرة على بلدة تل أبيض، الخاضعة لتنظيم "داعش"، بغية تحقيق وحدة جغرافية بين تجمعاتهم في الجزيرة السورية وعين العرب، كخطوة أولى على طريق مشروع إعلان إقليم شمال سورية الموجود في أذهان بعض الأكراد، معرباً عن اعتقاده بأن القوات الكردية ستعمل لاحقاً على تحقيق وحدة جغرافية بين هذين الكانتونين وعفرين في ريف حلب، بغية إقامة كيان كردي شمال سورية، متاخم للحدود التركية.

يأتي ذلك في وقت تتواصل فيه الاشتباكات منذ مساء الخميس حول مدينة سلوك بالقرب من تل أبيض بين وحدات "حماية الشعب" الكردية ومقاتلي "داعش". وتحاول القوات الكردية اقتحام المدينة من الشمال والشرق والجنوب، مدعومة بغارات من طيران التحالف الدولي.  

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ القوات تحاول اقتحام المنطقة وسط مقاومة محدودة من عناصر التنظيم، مشيرة إلى إن اشتباكات تدور في الريف الغربي للمدينة على محاور قرى شمال مدينة عين عيسى، والطريق الدولي الرابط بين حلب والحسكة، إضافة للقرى الشمالية للمنطقة ومنها قريتا أبو صرة وقريمان.  

وأشارت المصادر إلى أنّ عناصر التنظيم انسحبوا من المنطقة بسبب القصف الشديد والمركز من قبل طيران التحالف، وسط تواصل الاشتباكات على الجبهة الغربية في ريف تل أبيض، فيما يقوم التنظيم بمنع المدنيين من النزوح باتجاه الحدود التركية، الأمر الذي خلّف حالة من الخوف والقلق، إذ يسكن المنطقة ما يقارب 100 ألف نسمة.  

تهجير العرب

وشنّ طيران التحالف الدولي غارات على منطقة الشركراك جنوب تل أبيض، وعلى قرية المبعوجة الى الغرب، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف المدنيين ومحدثاً دماراً كبيراً في المنازل.

وساعد طيران التحالف الوحدات الكردية في السيطرة على قرى عربية وتهجير سكانها مثل كنيطرة، حشيشة، رصيم، كولي، بركفر، جيلك، جاوز، مقر، اصال الشرقية، بئر عاصي، أبو صرة و14 قرية أخرى صغيرة، وأصبحت وحدات الحماية الكردية على بعد أربعة كيلومترات من مدينة تل أبيض.  

وكانت قد أُثيرت شكوك حول انتهاكات للوحدات الكردية في محافظة الحسكة شرقي البلاد، تمثلت في تهجير آلاف العائلات وتهديم منازل العشرات. وقال ناشطون لـ"العربي الجديد"، إن تلك الوحدات دمرت نحو 100 منزل في قرى تابعة لمنطقة تل تمر وجبل عبد العزيز، باعتبارها كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، كما تمّ تهجير أهلها بعد اتهامهم بالانتماء للتنظيم.

اقرأ أيضاً: تراجع "داعش" في الحسكة بعد تدخل كردي

 كذلك تعرض نحو 40 ألف مدني من بلدة تل حميس والقرى التابعة لها للمصير نفسه عقب سيطرة مليشيات وحدات الحماية الكردية عليها قبل أكثر من شهرين.

 وكانت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية قد ذكرت قبل أيام أن الوحدات الكردية هجرت نحو عشرة آلاف مواطن عربي من القرى التابعة لمدينة عين العرب بعد استعادتها من تنظيم "داعش".
وقد شجب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة سليم إدريس، انتهاج المليشيات الكردية ما سماه سياسة التهجير العرقي شرق سورية بحق قرى عربية لإقامة إقليم كردي منفصل عن سورية.

وعبر إدريس خلال مقابلة إذاعية عن قلقه لما يجري في المنطقة الشرقية وقيام الوحدات الكردية بحرق المحاصيل الزراعية للسكان العرب هناك.

كذلك عبر مسؤولون أتراك عن قلقهم من تهجير التركمان والعرب، بغطاء جوي من التحالف الدولي. واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوات التحالف بقصف منطقة تل أبيض لتهجير سكانها من التركمان والعرب، بغية تسليمها لوحدات الحماية الكردية ومنظمة بي كي كي الإرهابيتين بحسب قوله.

وأعربت الولايات المتحدة، بدورها، عن قلقها من استغلال حزب "الاتحاد الديمقراطي" في سورية الضربات الجوية للتحالف الدولي في ممارسة التطهير العرقي ضد العرب والتركمان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جيف راثكي "لقد نقلنا مخاوفنا لحزب الاتحاد الديمقراطي حول سجلهم الخاص بحقوق الإنسان"، خصوصاً تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.

اقرأ أيضاً "التايمز": حملة تطهير عرقي ضد العرب شمال سورية