المليشيات تغيّر ديمغرافية العراق وتهدد وحدته

المليشيات تغيّر ديمغرافية العراق وتهدد وحدته

07 مايو 2015
المليشيات بصدد إحداث تغييرات في مناطق النزوح (Getty)
+ الخط -
حذّر التحالف الوطني (الشيعي) من خطورة المنعطف الذي يمرّ به العراق اليوم، مؤكّدا أنّه على أعتاب التقسيم نتيجة عدم اتفاق الكتل السياسية على رؤية واضحة لإدارة الدولة.

وقال النائب عن التحالف حيدر الفوادي في بيان صحافي، إنّ "الكتل السياسية لم تتفق حتى الآن على رؤية واضحة بشأن إدارة الدولة"، مبينا أن "ذلك معناه أن العراق يمر بمنعطف خطير".


وأشار إلى أنّ "البلاد على أعتاب التقسيم؛ نتيجة الظروف التي مرت بها والتي نتجت عن الاختلافات السياسية في إدارة الدولة"، مشيرا إلى أنّ "بعض السياسيين ينتظرون اليوم الأول من كل شهر ليستلموا فاتورة كتب عليها مبالغ تقسيم العراق".

وتابع أن "هؤلاء السياسيين أصحبوا لقمة سائغة بيد الدول الإقليمية".

من جهته، حذّر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي المنضوي ضمن التحالف الوطني، عمار الحكيم من "متغيرات إقليمية كبيرة قادمة ستؤثر على المكونات العراقية، وعلى علاقة الدولة العراقية مع المتغيرات التي تحيط بها".

اقرأ أيضا بارزاني: نحارب "داعش" باسم العالم الحر

وقال الحكيم، في بيان صحافي، إنّ "دول المنطقة وسياساتها تتغير وقادتها يتغيرون والظروف المحيطة بها تتغير وهو ما يعني أن المرحلة وعواملها متغيرة"، مؤكّدا أنّ "العراق سيكون من أكثر المتأثرين بهذه المتغيرات سواء على المستوى الأفقي في تأثيرها على المكونات السياسية والمذهبية والقومية والمناطقية للمجتمع العراقي، أو على المستوى العمودي في علاقة الدولة العراقية مع المتغيرات التي تحيط بها وضغط هذه المتغيرات عليها".

وأشار إلى أنّ "ما حدث في مجلس النواب قبل أيام في التصويت على رفض مشروع قرار الكونغرس الأميركي هو درجة عالية من الانقسام في المواقف بين المكونات السياسية في العراق"، مشددا على "أهمية التعامل على أساس أنّ العراق دولة واحدة كي يقوى منطقه في مطالبة الآخرين بالتعاطي معه على هذا النحو".


وحث القادة السياسيين على "الاستعداد بواقعية وعقلانية وحساب جميع المعادلات والنظر للصورة من كل الزوايا والابتعاد عن المزايدات والشعارات".

من جهته، رأى المحلل السياسي باسل الربيعي، أنّ "الوضع العراقي الراهن خطر للغاية، وكل المؤشرات تؤكد توجه البلاد نحو التقسيم".

وقال الربيعي في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ "المليشيات تعمل من جانب على إحداث تغيير ديمغرافي بمناطق النزوح والمناطق التي تم تحريرها من سيطرة داعش، خصوصا في محافظة ديالى، كما أنّها تحركت أخيرا على منطقة النخيب في محافظة الأنبار"، مبينا أنّ كل ذلك يعطي مؤشرا أنّ هناك جهات تدفعها باتجاه رسم خارطة جديدة لعراق جديد، يقوم على أساس طائفي".

وأضاف أنّ "داعش ساعد المليشيات بإيجاد الأرضية الخصبة لعملية التغيير الديمغرافي، من خلال موجة النزوح التي أوجدها في المحافظات السنية".

وحمّل الربيعي الحكومة "مسؤولية كل ما يحدث من توجه نحو التقسيم، لأنّها تغض الطرف عن تحركات المليشيات، وأنّ غض الطرف هو قبول بتلك التصرفات، وقبول بالتوجه نحو التقسيم"، مبينا أنّ الشعب وحدة سيكون ضحية لكل تلك السياسات".

اقرأ أيضا: "الحشد الشعبي" وقوات إيرانيّة تتسلل للأنبار وتقترب من السعودية

في المقابل، دعا المرجع الديني العراقي محمود الحسني الصرخي جميع الشرفاء والمثقفين والحقوقيين في العالم إلى التحرك وجمع الأدلة وممارسة دورهم في الانتصار للحق والعمل على تقديم المليشيات الطائفية التي ارتكبت "مجازر وإبادة جماعية " إلى المحاكم الدولية.

ونقل الموقع الإلكتروني للصرخي قوله إن كثيرا من المجازر التي سفكت فيها دماء العراقيين ارتكبت في زمن الحكومات المتعاقبة، وعلى أيدي مليشيات طائفية مدعومة من إيران، مؤكدا أن المعترضين على هذه الإجراءات سيتهمون بالاشتراك بجرائم الإبادة الجماعية لشعب أعزل، تعرض لعمليات الثأر والتصفية والقصف والاشتباكات والتهجير.

ودعا الصرخي العراقيين إلى عدم الانجرار وراء المخططات الطائفية "القذرة" التي تهدف لتقسيم البلاد، مشددا على ضرورة تسليح السنة والكرد لدفع خطر الإجرام والقتل والتكفير، وحذر من خطورة وقوع السلاح بيد الفاسدين الذين قد يستغلونها لإراقة المزيد من الدماء، مستنكرا التجاوزات "القبيحة" على نازحي الأنبار، وعرقلة وصولهم إلى محافظة بغداد والمدن العراقية الأخرى.

وشن الصرخي في وقت سابق هجوما غير مسبوق على ما سماه "تأليه المراجع الدينية" في العراق، مبيناً خلال تسجيل صوتي أن من يخالفهم يقطع إرباً ويحرق ويسحل ويُمثل به ويُهجّر، وتُرمى البراميل المتفجرة على بيته، محذّراً من فتاوى وأحكام المراجع التي تستند إلى أتباع الهوى، كما حذّر المرجع الديني العربي من التدخل الإيراني في العراق، مبيناً أنها جعلت من شيعة العراق العرب وقوداً لحرب تدافع فيها عن مصالحها، ومن أن النفوذ الإيراني لن يتوقف عند حدود معينة.

من جهة أخرى لوحت كتلة الأحرار البرلمانية التابعة للتيار الصدري بـ "الخيار العسكري" لمواجهة القوات الأميركية في حال مرر قرار الكونغرس الذي يهدف لتقسيم العراق، ودعت الكتلة خلال ندوة أقامتها لمناقشة الموضوع إلى ضرورة الضغط على السلطات الأميركية للتراجع عن القرار، وقال عضو الكتلة ضياء الأسدي إن التصريحات الأميركية التي تؤكد الحرص على وحدة العراق، سياسية لا يمكن الوثوق بها، داعيا لحل المشكلة بالطرق الدبلوماسية والسياسية والقانونية قبل اللجوء للحلول العسكرية.

اقرأ أيضا: فشل تشكيل وحدات لـ"الحشد الشعبي" في كردستان

المساهمون