رأي عام عربي سلبي تجاه روسيا وتباعد الخليج مستمر

رأي عام عربي سلبي تجاه روسيا وتباعد الخليج مستمر

24 مايو 2015
علاقة روسيا بالعالم العربي لا ترقى للتطلعات (العربي الجديد)
+ الخط -

اختتمت اليوم، الأحد، أعمال مؤتمر "العرب وروسيا: ثوابت العلاقة وتحولاتها الراهنة"، الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، وتوزع على عدة جلسات، شارك فيها نحو أربعين خبيراً وأكاديمياً وباحثاً عربياً وروسياً، ساهموا بأكثر من 35 ورقة وبحثاً، ناقشها المشاركون والحضور.

وعرض مدير برنامج قياس الرأي العامّ العربي في المركز، محمد المصري، في إحدى جلسات المؤتمر، النتائج الخاصة باتجاهات الرأي العامّ في المنطقة العربية نحو روسيا وسياساتها ضمن الاستطلاع السنوي "المؤشر العربي" لعام 2014، الذي نفِّذه المركز. وقال إن أغلبية الرأي العام العربي تحمل موقفًا سلبيًا تجاه روسيا، وإنّ هناك رأيًا عامًّا "ضد روسيا". فقد أفاد نحو 40 في المائة من الرأي العام العربي بأنهم يحملون وجهة نظر سلبية، أو سلبية إلى حدٍّ ما، تجاه روسيا، مقابل 29 في المائة أفادوا بأنّ نظرتهم إيجابية، أو إيجابية إلى حدٍ ما، و32 في المائة ليست لديهم نظرة محددة تجاه روسيا.


وكشفت نتائج الاستطلاع أنّ لدى مواطني المنطقة العربية معرفة محدودة بروسيا، غير أن تحليل إجابات المستجيبين يعكس أنّ نظرتهم السلبية تجاه روسيا هي نتيجة لعدم قبول سياستها الخارجية في المنطقة، وأن مساندتها النظام السوري هي الركن الأساسي لهذه النظرة السلبية. وقال المصري إنّ الاستطلاع أظهر عدم اقتناع المواطنين في المنطقة العربية بأنّ روسيا تقوم بأدوار إيجابية في العالم، على صعيد علاقات تعاون متكافئة، أو حماية الأمن والاستقرار أو دعم الديمقراطية. واستخدم المستجيبون لوصف أهداف روسيا في المنطقة مفردات، مثل: الهيمنة، والسيطرة، وتحقيق مصالحها، والإضرار بالمصالح العربية، والإضرار بالشعوب العربية، ودعم مصالح أعداء العرب أو منافسيهم في المنطقة.

وتوقع المتحدثون في جلسة في المؤتمر عن "العلاقات الروسية - الخليجية: الاقتصاد والسياسة والأمن"، استمرار التنافر القائم حالياً بين روسيا ودول الخليج، بالنظر إلى استمرار موسكو في سياساتها القريبة من المراكز الإقليمية، التي تعتبرها دول الخليج تهديداً لأمنها القومي. وعلى الرغم من تفاؤل بعض الباحثين الروس والعرب، في أوراقهم في المؤتمر، بشأن اهتمام روسيا بتعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية عموما، إلا أن باحثين آخرين قدّموا وجهة نظر أقل تفاؤلاً بإمكانات تقارب بين الطرفين في المدى المنظور. وقال الباحث غريغوري كوساتش، الذي قدّم ورقة عن "الأبعاد السياسية في العلاقات الروسية – السعودية"، إنه لا يعتقد أن ثمة مقدمات للقول إن العلاقات الروسية السعودية سوف تتحسن في المستقبل القريب. ووافقه الباحث السعودي، ماجد التركي، حين أبرز ثقل التاريخ في العلاقات العربية الروسية، وقال: "نعود، في السعودية، دائمًا، إلى التفاصيل التاريخية حين معالجة العلاقات الروسية السعودية في التاريخ المعاصر، وهذا سبب عدم تقدم هذه العلاقات". وركزت الباحثة الروسية، إيلينا ميلكوميان، على تأثير الأزمات الحالية في المنطقة في هذه العلاقات، وقالت: "المرحلة الراهنة مرتبطة ببعض الصعوبات، وهي تعود إلى الأزمة السورية والمشكلات في اليمن، وأنا أعتقد أن روسيا في علاقتها مع الخليج تنطلق من إمكاناتها الواقعية الفعلية، ولا تنشط في هذه المنطقة فقط، انطلاقاً من مواجهتها للولايات المتحدة الأميركية".


وناقشت أوراقٌ، قُدّمتْ في اليوم الثاني من المؤتمر، العلاقات الاقتصادية بين روسيا والعرب وإمكانية أن يكون لها دور في تصحيح العلاقات السياسية المتنافرة في المرحلة الحالية. ورأى الباحث الإماراتي، ناصر بن غيث، في ورقته "مجلس التعاون الخليجي وروسيا: إشكالية التاريخ والاقتصاد والسياسة"، أن ثقل السياسة والتاريخ لا يخففه الاقتصاد، على الرغم من فرص التقارب التي توفرها الموارد الاقتصادية للطرفين. وشرح قائلاً إن "الاقتصاد يأخذ العلاقات الروسية الخليجية في اتجاه (التقارب)، لكن السياسة تأخذها في اتجاه آخر".

وانتهت أعمال المؤتمر بجلسة نقاشية مفتوحة، شارك فيها باحثون عرب وروس وآخرون من خارج العالم العربي، طرحت فيها أفكار بشأن ما يمكن أن يقدمه الباحثون والمراكز البحثية في المنطقة العربية وروسيا من إنتاج بحثي وفكري، كفيل بتوفير رؤية أكثر وضوحا لصناع القرار في الدول العربية وروسيا لتخليص العلاقات بين الطرفين من التصادم وسوء الفهم خصوصاً.

ويذكر أن مؤتمر "العرب وروسيا: ثوابت العلاقة وتحولاتها الراهنة" يدخل ضمن سلسلة من المؤتمرات، التي دأب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على تنظيمها كل سنة منذ عام 2011، لدراسة علاقات العرب بمحيطهم القريب، وبالقوى الإقليمية والدولية.

اقرأ أيضاً:
مؤتمر "المركز العربي": تقييم السياسة الروسية نحو العالم العربي
هل تعرقل روسيا اتفاق إيران نووياً مع الغرب؟
إيران تسعى لتطوير المفاعلات جنوبي البلاد وتصدير الوقود النووي