اليمنيون يستقبلون عيدهم الوطني الفضّي في لحظات تاريخيّة عصيبة

اليمنيون يستقبلون عيدهم الوطني الفضّي في لحظات تاريخيّة عصيبة

21 مايو 2015
الأزمات نغّصت حياة اليمنيين (Getty)
+ الخط -

يستقبل اليمنيون غداً العيد الوطني الفضي في لحظات تاريخية عصيبة، وفي ظل وضع منهار لم يسبق أن وصل إلى ما وصل إليه، منذ إعادة توحيد اليمن وقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو/ أيار 1990.

وكان من المقرر أن يتم الإعداد للاحتفال بذكرى توحيد البلاد على مختلف المستويات وأن تكتسي الشوارع بألوان العلم الوطني، وتُقام العروض العسكرية، غير أن وضع الحرب الداخلية والعمليات العسكرية التي يشنها التحالف العربي جعل الذكرى غائبة عن كثير من اليمنيين.

لا حكومة في صنعاء ولا عدن، ولا كهرباء، ولا أجهزة حكومية تعد للاحتفالات ولا مواقع آمنة يُحضّر فيها للاحتفال. كل ما حصل، في صنعاء، هو تجوّل الفرقة العسكرية الموسيقية، التابعة لدائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، في بعض شوارع صنعاء، وترديدها ألحاناً وتقسميات موسيقية وطنية.


وليست المرة الأولى التي تطل فيها ذكرى اليوم الوطني في ظل أزمة تشهدها البلاد، ففي العام 1994، أحيا اليمنيون الذكرى وسط الحرب الأهلية التي وقعت بين شريكي توقيع اتفاق الوحدة (حزب المؤتمر الشعبي برئاسة علي عبد الله صالح، والحزب الاشتراكي اليمني، وأمينه العام علي سالم البيض).

وفي العام 2011، جاءت ذكرى الوحدة بينما كانت الثورة الشعبية ضد صالح في الميادين، وكانت صنعاء وتعز تشهدان اشتباكات محدودة بين القوات الموالية للمخلوع والقوات المنشقة المؤيدة للثورة.

هذه المرة، هي الأصعب من كل سابقاتها، فالرئيس الشرعي وحكومته في العاصمة السعودية الرياض، ومن المتوقع أن يلقي كلمة بالمناسبة إلى الشعب، غير أن قليلاً من المواطنين يمكنهم متابعتها، فالكهرباء غائبة معظم الوقت في أغلب المدن.

ومن صعدة، أقصى الشمال، إلى أبين وشبوة في الجنوب، تحوّل اليمن إلى ساحة حرب وغارات جوية تستهدف التجمعات والمواقع العسكرية للحوثيين والقوات الموالية لهم، بينما تقع عدن، عاصمة الشطر الجنوبي، سابقاً، والتي ارتفع فيها علم اليمن الموحد، تحت قصف مليشيات صالح والحوثيين، ومثلها تعز وجبهات مشتعلة أخرى.

وجرت العادة أن يتم رفع العلم الوطني في المنازل والشوارع بكثافة وتلوّن بها أبواب المحال التجارية، وغيرها من مظاهر الاحتفال، كل ذلك، غير وارد، فالحرب وتبعاتها من تدهور للوضع الإنساني والخدمات هي الشغل الشاغل للناس.

اقرأ أيضاً: وفد حوثي في العراق لطلب دعم المالكي و"حزب الله"